تحالف روسيا والصين.. تهديد جديد للقوة العسكرية الأمريكية

التحالف العسكري بين روسيا والصين يشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة

آية سيد
تحالف روسيا والصين.. تهديد جديد للقوة العسكرية الأمريكية

يسعى زعيما الصين وروسيا لاستغلال الاضطراب العالمي للإضرار بالولايات المتحدة وحلفائها، ويقتربان من تشكيل تحالف عسكري يمثل أكبر تهديد تواجهه أمريكا منذ عقود.


منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى العسكرية الوحيدة في العالم.

لكن مع اقتراب العام 2023 من نهايته، تشتعل الصراعات في مختلف أنحاء العالم، وتزداد روسيا والصين عدوانية في طموحهما المشترك بالإطاحة بالولايات المتحدة كأكبر قوة في العالم، وفق تحليل نشره موقع “إنسايدر” الأمريكي، أمس الأول الاثنين 25 ديسمبر 2023.

استغلال الوضع

يقول محللون إن الزعيم الصيني، شي جين بينج، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعيان لاستغلال الاضطراب العالمي للإضرار بالولايات المتحدة وحلفائها، ويقتربان من تشكيل تحالف عسكري يمثل أكبر تهديد تواجهه أمريكا منذ عقود.

وفي تصريحات للموقع الأمريكي، قال الرئيس التنفيذي لمنظمة “أطلس”، المعنية بتقديم الاستشارات الاستراتيجية بشأن المنافسة العالمية بين الولايات المتحدة والصين، جوناثان وارد: “من الواضح أن الدولتين تعتبران أنفسهما شركاء عسكريين، وأن هذه الشراكة تنمو وتصبح أكثر تمرسًا، حتى لو لم تكن تحالفًا رسميًا حسب مفهوم الغرب”.

ملامح التحالف

في ظل الصراعات المشتعلة في أنحاء العالم، تتضح ملامح المنافسة بين الولايات المتحدة والشراكة الروسية الصينية. وأوضح التحليل أن الصين زودت روسيا بدعم اقتصادي ودبلوماسي حيوي في غزوها لأوكرانيا، في حين قدمت واشنطن مساعدات بمليارات الدولارات لكييف.

إنفوجراف| كيف تصل المعدات العسكرية الصينية إلى روسيا؟

كيف تصل المعدات العسكرية الصينية إلى روسيا

وفي الشرق الأوسط، اصطفت روسيا والصين مع إيران وانتقدا العدوان الإسرائيلي على غزة، في الوقت الذي قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ودعمًا دبلوماسيًا لإسرائيل.

ويقول الخبراء إن الصين تراقب نتيجة الحرب في أوكرانيا بعناية لترى كيف سيتفاعل العالم في حالة غزوها لتايوان.

تنسيق الموارد

بينما تقتربان أكثر، تنسق موسكو وبكين مواردهما العسكرية. وفي هذا الشأن، قال وارد: “الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق في العصر الجديد بين روسيا والصين تتعلق بالقوة العسكرية”.

وعلى مدار العامين الماضيين، أجرت روسيا والصين تدريبات بحرية مشتركة في بحر اليابان، وسلمت روسيا للصين تكنولوجيا الغواصات التي قد تمنحها الأفضلية في الحرب مع حلفاء أمريكا في الباسيفيك، كما تعهد الزعيمان بالتعاون في تطوير الأسلحة عالية التكنولوجيا، حسب تصريحات بوتين في نوفمبر الماضي.

وأضاف التحليل أن روسيا باعت للصين مقاتلات “سو-25″، ومروحيات “إم آي-17″، ومنظومات الدفاع الجوي “إس-400”.

مصدر قلق

مسؤول أمريكي لـ«رؤية»: نخوض حرب معلومات غير معلنة مع الصين وروسيا

الرئيس الصيني، شي جين بينج، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

رأت المحللة بمركز تحليل السياسات الأوروبية، تشيلس ميشتا، أنه على الرغم من عدم توقيع تحالف عسكري رسمي بين الزعيمين، ينبغي أن تكون هذه الخطوات مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة وحلفائها. وكتبت، وفق ما نقل تحليل “إنسايدر”: “التحالف الشامل بين الصين وروسيا سيشكل تهديدًا للولايات المتحدة لا يشبه أي تهديد واجهته منذ نهاية الحرب الباردة”.

تغيير الاستراتيجية

تعتمد الاستراتيجية الحالية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على القدرة على خوض حرب كبرى واحدة وردع الهجمات الأخرى. لكن لجنة الكونجرس المعنية بالموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة قالت، في أكتوبر الماضي، إن الولايات المتحدة تواجه الآن تهديدات “مختلفة جذريًا عن أي شيء شهدته في الماضي”، بسبب صعود روسيا والصين.

وحثت البنتاجون على مراجعة خططه كي يصبح مستعدًا لإمكانية خوض حرب مع الصين وروسيا في وقت واحد.

وفي هذا السياق، قال وارد: “يشكل محور روسيا والصين تهديدًا هائلًا على الولايات المتحدة نظرًا لأننا سنضطر للتعامل مع الأمن في أوروبا وآسيا، وكذلك في الشرق الأوسط، مع وجود خطر التعرض للإنهاك في الوقت الذي تنسق بكين وموسكو لتحقيق طموحاتهما الإقليمية”.

أهمية الاستعداد

رغم تشكك بعض الخبراء في استقرار التحالف الروسي الصيني، فإنهم يشددون على أهمية استعداد الولايات المتحدة لإمكانية عقد اتفاق عسكري بين الزعيمين. وقال وارد إن التحالفات العالمية للولايات المتحدة مهمة بشدة لقدرتها على موازنة التهديد الذي تشكله القوى العظمى المنافسة.

وأضاف وارد، في تصريحاته لـ”إنسايدر”، أنه يتعين على هذه التحالفات تعزيز قدرتها العسكرية، خاصة في أوروبا.

وقال: “تستطيع الولايات المتحدة التعامل مع التهديدين، لكن هذا سيتطلب زيادات كبيرة في تقاسم الأعباء، خاصة بين الحلفاء الأوروبيين، الذين رأوا العواقب الحقيقية للتنسيق الجيوسياسي بين روسيا والصين منذ غزو أوكرانيا”.

ربما يعجبك أيضا