توترات البحر الأحمر.. فرصة الهند لاستعراض قوتها البحرية أمام الصين

الهند تنشر سفنًا حربية لمواجهة الهجمات على السفن التجارية بالبحر الأحمر

آية سيد
توترات البحر الأحمر.. فرصة الهند لاستعراض قوتها البحرية أمام الصين

رغم عدم انضمامها إلى "حارس الازدهار"، أرسلت الهند 10 سفن حربية إلى المنطقة الممتدة من شمالي ووسط بحر العرب إلى خليج عدن.


تسببت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر في تعطيل حركة الشحن العالمي وتوسيع صراع الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، أفاد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الخميس 25 يناير 2024، بأن الهند تنشر عددًا متزايدًا من السفن الحربية لمواجهة الهجمات على السفن التجارية التي تُبحر في الشرق الأوسط، رغم تجنبها الانضمام إلى ائتلاف “حارس الازدهار” الذي تقوده الولايات المتحدة.

تحرك هندي

حسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين، أرسلت الهند 10 سفن حربية إلى المنطقة الممتدة من شمالي ووسط بحر العرب إلى خليج عدن، وهو ارتفاع عن السفينتين المتمركزتين عادةً في هذه المنطقة.

وهذه السفن الحربية تراقب السفن التي تحمل علم الهند، وكانت أول المستجيبين في عدد من الحوادث الأخيرة. والأسبوع الماضي، استجابت المدمرة “آي إن إس فيساخاباتنام”، ذات الصواريخ الموجهة، لنداء استغاثة من ناقلة البضائع الأمريكية “جينكو بيكاردي”، التي تعرّضت لهجوم مسيّرة في خليج عدن.

توترات البحر الأحمر.. فرصة الهند لاستعراض قوتها البحرية أمام الصين

ناقلة البضائع الأمريكية “جينكو بيكاردي”

لماذا لا تنضم لحارس الازدهار؟

قال مسؤولون وخبراء هنود إن نيودلهي لا تشارك في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر، إلى حد كبير بسبب سياستها بالمشاركة فقط في مهام الأمم المتحدة. وكذلك فإن المزاعم الأمريكية بأن إيران تدعم هجمات الحوثيين تُعقد موقف الهند، نظرًا لعلاقاتها الودية مع طهران.

وفي هذا الشأن، قال نائب رئيس السياسة الخارجية بمؤسسة “أوبزرفر” للأبحاث، ومقرها نيودلهي، هارش بانت: “الانضمام إلى ائتلاف تقوده الولايات المتحدة قد يعني النظر للصراع من خلال المنظور الأمريكي، حيث اتخذت الولايات المتحدة موقفًا يرى أن هذا تحريض إيراني”.

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن الهند سعت طويلًا لإظهار استقلالها عن تأثير القوى العظمى في تعاملاتها المتعلقة بالسياسة الخارجية.

تعاون متنامي

قال المسؤولون إن العمليات البحرية الهندية تعكس تعاونًا متناميًا مع الولايات المتحدة في منطقة الهندوباسيفيك لمواجهة الصين، واعتمادًا جزئيًا على المعدات الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن صفقة شراء 31 مسيّرة “بريداتور” بقيمة 3 مليارات دولار من الولايات المتحدة، نصفها موجه للبحرية، ستعزز قدرات الهند.

وفي هذا الصدد، قال نائب الأدميرال وقائد القيادة البحرية الشرقية للهند سابقًا، بيسواجيت داسجوبتا: “يوجد بالفعل تنسيق مناسب مع الولايات المتحدة والدول ذات التفكير المتشابه على الجبهة البحرية. وكل قنوات الاتصال مفتوحة”.

وفي الأيام الأخيرة، غيّرت الهند مسار مسيّرتي “بريداتور” من العمليات الروتينية إلى توفير تصوير دقيق للسفن المضطربة. وقالت البحرية الهندية إنه في إحدى الحوادث هذا الشهر، كانت مراقبة المسيّرات جزءًا من عملية نفذتها قوات الكوماندوز الهندية لإحباط محاولة اختطاف على متن ناقلة بضائع ترفع علم ليبيريا في بحر العرب.

توترات البحر الأحمر.. فرصة الهند لاستعراض قوتها البحرية أمام الصين

مدمرة هندية

مراقبة الصين

تراقب الهند من كثب السفن الصينية في المنطقة، ويقول مسؤولوها إن جهود الصين الدورية لإرساء سفن أبحاث في الدول القريبة هي مجرد ذريعة للمراقبة البحرية.

وحسب الصحيفة الأمريكية، تراقب البحرية الهندية حاليًا سفينة أبحاث صينية في طريقها لجزر المالديف، في وقت يتطلع رئيس المالديف الجديد، محمد مويزو، لتعميق العلاقات مع بكين، وإنهاء وجود القوات الهندية الصغير الموجود منذ فترة طويلة.

تطوير البحرية

على مدار عقد تقريبًا، أضافت البحرية الهندية أكثر من 12 سفينة حربية مسلحة بصواريخ وطوربيدات مصنعة محليًا. ووفق وول ستريت جورنال، هذه الإضافات ترفع العدد الإجمالي للسفن الحربية في أسطول الهند إلى 140، وتهدف البحرية إلى إضافة نصف هذا العدد إلى أسطولها في الأعوام القليلة المقبلة، وجميعها تقريبًا صُنع في الهند.

وبدأت البحرية الهندية تكثيف عملياتها في 2017، بوضع معدات وأفراد متخصصين على متن السفن الحربية التي تنفذ دوريات حراسة لتمكينها من الاستجابة سريعًا لمجموعة واسعة من نداءات الاستغاثة. وهذا العام، أصبحت الهند عضوًا في مبادرة “القوات البحرية المشتركة” متعددة الجنسيات.

وفي هذا الإطار، صرّح المتحدث باسم الخارجية الهندية، راندير جايسوال، الأسبوع الماضي: “سفننا البحرية هناك، تحرس المنطقة وتحاول بذل أفضل ما بوسعها لتأمين خطوط الشحن الهندية وتقديم الدعم للآخرين”، مضيفًا: “نحن نراقب الوضع الآخذ في التطور، ولسنا جزءًا من أي ترتيب متعدد الأطراف حتى الآن”.

ربما يعجبك أيضا