حقل الدرة.. خطوات تصعيدية إيرانية وسط تمسك كويتي بالحوار

يوسف بنده

يدخل حقل الدرة للغاز، إلى دائرة الخلافات الخليجية الإيرانية، وسط تأكيد على الحلول الدبلوماسية، مع احتفاظ طهران بعصا الحرس الثوري للترهيب وفرض سياسة الأمر الواقع.


يستمر التوتر بين الكويت وإيران بشأن الأحقية على حقل الدرة البحري للغاز الذي عُطل إنتاجه منذ تاريخ استكشافه في عام 1960.

ويقدر خبراء الإنتاج المنتظر من هذا الحقل بنحو 11 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، إضافة إلى أكثر من 300 مليون برميل من النفط الخام، ويعني تعطيله خسارة فادحة لدولة الكويت التي تعتمد على استيراد الغاز من الخارج.

156455

منطقة حقل الدرة

ترهيب بذراع الحرس

حسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، أمس السبت 15 يوليو 2023، فقد كشف مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن المجلس بحث خلال اجتماعه مساء الأربعاء الماضي، موضوع حقل الدرة المتنازع عليه.

اقرأ أيضًا: نموذج «لبنان-إسرائيل».. سيناريو لتسوية خلاف إيران والكويت بشأن حقل الدرة

وفي خطوة تصعيدية، تقرر خلال الاجتماع تكليف الحرس الثوري بتشكيل قوات خاصة لحماية المنشآت التي تريد وزارة النفط الإيرانية بناءها في الحقل، وأعطي الضوء الأخضر لهذه القوات بالتصادم المباشر مع أي وحدات تقترب من المنطقة التي تعدّها إيران ضمن حدودها الإقليمية، دون أي سابق إنذار.

سياسة الحوار الخليجية

تشير هذه الخطوة إلى أن طهران تلجأ إلى عصا الحرس الثوري للترهيب وفرض سياسة الأمر الواقع، وسط التزام دول الخليج بسياسة الحوار وحُسن الجوار، خشية فخ إيران لإشعال حرب على غرار الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980.

اقرأ أيضًاتعطيل حقل الدرة.. سياسة إيران تكبد الكويت خسائر فادحة

اقرأ أيضًاتطوير حقل «الدرة» الغازي.. هل يشعل الخلافات بين إيران والخليج؟

download 2 1

قوات للحرس الثوري الإيراني

حسب تقرير الصحيفة الكويتية، يوجد إجماع كامل، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، على أن الخلاف المتجدد بشأن حقل الدرة، يجب أن يُحل دبلوماسيًّا عبر العودة إلى المفاوضات مع الكويت، لكن يوجد إصرار على رفض إجراء أي مفاوضات على ترسيم الحدود البحرية، ما دام أنه لا يوجد أي اعتراف من الكويت بأي حق لإيران في هذا الحقل.

التعنت الإيراني

وأوضح التقرير أن المجتمعين رفضوا أي مفاوضات ثلاثية بين إيران والسعودية والكويت بشأن الترسيم، على أساس طي ملف ترسيم الحدود البحرية بين طهران والرياض.

اقرأ أيضًاالحقول المشتركة.. خطوة نحو تثبيت مصالحة السعودية وإيران

اقرأ أيضًاطهران تفتح باب صراع جديد مع دول الخليج بسبب حقل «الدرة».. ماذا يحدث؟

ويشير هذا التعنت الإيراني إلى أن طهران مستعدة إلى نموذج “لبنان-إسرائيل” الذي يُمثل الحل الوسط عبر الاتفاق على كيفية تقسيم التكاليف والإيرادات دون المساس بالسيادة الإقليمية، على غرار اتفاق أكتوبر 2022، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل بشأن حقل قانا للغاز.

Untitled 34

حقل الدرة

طهران وسياسة التعطيل

اتبعت إيران منذ اكتشاف هذا الحقل عام 1960 سياسة التعطيل، التي تعني إما التوصل إلى اتفاق على التقاسم، أو الاستمرار في حالة تعطيل الحفر والتنقيب والاستخراج لتجنب أزمة كبيرة، وهي الحالة السائدة منذ عقود.

وتسعى طهران لترسيم الجرف القاري خارج “قانون البحار” لتضمن اشتراكها بجزء في الحقل، بترسيم الحدود من جزيرة خارج الإيرانية إلى البر الكويتي، وفي المقابل، تطالب الكويت بأن يكون الترسيم من جزيرة فيلكا إلى جزيرة خارج، وتتمسك بتطبيق قانون البحار.

اقرأ أيضًاالحقول المشتركة.. خطوة نحو تثبيت مصالحة السعودية وإيران

ربما يعجبك أيضا