خارطة طريق جديدة لإجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا.. التفاصيل والموعد

محمد النحاس

مساعٍ أممية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري.. هل ينجح المبعوث الأممي في جمع كلمة الليبيين؟


قال مبعوث الأمم المتحدة، إلى ليبيا عبدالله باتيلي، إنه من الممكن وضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية 2023.

وخلال مؤتمر صحفي، شدد باتيلي على دور ما أسماها “الكيانات السياسية منتهية الصلاحية” في تأزم الموقف السياسي والاقتصادي في البلاد، علمًا بأن الأمم المتحدة أطلقت منذ ما يزيد على العام مبادرتها لحل الأزمة المتفاقمة، دون نتيجة تذكر.

لجنة توجيه لإجراء الانتخابات الليبية

ينص الإعلان الأممي على تشكيل لجنة توجيه، تضع الأطر الدستورية والقانونية لإجراء الإنتخابات قبل نهاية 2023.

وتهدف المبادرة التي أعلنها باتيلي في مؤتمر صحفي، اليوم السبت 11 مارس 2023 بالعاصمة طرابلس، إلى وضع البلاد على طريق الانتخابات التي طال انتظارها، وتوحيد المؤسسات الليبية، وضمان استمرارية عملها.

منح الشعب الليبي فرصة

شدد المبعوث الأممي على حتمية إجراء الانتخابات لإعادة تفعيل وبناء مؤسسات الدولة، منوهًا بأن “منح الشعب الليبي فرصة لاختيار قادته، سيرسخ السلام والازدهار”. وتعيش ليبيا منذ سنوات على وقع خلاف داخلي حاد نتج عنه جمود سياسي ومشكلات اقتصادية.

ودعا باتيلي إلى إجراء حوار رفيع بين الجهات الأمنية المختلفة، للوصول إلى توافق بشأن تأمين الانتخابات. ووضع شرطًا آخر لضمان نزاهة الاستحقاق، وهو إمكانية “التحرك الآمن للمرشحين داخل جميع أنحاء ليبيا”، في ظل حالة من تشرذم الأجهزة الأمنية، محذرًا من “مزيد من التأجيل من شأنه تهديد وحدة وأمن البلاد”.

إشراك جميع شرائح المجتمع

أردف المبعوث الأممي أنه سيطلب من الأطراف الليبية التشاور، من أجل تشكيل لجنة رفيعة المستوى للإشراف على الاستحقاق، لافتًا إلى أنه يجب ألا يكون إجراء الانتخابات بيد مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ولكنه شدد على الدعم الأممي لمباردة 5+5 التي أطلقها المجلسان.

ووفق باتيلي، تعمل الآلية المقترحة على الجمع بين جميع شرائح وأطياف ومكونات المجتمع الليبي. وشدد المبعوث الأممي على ضرورة التمثيل العادل لكل الجهات والأطراف.

محاولة لإعادة الثقة بالمجلسين

أشاد باتيلي بسرعة إقرار المجلسين التعديل الدستوري الثالث عشر، لافتًا إلى أنه إذا ما عملت اللجنة البرلمانية المشتركة بذات السرعة، فمن شأن ذلك إعادة الثقة بالمجلسين، وتمكين مفوضية الانتخابات من عقد الاستحقاق، قبل نهاية العام الجاري.

واعتبر أن تأجيل انتخابات عام 2021 مثل خيبة أمل للشعب الليبي، داعيًا قادة مجموعة 5+5 إلى تقديم مقترحاتهم لحل الأزمة، وأثنى على دور المجلس الرئاسي في جهوده لإعادة الانتخابات إلى مسارها الصحيح.

وكان المبعوث الأممي قد أطلق مبادرة فبراير الماضي لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات هذا العام.

دعم دولي وانقسام داخلي بشأن الخطة الأممية

أعلنت دول غربية من بينها الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، دعمها للمبادرة الأممية. وعلى الصعيد الداخلي، عارضها مجلس النواب الذي رأى فيها تهميشًا لدوره، في حين أن المجلس الرئاسي الليبي يدعمها.

وتشهد ليبيا حالة من الانقسام السياسي، ويرفض رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلى الحكومة التي عينها مجلس النواب بقيادة فتحي باشاغا. لذا تجري مساعي الأمم المتحدة على جمع القوى المختلفة لإجراء انتخابات هذا العام، لإنهاء الخلاف الداخلي، وذلك بعد سنوات من الجمود، وعدم توصل فرقاء المشهد إلى حل للخروج من الأزمة.

وأجرت قوى دولية وإقليمية محاولات للوساطة لإنهاء المشهد المأزوم، ولإخراج البلاد من حالة الانقسام السياسي وتشظي مؤسسات الدولة، لكن دون حلول نهائية لكل جوانب الخلاف. وعلى وقع الخلاف السياسي، يعيش البلد الإفريقي ذو الموارد النفطية، مستوى شعبيًّا من عدم اليقين بشأن المستقبل، في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة.

ربما يعجبك أيضا