زعيم تنظيم القاعدة الجديد.. هل يقيم سيف العدل في إيران؟

يوسف بنده

توليّ المصري سيف العدل قيادة تنظيم القاعدة، خلفًا لأيمن الظواهري، يفتح باب الاتهامات لطهران التي تستضيفه وسط مخاوف من عودة العمليات الإرهابية التي تستهدف المصالح والقوات الغربية.


أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في عملية بأفغانستان، 31 يوليو 2022.

ولم تعلن “القاعدة” رسميًّا خليفة للظواهري، الذي زاد مقتله الضغط على التنظيم لاختيار قائد يمكنه التخطيط بعناية لعمليات دموية، وإدارة شبكة جهادية، ما فتح باب التكهنات بشأن خليفة الظواهري الذي خلف مؤسس القاعدة أسامة بن لادن.

b51a6203 d3ca 4aed a680

سيف العدل

زعيم القاعدة في إيران

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 15 فبراير، إن المواطن المصري المقيم في إيران سيف العدل صار زعيم التنظيم بعد مقتل الظواهري، وحسب تقرير “رويترز” 16 فبراير، أضاف المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس: إن “تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة – بأن الزعيم الفعلي الجديد للقاعدة سيف العدل موجود في إيران”.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة، بعد المناقشات التي جرت في نوفمبر وديسمبر 2022، بأن سيف العدل، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية، وعضو رفيع المستوى في تنظيم “القاعدة” ترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله أو قتله، أصبح الآن زعيم التنظيم المتشدد بلا منازع.

حسين أمير عبداللهيان

حسين أمير عبداللهيان

ونفى وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، الخميس 16 فبراير 2023، المزاعم الأمريكية بأن زعيم القاعدة، سيف العدل، مقيم في طهران. وقال أمير عبداللهيان: “أنصح مسؤولي البيت الأبيض بوقف لعبة رهاب إيران الفاشلة، نشر أخبار عن زعيم القاعدة وربطه بإيران أمر مضحك”.

ويبدو أن الجميع يقلق من الاعتراف الرسمي بوجود القاعدة، فحركة طالبان لم تعترف بمقتل الظواهري خشية من تورطها في استضافته. وتنظيم القاعدة لم يعلن عن قائده الجديد بسبب الضغوط التي تمارس عليه من الجهات المستضيفة سواء طالبان أفغانستان أو حتى إيران أو باكستان.

c1cae0b0 a0ec 42c5 be36 cac89e8d972e

العلاقة بإيران

تجمع سيف العدل علاقة خاصة بإيران، بدأت في التسعينات بعد لقاء جمع أسامة بن لادن مؤسس التنظيم وممثل النظام الإيراني في السودان. وطلب ابن لادن من إيران تدريب أتباعه على استخدام المتفجرات. وهو ما حدث في لبنان على يد أحد أبرز القادة العسكريين في “حزب الله”، عماد مغنية.

وتم اختيار سيف العدل لهذا التدريب بصفته أحد كبار الخبراء العسكريين في القاعدة، وتلقى تدريباته في معسكر تابع لحزب الله في سهل البقاع شرقي لبنان. وأسفر هذا الاتصال بين الطرفين، عن دور حيوي آخر لسيف العدل الذي جرى تكليفه بإدارة ملف علاقات التنظيم مع إيران.

picturealliancedpawkhanviadw

وحسب تقرير رويترز، يقول موقع البرنامج على الإنترنت، إنه بعد تفجيرات إفريقيا انتقل المقدم السابق بالجيش المصري إلى جنوب شرق إيران، حيث كان يعيش تحت حماية الحرس الثوري الإسلامي في البلاد. ووضعته إيران مع قياديين آخرين في “القاعدة” قيد الإقامة الجبرية في إبريل 2003، وأطلقت سراحه وأربعة آخرين مقابل دبلوماسي إيراني مخطوف في اليمن.

وكان وثائقي بثته قناة «العربية» 28 يناير 2022، بعنوان «وجوه القاعدة في إيران»، قد كشف عن قائمة بقيادات تنظيم القاعدة استضافتهم إيران، أبرزهم أبو مصعب الزرقاوي وسيف العدل وأبو الخير المصري وأبو محمد المصري وصالح القرعاوي، وغيرهم من عناصر التنظيم آوتهم طهران مع أسرهم بعد هروبهم من أفغانستان.

news 180223 alqaeda

دموية سيف العدل

حسب تقرير رويترز، على العكس من سلفيه اللذين كانا يظهران كثيرًا في مقاطع فيديو نارية، تُبث في جميع أنحاء العالم، وتحمل تهديدات للولايات المتحدة، يقول الخبراء إن سيف العدل ساعد في تحويل “القاعدة” إلى أكثر الجماعات المسلحة دموية في العالم، من خلال التخطيط للهجمات من الظل. ويصنفه الخبراء بأنه ثالث أكبر مسؤول بالتنظيم. وقد أقام العدل معسكرات في السودان وباكستان وأفغانستان في التسعينيات.

وليست للرجل صور تقريبًا، باستثناء ثلاث صور، إحداها بالأبيض والأسود، ومستخدمة على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي. وبحسب ما يقوله المحققون الأمريكيون، لا يُعرف عن سيف العدل سوى القليل باستثناء العمليات في إفريقيا، ومعسكراته التدريبية، وصلته بمقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل في باكستان عام 2002.

وكتب علي صوفان، وهو عميل خاص سابق في مكتب التحقيقات الاتحادي يتعقب عناصر “القاعدة“، في لمحة نشرها مركز مكافحة الإرهاب، أن الرجل الذي يحمل الاسم الحركي “سيف العدل”، واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان، شخصية ذكية بملامح جامدة، لا يمكن من خلالها تكوين أي انطباعات عن أفكاره ومشاعره.

شبكة حقاني.....

القاعدة وطالبان

ارتبط وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان بالتحالف مع حركة طالبان الأفغانية، وبعد عودتها إلى السلطة ظهر خلاف داخلي عميق في أوساط الحركة في تحديد الموقف من القاعدة، ويذهب الجناح الواقعي إلى ضرورة فك الارتباط مع القاعدة، في حين كانت شبكة حقاني تتمسك بحماية زعماء القاعدة وقياداتها، وتوفر الحماية لهم.

وكان كبار قادة “شبكة حقاني” على علم بوجود زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في العاصمة الأفغانية كابول، وأجلوا زوجته وابنته، قبل استهداف منزله في غارة أمريكية أردته قتيلًا. وهذا الخلاف بين أجنحة طالبان بشأن كيفية التعامل مع تنظيم القاعدة مستقبلًا، في ظل حاجة الحركة الحاكمة للاستقرار السياسي وتجنب الصراع مع القوى الغربية. يمثل دافعًا قويًّا لبحث تنظيم القاعدة عن ملاذ جديد، قد يتحقق في إيران.

ربما يعجبك أيضا