سفينة مراقبة صينية ترسو في جنوب إفريقيا.. قلق وترقب واسع

كشفت شبكة بلومبرج الأمريكية عن أن سفينة مراقبة صينية رست في ميناء بجنوب إفريقيا، هذا الأسبوع.

وجاء هذا بعد أقل من شهرين من مناورات بحرية أجرتها جنوب إفريقيا مع الصين وروسيا، وأثارت غضب الدول الغربية، ما يضيف إلى المخاوف بشأن تقارب كيب تاون وبكين وموسكو، وسط مساعي الغرب لعزل روسيا دوليًّا على خلفية الحرب في أوكرانيا.

سفينة مثيرة للقلق

أوردت بلومبرج، في تقرير لها اليوم الأربعاء 5 إبريل 2023، أن سفينة يوان وانج 5، التي يمكنها تعقب عمليات إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية، رست في ميناء ديربان على المحيط الهندي، هذا الأسبوع. وحسب البيانات، التي جمعتها الشبكة، تتجه السفينة الآن غربًا.

سفينة يوان وانج 5 رست في ميناء ديربان

وأثارت سفينة الأبحاث والمسح «يوان وانج 5» المخاوف لدى الخصوم الجيوسياسيين للصين، في السابق. وفي أغسطس الماضي، اعترضت الهند، عندما سمحت سريلانكا للسفينة بالرسو في ميناء هامبانتوتا، الذي تديره الصين، في أقصى جنوب البلاد.

اقرأ أيضًا: سريلانكا تستقبل سفينة مسح صينية بأحد موانئها.. ما مخاوف أمريكا والهند؟

تقرب من بكين وموسكو

ذكرت بلومبرج أن رسو السفينة الصينية قد يضيف إلى المخاوف بشأن تقارب جنوب إفريقيا من الصين وروسيا، على الرغم من أن الجزء الأكبر من تجارتها الإجمالية مع الدول الغربية. وتُعد الصين أكبر شريك تجاري منفرد لجنوب إفريقيا، لكن تدفقاتها التجارية مع روسيا ضئيلة.

وفي هذا السياق، قال المتحدث الدفاعي باسم التحالف الديمقراطي المعارض في جنوب إفريقيا، كوبوس ماريز، في حوار: “نحن لا نفكر في العواقب المستقبلية”، مضيفًا أن السفينة تمثل “مصدر قلق”. وتساءل: “لماذا ترسو؟ ولماذا هي في المنطقة؟”

قرارات مثيرة للجدل

انتقد التحالف الديمقراطي قرارًا يسمح للسفن الحربية الإيرانية بالرسو في كيب تاون، أول أمس الاثنين. ووفق ما نقلت بلومبرج، قال التحالف في بيان: “تُظهر حكومة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أنها لم تعد تعمل من أجل المصلحة العليا للشعب”، محذرًا من أن الدولة تخاطر بالتعرض للعقوبات الغربية.

ومن جهتها، قالت رئاسة جنوب إفريقيا إنها لم تتعقب رسو السفن بنحو يومي، وأحالت التساؤلات إلى وزارة الدفاع ومشغل الموانئ الحكومية، لكن بلومبرج لم تتلق ردًا منهما.

وفي 15 مارس الماضي، دافعت وزيرة الدفاع الجنوب إفريقية عن قرار الحكومة توقيع مذكرة تفاهم مع شركة بولي تكنولوجيز، وهي شركة تجارة عسكرية صينية. وحسب بلومبرج، أخبرت المشرعين أن الشراكات مع الشركات الأجنبية ستعزز الصناعة الدفاعية لجنوب إفريقيا.

انتقادات غربية

تعرضت كيب تاون لانتقادات من واشنطن وحلفائها بسبب رفض إدانة الحرب الروسية الأوكرانية، وإجراء تدريبات بحرية قبالة ساحلها الشرقي في فبراير الماضي، تزامنًا مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب.

وحسب بلومبرج، تفكر بريتوريا، العاصمة الإدارية لجنوب إفريقيا، في ما إذا كانت ستسمح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحضور قمة مجموعة البريكس، التي ستستضيفها في أغسطس المقبل أم لا، على خلفية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه.

اقرأ أيضًا: روسيا والصين في مناورات عسكرية بجنوب إفريقيا .. والانتقادات تطال كيب تاون

اقرأ أيضًا: خلال حضوره قمة بريكس.. جنوب إفريقيا تدرس اعتقال بوتين أغسطس المقبل 

سفن الأبحاث الصينية

سفينة يوان وانج 5 الصينية

أفادت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية، في 1 إبريل الحالي، بأن بكين أدرجت للمرة الأولى مواقع محددة لتزورها سفن الأبحاث الصينية بانتظام، وتشمل مناطق متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ومياه قريبة من القواعد الأمريكية في الباسيفيك.

وحسب إعلان للمؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين، يغطي الـ33 موقعًا منطقة واسعة من الممرات المائية الإقليمية، من مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي إلى غرب المحيط الهادئ وشرق المحيط الهندي.

وقالت الصحيفة إن الصين تشغل واحدًا من أكبر أساطيل سفن مسح المحيطات في العالم، ضم أكثر من 60 سفينة في الخدمة في 2017، نقلًا عن آخر بيانات متاحة من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، التي تدير المؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية.