«طوفان الأقصى» تفضح فشل إسرائيل الاستخباراتي

آية سيد
صاروخ ينطلق باتجاه إسرائيل

وصف خبراء ومحللون فشل إسرائيل الاستخباراتي في رصد هجوم حماس بأنه الأسوأ منذ حرب أكتوبر 1973.


اقتحمت عناصر من حركة حماس الفلسطينية، أمس السبت 7 أكتوبر 2023، عددًا من المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.

وأسفر الهجوم المفاجئ، الذي أُطلق عليه عملية “طوفان الأقصى” وشمل إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل، عن مقتل مئات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين وأسر العشرات. ورد الجانب الإسرائيلي بشن عملية عسكرية على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين.

فشل استخباراتي

وصف تقرير لشبكة بلومبرج الأمريكية، أمس السبت، هجوم حماس المفاجئ بأنه “واحد من أكبر الإخفاقات للاستخبارات الإسرائيلية منذ حرب أكتوبر 1973”.

وأضافت الشبكة الأمريكية أن الهجوم، الذي شمل تسلل العشرات عن طريق البر والبحر، بالتزامن مع شن هجمات صاروخية، يُعد هجومًا متطورًا ينطوي على نوع التخطيط والتنسيق الذي من المفترض أن ترصده وكالات الاستخبارات.

صدمة كبيرة

«طوفان الأقصى» يفضح فشل إسرائيل الاستخباراتي

سيارات محترقة عقب هجوم صاروخي على عسقلان

أشارت بلومبرج إلى أن توقيت وحجم الهجوم فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وتعمل إسرائيل والولايات المتحدة، التي منحت إسرائيل 3.3 مليار دولار للإنفاق الدفاعي في 2022، على تقييم من يتحمل المسؤولية الأكبر عن الأحداث وكيف حدثت.

وفي هذا الشأن، أعرب السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل والزميل بمجلس العلاقات الخارجية، مارتن إنديك، عن صدمته من هجوم حماس “دون أن ترصدهم إسرائيل أو الولايات المتحدة”، واصفًا ذلك بأنه “فشل في الاستعداد، وفشل في نشر قوات على طول الحدود، وفشل السياج على طول الحدود التي دفعوا الملايين لبنائه”.

دلالة التوقيت

لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن ما يصدم أكثر هو تزامن الهجوم مع الذكرى الـ50 لفشل إسرائيل في منع الهجوم المفاجئ الذي شنته مصر وسوريا في يوم الغفران اليهودي، الذي صادف 6 أكتوبر 1973.

وأدى ذلك الفشل الاستخباراتي إلى إنشاء لجنة لمعرفة الخلل وأصبح موضوع عدد لا يُحصى من الكتب والمقالات البحثية. لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنه من المبكر جدًا معرفة الخلل الذي أدى إلى نجاح الهجوم الحالي، ورفضوا أي مقارنة مع حرب 1973.

تقييم الفشل

يفرّق خبراء الاستخبارات عادةً بين الفشل في جمع المعلومات، والفشل في التحليل، وفشل صناع السياسة في الاستجابة لتحذيرات وكالات الاستخبارات.

وأشارت بلومبرج إلى حقيقة أن إسرائيل كانت في عطلة، وإلى أن التساؤلات مُثارة بالفعل بشأن ما إذا كان الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مشتتين بسبب الاقتتال الداخلي، إذ يحتج الإسرائيليون منذ أشهر ضد جهود نتنياهو لتجريد القضاء من السلطة.

احتجاجات إسرائيل

احتجاجات إسرائيل

وفي هذا السياق، رأى الزميل بمؤسسة كارنيجي للسلام ومحلل شؤون الشرق الأوسط السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، آرون ديفيد ميلر، أن “المشكلة الحقيقية هنا هي أن الإسرائيليين لم يعتقدوا أن حماس ستخاطر بالتسلل عبر الحدود”، مشيرًا إلى أن نقص القوات الإسرائيلية في تلك المنطقة يُعد “فشلاً ذريعًا”.

أسئلة صعبة

حسب ما نقلت بلومبرج عن موظف بالكونجرس الأمريكي، رفض الكشف عن هويته، سيحتاج الكونجرس إلى طرح أسئلة صعبة، نظرًا لأنه كان من المتوقع أن ترصد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية هجومًا بهذا الحجم.

ويصبح الهجوم أكثر إثارة للدهشة نظرًا لأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تخصص قدر كبير من الموارد لمراقبة المجتمع الفلسطيني، ومن ضمنه حماس، عبر شبكات من المصادر البشرية، وكذلك أيضًا تكنولوجيا المراقبة.

تكتيكات جديدة

بعد وقوع الهجوم، ألغى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، ويليام بيرنز، كلمة رئيسة كان سيلقيها في مؤتمر أمني بولاية جورجيا، أمس السبت، وفق ما أفادت بلومبرج.

وفي المؤتمر، وصف الأدميرال المتقاعد، جيمس ستافريديس، الذي تولى منصب القائد الأعلى للحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتواصل باستمرار مع المسؤولين الإسرائيليين، وصف الهجوم بأنه “فشل استخباراتي صادم”.

وقال إنه في حين لم يتفاجأ بقرار حماس بالهجوم، فإنه “تفاجأ بشدة” بالتكتيكات التي تبنتها الحركة، التي شملت السرعة، وأعداد القتلى، وأخذ الأسرى، الذي قال إنهم سيصبحون “أوراق مساومة مهمة”.

عملية «طوفان الأقصى»

عملية «طوفان الأقصى»

تخطيط مسبق

تعليقًا على ما حدث، رأت محللة شؤون الشرق الأوسط السابقة بالسي آي أيه، إميلي هاردينج، أن الهجوم، الذي من المؤكد أنه جرى تخطيطه منذ أشهر، كان مفاجئًا بنحو خاص نظرًا للقدرات التي أصبحت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تتمتع بها.

وقالت الزميلة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “من المفاجئ بشدة أن الإسرائيليين لم يكتشفوا ذلك التخطيط”، مضيفةً أن “الوقت سيخبرنا بما حدث، وستُجرى تحقيقات لمدة أشهر لمعرفة ما عرفه الجيش الإسرائيلي والموساد ومتى عرفه”، حسب ما نقلت بلومبرج.

ربما يعجبك أيضا