ظلال الحرس الثوري ومؤسساته تخيم على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني

علاء بريك

خبراء: رفع العقوبات عن شركة "خاتم الأنبياء" يعني ضخ مليارات في خزائن الحرس الثوري الإيراني.


نقل عدد من وكالات الأنباء، بينها رويترز، أن الإدارة الأمريكية في سعيها لإحياء الاتفاق النووي مع إيران لا تستبعد خيار إزالة “الحرس الثوري الإيراني” أو بعض شركاته من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية.

لكن عددًا من الخبراء جادل ضد هذا الخيار، وأشار إلى أن هذه الخطوة ستعزز من نفوذ إيران والحرس الثوري، وأن الإدارة الأمريكية السابقة في ظل رئاسة باراك أوباما لم تقدم على مثل هذه الخطوة عند توقيع الاتفاق.

من الحرس الثوري إلى خاتم الأنبياء

بحسب موقع “أكسيوس“، فإن المسؤولين الإيرانيين اشترطوا على نظرائهم الأمريكيين رفع اسم “الحرس الثوري الإيراني” من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، الأمر الذي أثار قلق مسؤولين أمريكيين آخرين، بغية إتمام الاتفاق النووي، من جهتها طالبت واشنطن إيران بالالتزام بتخفيض تصعيدها في المنطقة، الأمر الذي رفضته طهران وقاد المفاوضات إلى طريق مسدود.

لاحقًا، تخلت إيران عن هذا الشرط ولجأت إلى حل وسط، تمثل في المطالبة برفع العقوبات عن شركة “خاتم الأنبياء للإعمار” التابعة للحرس الثوري وبعض الكيانات الاقتصادية الأخرى، بحسب موقع “ميدل إيست آي“، وقد علق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على الاشتراطات الإيرانية بالقول: “على إيران التوقف عن طرح قضايا لا صلة لها بالاتفاق النووي”.

شركات الحرس الثوري

بحسب الخبيرين في الشأن الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، سعيد قاسمي نجاد وريتشارد جولدبرج، فإن الحرس الثوري يحضر في المشهد الاقتصادي الإيراني من خلال 3 شركات أو أذرع اقتصادية تخضع جميعها لعقوبات أمريكية: شركة خاتم الأنبياء، والمؤسسة التعاونية التابعة للحرس الثوري، ومؤسسة الباسيج التعاونية.

تحتل شركة خاتم الأنبياء مركزًا مرموقًا في مجالها داخل إيران، وتهيمن على مشروعات البنية التحتية فيها، وتمثل في الوقت نفسه الشريان الاقتصادي للحرس الثوري وذراعه الهندسي، فضلًا عن مساهمات الشركة في تمويل وتطوير البرامج العسكرية الإيرانية، ولا تقتصر أهمية الشركة على كونها مصدر دخل هام للحرس الثوري، بل تمثل وسيلة لمكافأة الموالين بتعيينهم في مناصب مهمة فيها أيضًا.

حجة معارضة

يجادل قاسمي نجاد وجولدبرج بأن قبول الإدارة الأمريكية لمثل هذا الشرط الإيراني يخالف في المقام الأول ما درجت عليه الإدارات السابقة، فلم تقدم إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، في 2015 على تقديم مثل هذا التنازل عندما وقعت الاتفاق مع السلطات الإيرانية، ما يعني أن هذا الشرط خارج عن موضوع الاتفاق نفسه.

ويضيف قاسمي نجاد وجولدبرج أنه يجب على أمريكا ألا ترفع العقوبات عن شركة “خاتم الأنبياء”، فبالنظر إلى تأكيد إدارة بايدن مؤخرًا بأن الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية ويجب أن يظل على قائمة الجماعات الإرهابية، سيعني رفع العقوبات ضخ مليارات الدولارات في خزائن الحرس الثوري الإيراني، ما سيصعب مهمة الإدارة في تمرير الاتفاق أمام الكونجرس والحلفاء في الشرق الأوسط.

موقف الإدارة الأمريكية

في إطار زيارته للشرق الأوسط، وقع الرئيس الأمريكي “اتفاقية القدس” مع السلطات الإسرائيلية، وفيها أكدت أمريكا التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة ما وصفته بالعدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء نفذتها إيران بنحو مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات “إرهابية” تابعة لها أو متعاونة معها.

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، إنه على استعداد للتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران في سبيل إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وسبق أن أكد بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في مايو 2022، أنه يخطط لإبقاء الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، وقراره في هذا الصدد نهائي، حسب موقع “ميدل إيست آي“.

ربما يعجبك أيضا