عودة السفن الإيرانية.. ما علاقتها بهجمات الحوثي في البحر الأحمر؟

إسراء عبدالمطلب

الحرس الثوري الإيراني أنشأ جسرًا لتزويد جماعة الحوثي بالأسلحة الدقيقة التي تستخدمها في هجماتها بالبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.


خلال الأيام الماضية، كثفت جماعة الحوثي اليمنية، هجماتها على السفن المبحرة في البحر الأحمر.

وجاء أوسع هجوم حوثي شهده هذا الممر المائي المهم دوليًا، السبت 9 مارس 2024، مع إعلان الجيش الأمريكي عن إسقاط 32 مسيرة أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران، في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أعاد تسليط الضوء على الدور الإيراني غير المباشر في تلك الهجمات.

قناة الحدث | "بهشاد" ثانية.. هل عادت لتزويد الحوثي بمعلومات عن السفن

جسر لتزويد الحوثيين بالأسلحة

قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، السبت، إن الحرس الثوري الإيراني أنشأ جسرًا لتزويد جماعة الحوثي بالأسلحة الدقيقة التي تستخدمها في هجماتها بالبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، عبر شبكات تهريب متخصصة، أشار عدد من المتخصصين والمراقبين البحريين إلى دور إيراني عبر السفن.

وألمح الكولونيل السابق في الجيش الأمريكي، والمحاضر في مركز الشرق الأوسط وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، ديفيد دي روش، إلى دور محتمل للسفينة (بهشاد) الإيرانية في الضربة التي استهدفت قبل أيام سفينة (ترو كونفيدنس) التجارية في خليج عدن، حسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.

وأضاف: “في تقييمي وتقييم الجميع، تُستخدم بهشاد لتوفير بيانات الاستهداف لصواريخ الحوثيين وهذا ما يجعلها دقيقة، وقاتلة”.وقال حول إمكانية التحرك ضد بهشاد: “كانت هناك مطالبات بإجراءات ضدها، لذلك وردت أنباء عن هجوم سيبراني طالها، ولكنه لم يكن فعالاً”.

بهشاد وسافيز

لفت دي روش إلى أنه: “منذ انتقال بهشاد إلى البحر شهدنا ضربات صاروخية مؤلمة، كالضربة ضد السفينة روبيمار التي غرقت وألحقت أضرارًا بثلاثة كابلات بيانات تحت الماء”. متابعًا: “هناك دعوات للتحرك ضد بهشاد، وأعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي على الأرجح إغراقها بطوربيد. وأعتقد أن ذلك سيكون رداً متناسبًا وغير مباشر على هذا الهجوم”.

وكرر دي روش الحديث عن رابط بين وجود السفن الإيرانية وبين ما يحصل من ضربات في البحر الأحمر، لافتًا إلى أنه “عندما ننظر إلى دقة ضربات الحوثيين على السفن في البحر، فهذا يعني أنهم قريبون جدًا من المياه الإقليمية للحوثيين حيث يمكن رؤيتها بصريًا، عندها يصوب رادار الحوثيين ويضربون السفينة. لذا ما نجده هو أن الدقة تتصادف عادةً مع وجود بهشاد وسافيز، خاصة في خليج عدن”.

وتابع: “لا أعرف ما هي الإجراءات التي ستتخذ، ولكني متأكد من أنه تم الاطلاع على الرابط بين إبحار بهشاد ودقة هجمات الحوثيين على السفن. لذلك أعتقد أن هناك رابطًا مباشرًا، وإذا أرادت الإدارة الأمريكية إضعاف تلك القدرة، فعليها ملاحقة جهاز الاستهداف”.

مسار غير تقليدي

حسب صحيفة فايننشال تايمز، اعتبر رئيس شركة سيدنا جلوبال المتخصصة في المخاطر البحرية، جون جاهاجان، أن سلوك بهشاد، “غير عادي”. مشيرًا إلى أن تحركاتها “تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية”. متسائلًا “إذا لم تزود الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل إذا؟”.

وانتقلت سفينة بهشاد، التي تبدو ظاهريًا وكأنها ناقلة بضائع عادية، إلى خليج عدن في يناير الماضي بعد سنوات في البحر الأحمر، مع تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن. لكنها اتبعت منذ ذلك الحين مسارًا غير تقليدي وبطيء ومتعرج حول المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر.

ربما يعجبك أيضا