فورين بوليسي: كيف يغيّر مودي الهند؟

فورين بوليسي: هل ستصبح الهند القوة الاقتصادية المناهضة للصين؟

بسام عباس
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي

هل يمكن أن تصبح الهند “الصين الجديدة”؟ باعتبارها أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وما هو نوع القوة الاقتصادية التي ستنمو إليها؟

أم هل ستتحول إلى دولة عرقية هندوسية قومية تشكل خطرًا على المسلمين وتختلف كثيرًا عن الديمقراطية التعددية التي تصورها آباؤها المؤسسون؟

قوة اقتصادية

هذه التساؤلات تناولتها مجلة “فورين بوليسي”، في عددها الأخير لشهر إبريل 2024، الذي يتناول الدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.429 مليار نسمة، وكيف يوجهها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وبالنسبة للمقارنة بالصين، فيرى جوش فيلمان وأرفيند سوبرامانيان في مقالهما أن الهند لن تكرر الصعود الاقتصادي السريع الذي حققته الصين.

وأضاف الكاتبان أن ظروف خاصة سمحت للصين بالتحول إلى مركز للتصنيع يمثل حصة ضخمة من صادرات العالم من الصناعات التحويلية التي تتطلب مهارات متدنية، أما الهند فتتطور، وكذلك صادراتها، من الخدمات، وأن الهنود يديرون الآن مراكز قدرات عالمية، بمهارات عالية ومهام تحليلية لكبرى الشركات العالمية.

انقسامات دينية

يتناول رئيس تحرير مجلة “فورين بوليسي”، رافي أجراوال، في مقال الغلاف، التوقعات واسعة النطاق بأن مودي سيؤمن فترة ولاية أخرى في السلطة إلى جانب حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا، وكيف تغيرت البلاد تحت قيادته، مشيرًا إلى أن الهند ستصوت في الانتخابات العامة التي تستمر 6 أسابيع من 19 أبريل إلى يونيو.

وذكر أجراوال أن الهند في عهد مودي تتميز بالانقسامات الدينية، واحتضان الهوية الهندوسية، و”نسخة من التاريخ تفسر الهندوس على أنهم ضحايا جحافل الغزاة المتعاقبة”، موضحًا أن درجات الهند في مقاييس الديمقراطية، وحرية الصحافة، والمساواة بين الجنسين وفقًا لتقييم مؤسسات الفكر والرأي الدولية، تراجعت في عهد مودي.

غير ليبرالية

أوضح أجراوال أن مودي يتمتع بشعبية كبيرة، وربما يكون الزعيم الأكثر شعبية في العالم، فمنذ عام 2014، وهو العام الذي انتخب فيه مودي رئيسًا للوزراء لأول مرة، ضاعفت الهند شبكتها من الطرق الريفية، وانتشرت التقنيات الرقمية، فقد مكنت الهواتف الذكية الرخيصة الهنود من المشاركة في النظام البيئي الرقمي المزدهر.

وذكر أجراوال أن الدولة غير الليبرالية التي تهيمن عليها الهند، وتعتمد الهندوسية أولًا، آخذة في الظهور، وهي تتحدى، بل وتتفوق، على أفكار أخرى في الهند، بما في ذلك أفكار رئيس الوزراء الأول جواهر لال نهرو، ما يؤثر بعمق على السياسة الداخلية والخارجية.

وأضاف أن شركاء ومنافسي الهند المحتملين إذا أدركوا ذلك، سيتمكنون من إدارة النفوذ العالمي المتنامي لنيودلهي، لافتًا إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا إذا فاز بزعامة مودي في الفوز في صناديق الاقتراع، فإن التاريخ سيظهر أن التجربة الليبرالية في البلاد كانت مجرد انحراف.

ربما يعجبك أيضا