فوز الحزب الحاكم في تايوان.. لا جديد في معادلة العلاقة الصينية الغربية الروسية

فوز الحزب الحاكم في تايوان.. روسيا ليست وحيدة في مواجهة الغرب

يوسف بنده

انتصار الغربيين في تايوان، يدعم مساندة الصين لروسيا، رغم أن بكين حافظت دائمًا على مسافة آمنة مع بوتين.


أجرت تايوان الانتخابات الرئاسية أمس السبت 13 يناير 2024، وتعد الانتخابات ذات أهمية كبيرة للصين التي تسعى للتأثير عليها، من خلال إبعاد المرشحين الذين يسعون للاستقلال عنها.

وفاز لاي تشينج تي مرشح الحزب الحاكم، بانتخابات الرئاسة التايوانية التي وصفتها الصين بأنها “خيار بين الحرب والسلام”.

اقرأ أيضًا: أزمة تايوان.. حرب بلا مدافع أضرت بالاقتصاد الصيني

من هو لاي تشينج تي رئيس تايوان الجديد؟

موقف روسيا

بهذه النتيجة يتولى الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يناصر هوية تايوان المستقلة، ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها، السلطة لثالث فترة على التوالي، وهو أمر غير مسبوق بنظام الانتخابات في تايوان.

وحسب تقرير روسيا اليوم، أمس السبت، فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو تدعو “القوى الخارجية” إلى الامتناع عن الاستفزازات بعد الانتخابات في تايوان.

وأكدت زاخاروفا أن العلاقات بين جانبي مضيق تايوان هي مسألة داخلية صينية بحتة، ومحاولات الدول الفردية استخدام الانتخابات في تايوان للضغط على بكين وزعزعة الوضع في المضيق وفي المنطقة ككل تؤدي إلى نتائج عكسية وتستحق إدانة واسعة النطاق من المجتمع الدولي.

اقرأ أيضًاكيف تستفيد الولايات المتحدة من الصين في الشرق الأوسط؟

الانتخابات الرئاسية في تايوان

الانتخابات الرئاسية في تايوان

استمرار الصراع

قال أستاذ العلاقات الدولية الإيراني، على بيكدلي، في حوار صحيفة آفتاب يزد الإيرانية، اليوم الأحد 14 يناير، إن “النتيجة التي تم الحصول عليها كانت طبيعية تمامًا لأن الجيل الجديد ليس مهتمًا جدًا بالصينيين، وهذا ساعد الحزب الحاكم على الحفاظ على مكانته”.

وأكد علي بيكدلي أن مهاجمة تايوان ليست أمرًا مربحًا للصين، فهي لن تربط أبدًا مصير 1.4 مليار شخص بمصير جزيرة صغيرة.

اقرأ أيضًاهل ستحظى الصين بنفوذ عسكري في الشرق الأوسط؟

وتابع: “رغم أن الحزب الحاكم تمكن من الفوز في الانتخابات الأخيرة، إلا أن هذا لا يعني أن بكين ستتخلى عن تايوان، لذلك يمكن القول إنه مع فوز الحزب السابق، فقد استقر الوضع على نفس الحالة السابقة وأصبح ولا يزال الصراع بين الصين وأمريكا بشأن تايوان مستمرًا وبقوة.

وأضاف الأستاذ الإيراني: “طرفا الصراع يحاولان إبقاء مستوى التوتر عند نفس الوتيرة، رغم أن الصينيين يحاولون إقامة علاقات أوثق مع السلطات الأمريكية من خلال حل التوترات مع البيت الأبيض، لأن التجارة بالنسبة لهم ذات أهمية أكبر”.

اقرأ أيضًاهل يحق للصين التجسس على الولايات المتحدة؟

الانتخابات في تايوان

الانتخابات في تايوان

تنازلات للصين

أوضح الإيراني بيكدلي، أن الأسلوب الصيني في مواجهة أمريكا قائم على تخفيف التوترـ وأن سلوك الأمريكيين هو تقديم التنازلات لاحتواء الصين وعدم إثارة غضب هذا البلد. وأن الأمريكيين يعرفون جيدًا أن الصينيين ليسوا مولعين بالحرب ويحاولون عدم تعريض وضعهم التجاري في العالم للخطر من خلال خلق التوتر.

وفي إشارة إلى التنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة للصينيين في الشرق الأوسط، يقول: “لقد تصرف الأمريكيون دائمًا بسخاء من أجل تحييد الصين، من خلال تقديم تنازلات إلى حد سمحوا فيه لبكين بالمشاركة في مصالح أمريكا في الشرق الأوسط أيضًا.

اقرأ أيضًاهل تستعد الصين للحرب مع الولايات المتحدة؟

الانتخابات الرئاسية في تايوان

الانتخابات الرئاسية في تايوان

روسيا ليست وحيدة

تعيش روسيا أزمة أمنية وسياسية مع القوى الغربية على خلفية غزوها لأوكرانيا البلد الطامح للانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي وضع روسيا في مواجهة الغضب الغربي، وما تبعه من فرض عقوبات اقتصادية صارمة.

وعلق الخبير الإيراني، على تأثير الانتخابات في تايوان على العلاقة بين الصين وروسيا بوصفهما متجاورتان في المعسكر الشرقي، بأن “كل جهود الولايات المتحدة كانت تقوم على جعل بكين تنأى بنفسها عن موسكو، والآن مع انتصار الغربيين في تايوان، تستمر بكين في مساندة روسيا، رغم أن الصينيين حافظوا دائمًا على مسافة آمنة مع بوتين”.

وأوضح بيكدلي أن الصينيين أنفسهم أكثر ميلاً نحو الغرب وأمريكا لأنهم يجدون المزيد من المكاسب في الامتداد من أسيا نحو الغرب والولايات المتحدة، وليس التوقف عند روسيا.

ربما يعجبك أيضا