في ظل انهيار اقتصادي.. إيران تسعى لكسر عزلتها الإقليمية

تواجه إيران أزمة إقتصادية صعبة في ظل العقوبات الغربية على خلفية الملف النووي وتورط إيران في حرب أوكرانيا.

وتهدد الأزمة الاقتصادية بتجدد الاضطرابات داخل إيران، بعدما هدأت حدتها، في ظل عجز الحكومة عن توفير النقد الأجنبي ومواجهة ارتفاع أسعار السلع داخل إيران.

أزمة اقتصادية في إيران

تواجه إيران أزمة اقتصادية طاحنة، منذ أن ضيقت الولايات المتحدة الخناق على منافذها للحصول على العملة الصعبة، التي منها العراق. وحسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، 22 فبراير، ارتفع سعر الدولار الأمريكي، إلى رقم قياسي في أسواق طهران، وبلغ سعر الدولار الواحد 49 ألف تومان، ما تسبب في رفع أسعار السلع.

ولفت التقرير إلى أن الإجراءات الأمريكية أدت عمليًّا إلى تجميد أو فقدان نحو 50 مليار دولار من الأموال التي حصلت عليها طهران عبر بيع النفط والغاز للأوروبيين خلال الأشهر الماضية، قبل أن تتخطى أوروبا أزمة الشتاء البارد، مضيفًا أن حكومة رئيسي ارتكبت نفس خطأ روحاني عندما حاولت تبييض هذه الأموال في الخارج.

وتتأثر الأسعار في إيران بالأخبار السياسية، فحسب تقرير الجريدة، رفض الرئيس الصيني، شي جين بينج الإفراج نقدًا عما يزيد على 35 مليار دولار من الأرصدة الإيرانية الموجودة لدى بلاده، ما أغضب رئيسي الذي عاد إلى طهران قبل يوم من انتهاء زيارته لبكين، التي كان مقررًا لها ثلاثة أيام.

عبداللهيان في العراق

زار وزير الخارجية الإيرانية، حسين عبداللهيان، العراق، الأربعاء 22 فبراير، في إطار مساعي طهران لكسر عزلتها الإقليمية التي تهدد نظامها الاقتصادي. وكتب على تويتر: “إنه بفضل الله والعمل الجاد ينتظرنا مستقبل مشرق”، ما يشير إلى تحقيق إنجاز للتخفيف من وطأة العقوبات الاقتصادية.

وأسهم العراق في الوساطة بين واشنطن وطهران، وحسب تقرير تليفزيون “رووداو” العراقي، 24 فبراير، فقد نقل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، رسائل متبادلة بين إيران والولايات المتحدة، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن بخصوص المحادثات النووية بين البلدين.

وبذلك تأتي زيارة عبداللهيان إلى بغداد لمناقشة بحث نتائج زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن، وكذلك وساطة العراق بين السعودية وإيران.

مرونة واشنطن مع طهران

حسب تقرير القناة العراقية، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية مرونة كبيرة في التعامل مع إيران بما يخص العراق، فسمحت الخزانة الأمريكية بصرف 500 مليون دولار من مستحقات إيران في البنوك العراقية لصالح دولة تركمانستان.

وتعد تلك الخطوة إيجابية جدًّا للمفاوض العراقي، ذلك أنها تخفف من الضغوطات التي تمارسها إيران لإطلاق هذه المستحقات، توفر فرصة لإيران للتخفيف من أزمتها الاقتصادية. وقد قال وزير الخارجية الإيراني، من العراق: “نرحب باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية بوصفها جزءًا من تعزيز التعاون مع دول المنطقة”.

وتلعب بغداد دور الوسيط في المحادثات بين إيران والسعودية، التي قطعت العلاقات في ما بينها منذ نحو 7 سنوات. ويمثل الحوار مع السعودية فرصة لإيران لكسر عزلتها الإقليمية التي أتت على مصالحها الاقتصادية.