قراصنة المناخ في مالاوي.. أكثر مزارعي العالم إبداعًا

بسام عباس
الزراعة في مالاوي

قراصنة المناخ في مالاوي ساعدوا المزارعين على تبني ممارسات زراعية أكثر استدامة.


أصبح صغار المزارعين في مالاوي أكثر المزارعين إبداعًا في العالم، فهم يزرعون البازلاء لتظليل تربتهم، وعشب نجيل الهند لإبعاد مياه الفيضانات.

وأعاد مزارعو مالاوي إحياء المحاصيل القديمة، مثل دخن الإصبع والبطاطا، وزراعة الأشجار التي تُخصب التربة بنحو طبيعي، مبتعدين عن الممارسات التي تجهد التربة وتحد من إنتاجيتها، حسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس الخميس 27 إبريل 2023.

تغير المناخ وإضعاف الإنتاجية الزراعية

قالت نيويورك تايمز إن مالاوي شهدت موجات جفاف متكررة، وأمطارًا غزيرة، وارتفاعًا في درجات الحرارة، و4 أعاصير خلال 3 سنوات، وإن تغير المناخ أدى إلى إضعاف الإنتاجية الزراعية في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأضافت، في تقرير مطول نشرته، أن دراسة أجراها البنك الدولي حذرت من أن الصدمات المناخية يمكن أن تقلص اقتصاد المنطقة الضعيف بالفعل 3% إلى 9% بحلول عام 2030، وإن نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر.

وأوضحت أن 80% منهم لا يحصلون على الكهرباء، ولا يمتلكون سيارات أو دراجات نارية، لافتة إلى أن أفارقة جنوب الصحراء الكبرى ينتجون أقل من 3% من غازات الاحتباس الحراري التي تراكمت في الغلاف الجوي، ما يعني أنهم يتحملون مسؤولية ضئيلة أو معدومة عن مشكلة تغير المناخ.

دافع الضرورة

ذكرت الصحيفة الأمريكية أن مالاوي دولة زراعية، يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة، تأثرت بشدة بتغير المناخ وتقلب الطقس بسبب 150 عامًا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتجها الدول الصناعية الكبرى، ما دفع مزارعيها إلى تجربة العديد من الابتكارات لإنقاذ أنفسهم من الجوع.

وأضافت أن العديد من عوامل تغير المناخ تحيط بهم من كل جانب، فالجفاف يحرق تربتهم، وتسحق العواصف المحاصيل، والأعاصير التي كانت نادرة الحدوث أصبحت الآن منتظمة، أضف إلى ذلك النقص الحاد في الأسمدة التي تستوردها معظم الدول الإفريقية من روسيا، فضلًا عن تراجع قيمة عملتها الوطنية.

الفول السوداني يفيد التربة ويحافظ على خصوبتها

الفول السوداني يفيد التربة ويحافظ على خصوبتها

قراصنة المناخ

سلطت شبكة “بي إن إن” الأمريكية الضوء على مجموعة من المزارعين في مالاوي، أطلقت عليهم اسم “قراصنة مناخ”، مبتكرون يحدثون فرقًا في مكافحة تغير المناخ. وأشارت إلى أنهم يستخدمون التكنولوجيا لإيجاد حلول تساعدهم على التكيف مع أنماط الطقس المتغيرة، وتخفيف آثار تغير المناخ على محاصيلهم وسبل عيشهم.

وأضافت أن قراصنة المناخ هؤلاء يستخدمون العديد من التقنيات، بما فيها الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار عن بعد وتطبيقات الأجهزة المحمولة، لمراقبة أنماط الطقس وجمع البيانات حول نمو المحاصيل، وذلك لتزويد المزارعين بنصائح عن كيفية إدارة محاصيلهم، ووقت الزراعة والحصاد.

نشطاء المناخ في مالاوي

نشطاء المناخ في مالاوي

أهمية الابتكار

ذكرت الشبكة الأمريكية أن قراصنة المناخ في مالاوي ساعدوا المزارعين على تبني ممارسات زراعية أكثر استدامة، مثل استخدام الزراعة الحراجية وتقنيات الزراعة للمحافظة على الموارد، ما يساعد في الحد من تأثير تغير المناخ من خلال تحسين صحة التربة والحفاظ على المياه وتقليل انبعاثات الكربون.

ويسلط عمل قراصنة المناخ الضوء على أهمية الابتكار في مكافحة تغير المناخ، نظرًا إلى أن أنماط الطقس أصبحت أكثر صعوبة وتطرفًا، فمن الضروري إيجاد طرائق جديدة ومبتكرة للتكيف مع هذه التغييرات، وتلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في هذه العملية، لأنها تزود المزارعين بالأدوات التي يحتاجون إليها لإدارة محاصيلهم بنحو أكثر فاعلية.

وأوضحت الشبكة أنه بالإضافة إلى الفوائد التي تعود على المزارعين، ساعد عمل قراصنة المناخ أيضًا في زيادة الوعي بتأثير تغير المناخ في مالاوي والدول المجاورة، ومن خلال عرض الحلول المبتكرة يلهمون المزارعين الآخرين للانضمام إليهم في مواجهة تغير المناخ.

اقرأ أيضًا: دراسة: الاحتباس الحراري يتسبب في تسريع موجات الجفاف

اقرأ أيضًا: الرئيس المصري: نجاح مواجهة تغير المناخ مرهون بتوفير التمويل المناسب

اقرأ أيضًا: رئيسة «الدولي للحفاظ على الطبيعة»: النساء الأكثر تضررًا من تغير المناخ

 

ربما يعجبك أيضا