رئيسة «الدولي للحفاظ على الطبيعة»: النساء الأكثر تضررًا من تغير المناخ

بسام عباس
رزان المبارك

لم يكن تغير المناخ أزمة بيئية فقط، لكنه قضية تتعلق بالعدالة والازدهار والمساواة بين الجنسين.


أقرت اتفاقية باريس لعام 2015 أن النساء يتأثرن بالجفاف والفيضانات وحرائق الغابات والأمراض الناجمة عن تغير المناخ أكثر من الرجال.

ووفقًا لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، فإن الاتفاقية وضعت أحكامًا محدودة لتمكين النساء، موضحة أن النساء عندما يقفن ضد الأنشطة التي تغذي تغير المناخ، يجرى “تجريمهن وإسكاتهن”، لدرجة أن العديد منهن “يُقتلن”.

ما الذي يمكن عمله لحمايتهن؟

في حوارها مع موقع كوارتز، قالت رئيسة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ورائدة الأمم المتحدة رفيعة المستوى في مجال تغير المناخ، رزان المبارك، إن 70% من فقراء العالم البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة من النساء.

وتحدثت المبارك إلى كوارتز في الحوار المنشور اليوم الاثنين 3 إبريل 2023، بشأن مجموعة من القضايا المتعلقة بتأثير تغير المناخ على النساء، موضحة أنه بسبب التفاوتات بين الجنسين “تقل احتمالية نجاة النساء من المخاطر المرتبطة بالمناخ”.

رائدة المناخ الإماراتية رزان المبارك

رائدة المناخ الإماراتية رزان المبارك

ما مدى تأثير تغير المناخ في النساء؟

قالت رزان المبارك إن المرأة في العالم النامي تكاد تكون مسؤولة بشكل حصري عن توفير المياه والوقود لعائلاتها، وتمثل 45% إلى 80% ​​من إنتاج الغذاء، اعتمادًا على المنطقة. ومع ذلك، فإنهن يمتلكن أقل من 10% من الأرض، نظرًا لأنهن يعتمدن على الموارد الطبيعية التي تزداد صعوبة الحصول عليها، كما أنهن أكثر وعيًّا وتأثرًا بالتغيرات في بيئاتهن الطبيعية التي يتسبب فيها تغير المناخ.

وأضافت أن النساء يتمتعن بقدرة محدودة على الوصول إلى الموارد مثل التمويل والتكنولوجيا والتدريب الوظيفي والوصول إلى صنع القرار الذي من شأنه تحسين رفاههن بشكل مباشر، وتقل احتمالية نجاة النساء من الكوارث المتعلقة بالمناخ بسبب عدم المساواة القائمة بين الجنسين، التي تخلق تفاوتًا في المعلومات والتنقل والوصول إلى الموارد.

وأوضحت أنهن أكثر عرضة لموجات الحرارة والفيضانات والعواصف والجفاف الناجم عن تغير المناخ، والعديد من الأمراض، فعندما يثور الطقس القاسي، ينتهي الأمر بالنساء إلى تحمل عبء تأمين سبل عيش الأسرة، ما يترك وقتًا أقل للتدريب والتعليم الذي سيساعدهن على تطوير مهاراتهن ما يساعدهن على الهروب من الفقر.

 نساء من بوليفيا يطبخن في بوناكا على ضفاف بحيرة بوبو الجافة المتأثرة بتغير المناخ في مقاطعة أورورو

نساء من بوليفيا يطبخن في بوناكا على ضفاف بحيرة بوبو الجافة المتأثرة بتغير المناخ في مقاطعة أورورو

كيف نتفادى هذا؟

أوضحت المبارك أن إحدى أولوياتها الرئيسة تتمثل في دفع أجندة شرم الشيخ للتكيف، وهي أول خطة عالمية شاملة لحشد كلٍ من الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية لتعزيز المرونة بين سكان كوكبنا البالغ عددهم 4 مليارات نسمة، وضمان أن يجرى ذلك بطريقة عادلة وشاملة.

وتضع حملة “سقف فوق رؤوسنا” المجموعات النسائية في قلب معالجة مسألة الوصول إلى سكن آمن ولائق للمجتمعات الأكثر ضعفًا. ويوجد حاليًّا 2.4 مليار شخص يفتقرون إلى الوصول إلى الطهي النظيف، ما يؤدي إلى ملايين الوفيات المبكرة.

وأضافت أن ملوثات المناخ وتدهور الغابات تمثل عبئًا مستمرًا على النساء والأطفال الذين عادة ما يكونون مكلفين بجمع حطب الوقود. وبالتالي، وضعنا هدفًا مشتركًا للحكومات والجهات المانحة والجهات الفاعلة في القطاع الخاص لتوسيع الوصول بشكل عاجل إلى الطهي النظيف من خلال تمويل مبتكر بقيمة 10 مليارات دولار على الأقل كل عام.

كيف يحد العالم من تعرض النساء لمخاطر المناخ؟

أجابت رزان المبارك بأن حملة “السباق إلى المرونة” أُطلقت منذ عامين، وتضم 39 شريكًا، يمثلون أكثر من 2000 منظمة، وتقدم إجراءات في 192 دولة، وهي تساعد المجتمعات الأكثر ضعفًا على بناء المرونة والتكيف مع الآثار المادية لتغير المناخ، مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر في المناطق الريفية والحضرية والساحلية.

حملة

حملة “السباق إلى المرونة”

وأضافت أن “السباق إلى المرونة” تضع الحلول القائمة على الطبيعة في أولوية عدد من المشاريع، ومن ضمن هذه الأمثلة الجمع بين إعادة زراعة أشجار المنجروف وبناء كاسر الأمواج لحماية 11 قرية جزيرة في الفلبين، وإدخال “حدائق الجيب” في أثينا، وتعزيز سبل عيش 1.5 مليون أسرة زراعية في إفريقيا باستعادة 1.9 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

اقرأ أيضًا: الرئيس المعين لـ«COP28» ومبعوث الأمم المتحدة يعلنان الشراكة لدعم العمل المناخي

اقرأ أيضًا: الرئيس المعين لـ«COP28» يلتقي مسؤولين من الحكومة الأمريكية بالبيت الأبيض

ربما يعجبك أيضا