قمة شنجهاي للتعاون.. بوتين يشكر حلفاءه وتوقعات بانضمام إيران

آية سيد
صعود القوى الوسطى والعالم متعدد الأقطاب.. فرص وتحديات

تُعد مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة شنجهاي للتعاون أول ظهور له على الساحة الدولية منذ إخماد تمرد فاجنر.


انطلقت اليوم، الثلاثاء 4 يوليو 2023، فعاليات قمة منظمة شنجهاي للتعاون، التي تنعقد افتراضيًّا، برئاسة الهند.

وحسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، تُعد مشاركة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمة التي تستمر ليوم واحد، أول ظهور له على الساحة الدولية منذ إخماد تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة.

ماذا تقدم القمة؟

تقدم القمة فرصة للمنظمة التي أنشأتها الصين وروسيا كي تمدد نفوذها بضم أعضاء جدد. وشارك بوتين ونظيره الصيني، شي جين بينج، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورؤساء كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان في القمة الافتراضية، إلى جانب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق وكالة أنباء رويترز.

ومن المتوقع أن تنضم إيران رسميًّا إلى المنظمة، اليوم الثلاثاء، لتصبح العضو رقم 9 بها. وستوقع بيلاروسيا مذكرة التزامات ستؤدي إلى حصولها على العضوية لاحقًا. وبانضمام الدولتين، اللتين تحتفظان بصفة مراقب حاليًّا ولديهما علاقات وثيقة بموسكو، ستوسع منظمة شنجهاي للتعاون نفوذها في أوروبا وآسيا.

اقرأ أيضًا| انتقاد غربي لـ«شنجهاي للتعاون».. ومخاوف من فخ الديون الصيني

كلمة افتتاحية

قمة شنجهاي للتعاون.. بوتين يشكر حلفاءه.. وتوقعات بانضمام إيران

قمة افتراضية لمنظمة شنجهاي للتعاون

في كلمته الافتتاحية، أشاد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بمنظمة شنجهاي للتعاون كـ”منبر مهم للسلام، والازدهار، والتنمية في منطقة أوراسيا بكاملها”، واصفًا إياها بأنها “عائلة ممتدة” وليست مجرد دول جوار.

وأضاف مودي: “الأمن، والتنمية الاقتصادية، والترابط، والوحدة، واحترام السيادة والوحدة الإقليمية، والحماية البيئية هي ركائز رؤيتنا لمنظمة شنجهاي للتعاون”، حسب ما نقلت “سي إن إن”.

وأعلنت الهند، الشهر الماضي، أن القمة ستنعقد افتراضيًّا، دون توضيح السبب. وانعقدت قمة شنجهاي العام الماضي في سمرقند بأوزبكستان، واستمرت ليومين وشهدت عددًا من الاجتماعات الهامشية بحضور قادة دول المجموعة.

اقرأ أيضًا| «إعلان سمرقند».. زيادة التعاون في مجال الدفاع والأمن

التعاون لمكافحة الإرهاب

أفادت رويترز أن مودي قال إنه يتعين على الهند، والصين، وإيران، وباكستان، وروسيا، ودول آسيا الوسطى التكاتف في محاربة الإرهاب، ومساعدة أفغانستان، ومعالجة التحديات العالمية، مثل نقص الغذاء، والوقود، والأسمدة.

وأوضح مودي أن العالم منخرط في نزاعات، وتوترات، وتداعيات جائحة كوفيد-19، وأزمات الغذاء والوقود العالمية، ما يمثل تحديات كبيرة لكل الدول. وقال: “نحتاج إلى التفكير معًا، هل نحن كمجموعة قادرون على تلبية توقعات وطموحات شعوبنا؟ هل منظمة شنجهاي للتعاون مجموعة مستعدة للمستقبل؟”.

وفي السياق ذاته، قال رئيس وزراء باكستان إن المجتمع الدولي وصل إلى طريق مسدود بشأن أفغانستان، وإنه جرى منع الدعم الضروري الذي تحتاج إليه كابول لمنع حدوث أزمة إنسانية.

بوتين يشكر حلفاءه

قمة شنجهاي للتعاون.. بوتين يشكر حلفاءه.. وتوقعات بانضمام إيران

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

شكر الرئيس الروسي قادة العالم الذين وقفوا بجانبه خلال التمرد المسلح الذي واجهه نهاية يونيو الماضي. وفي كلمته بقمة شنجهاي للتعاون، قال بوتين: “أود أن أنتهز هذه الفرصة لشكر زملائي من دول المنظمة، الذين أعربوا عن دعمهم لإجراءات القيادة الروسية لحماية النظام الدستوري، وحياة المواطنين”.

ووفق “سي إن إن”، تطلع بوتين أيضًا إلى طمأنة شركائه في القمة، والعالم بالتبعية، بأنه لا يزال مسيطرًا على الأمور، بقوله إن “الدوائر السياسية والمجتمع بكامله” في روسيا خرجوا “كجبهة موحدة ضد محاولة التمرد المسلح”.

اقرأ أيضًا| بعد تمرد فاجنر.. صداقة بوتين وشي «غير المحدودة» محفوفة بالمخاطر

كلمة الرئيس الصيني

وجّه الرئيس الصيني كلمة للمجموعة، شدد فيها على الحاجة إلى الوحدة والتعاون، ودعا القادة الإقليميين إلى تولي مسؤولية مستقبل بلادهم، في محاولة واضحة لدفعهم إلى مقاومة النفوذ الخارجي في المنطقة.

قمة شنجهاي للتعاون.. بوتين يشكر حلفاءه.. وتوقعات بانضمام إيران

الرئيس الصيني شي جين بينج

وقال شي: “يمتلئ العالم اليوم بالفوضى، والتغييرات التي لم نشهدها منذ قرن تتسارع”، لافتًا إلى أن المجتمع البشري يواجه “تحديات غير مسبوقة”، وداعيًا إلى تعاون “مربح لجميع الأطراف”.

وأضاف الزعيم الصيني: “نحتاج إلى تعزيز التواصل والتنسيق الاستراتيجي… يجب أن نصوغ سياسات خارجية بنحو مستقل بناءً على المصالح الشاملة وبعيدة الأمد للمنطقة، وأن نتولى زمام مستقبل ومصير تنمية بلادنا وتقدمها”، حسب ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

خلفية معقدة

تلقي الحرب الدائرة في أوكرانيا بظلالها على القمة الصديقة لروسيا، خاصة وأن الصين والهند تتعرضان لضغوط غربية لتقليل دعمهما لموسكو ودفع بوتين تجاه السلام، حسب “سي إن إن”.

وفي بيان مشترك لمودي والرئيس الأمريكي، جو بايدن، الشهر الماضي، أعرب الاثنان عن قلقهما بشأن حرب أوكرانيا و”الممارسات القسرية والتوترات المتصاعدة في الهندوباسيفيك”، في إشارة غير مباشرة إلى روسيا والصين. وفي مكالمة هاتفية مع بوتين، الأسبوع الماضي، كرر مودي دعوته إلى “الحوار والدبلوماسية”.

وعلى الجانب الآخر، توجد خلافات حدودية قائمة بين الهند والصين. وتظل بكين متشككة في تحالف “الكواد“، الذي تُعد الهند عضوًا فيه. وتجمع القمة كذلك الهند وباكستان، اللتين لديهما تاريخ طويل من العلاقات المتوترة.

ربما يعجبك أيضا