كيف تفاعل خبراء السياسة في واشنطن مع موقف أمريكا من حرب غزة؟

بسبب حرب غزة.. كيف «تضيق» أمريكا على خبراء السياسة الخارجية؟

محمد النحاس

كشف الموقف الأمريكي من الحرب عن المعايير المزدوجة، التي تجلّت بوضوح في الفارق بين المناقشات بشأن الحرب في أوكرانيا والقصف العشوائي لغزة.


جراء الدعم الأمريكي لإسرائيل، يواجه الكثيرون في واشنطن أسئلة أخلاقية عن الحرب الحالية في غزة متساءلين عن مصداقية “قيم الديمقراطية” التي ينافحون عنها.

ويتزايد ذلك بين الجيل الأصغر سنًا، فعلى مدى العقد الماضي، صعد جيل جديد من المتخصصين في السياسة الخارجية بواشنطن، وقد شكّل عالم ما بعد 11 سبتمبر نظرتهم للواقع، فيما يتعلق بمجابهة الإرهاب عالميًّا وقيم الديمقراطية المشتركة، إلا أن الحرب على غزة والتعاطي الأمريكي معها، غير الكثير.

انكشاف الأوهام

وفق مقال نشرته مجلة ريسبونسبول ستيت كرافت الأمريكية يواجه الكثيرون من المتخصصين في السياسة الخارجية موقف الولايات المتحدة تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة والتي كشفت بالنسبة إليهم الكثير من الأوهام.

وبحسب المقال، فقد كشف الموقف الأمريكي من الحرب عن المعايير المزدوجة، التي تجلّت بشكل واضح في الفارق بين المناقشات حول الحرب في أوكرانيا والقصف العشوائي لغزة.

التحدث حول الأحداث سرًا

عبر كاتب المقال عن حال الخبراء في مجال السياسية الخارجية في الولايات المتحدة، وهو أحدهم، قائلًا: “الكثيرون من يجدون أنفسهم يهمسون بآرائهم حول ما يجري في غزة، خوفًا من التأثير الذي قد يحدثه الحديث علنًا على الحياة المهنية الخاصة بنا”.

ويشير المقال إلى أن الخروج عن خط الحزبين يؤدي إلى إدانات واسعة، وقد يصل الأمر إلى “الطرد من العمل”.

هل تغير حقًا موقف إدارة بايدن؟

كان المحلل والإعلامي الأمريكي البارز فريد زكريا قد وصف  تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر التي انتقد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها “لحظة فاصلة”. بالإضافة إلى ذلك، فرضت إدارة بايدن عقوبات على بعض البؤر الاستيطانية الإسرائيلية وزادت من انتقاداتها العلنية لحكومة نتنياهو.

لكن المقال يوضح أن حدوث ذلك ليس لأن أشخاص مثل بايدن وشومر أعادوا بطريقة أو بأخرى توجيه بوصلتهم الأخلاقية، لكنهم في واقع الأمر يستجيبون للبيانات التي تشير إلى أن سياسات البيت الأبيض قد عرّضت فرص إعادة انتخاب بايدن للخطر.

كما ساهمت الاحتجاجات المحلية والعالمية المتزايدة بشأن عدد القتلى المدنيين والدمار والمجاعة في غزة في تغيير اللهجة، على الرغم من أن هذا لم يمنع الإدارة الأمريكية من إرسال أسلحة جديدة بمليارات الدولارات، بما في ذلك قنابل وطائرات مقاتلة، إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة.

هل يمكن أن يحدث تغيير جذري؟

قد تتخلى إدارة بايدن في نهاية المطاف عن نتنياهو، مسترشدةً في المقام الأول بانهيار أرقام استطلاعات الرأي لبايدن بين الدوائر الانتخابية الرئيسية.

لكن مكمن الخوف، وفق المقال، هو أنه بمجرد أن يهدأ الغضب، وينتهي الصراع الحالي، وتنتخب إسرائيل زعيما جديدا، فإن واشنطن ستعود إلى سياسة الوضع الراهن المتمثلة في تقديم مساعدات عسكرية غير مشروطة لإسرائيل، متجاهلة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ورغم كل ما سلف، يرى المقال، أن جذوة التغير قد بدأت بالفعل، حيث يؤكد على أن الاتجاه لدعم “الحقوق الفلسطينية” يتنامى، لكن يتعين على الأمريكيين تسخير طاقاتهم لتعزيز هذا المسار، وتكوين زمرة سياسية في مؤسسات السياسة الخارجية، وفي أوساط أعضاء الكونجرس، ومجلس الأمن القومي، ومؤسسات الفكرية والبحثية، تدعم هذا التحول. 

ربما يعجبك أيضا