لماذا تظل أمريكا القوة القادرة على قيادة العالم في القرن الـ21؟

ما العوامل المساعدة لأمريكا على قيادة العالم في القرن الـ20؟

شروق صبري
الاقتصاد الأمريكي - تعبيرية

كانت حملة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الرئاسية لعام 2020 تقليدية، وكثيرًا ما كان يمجد فضائل الولايات المتحدة، ويردد تلك الجملة المألوفة "إن أفضل أيامنا لا تزال تنتظرنا" فهل كان محقًا؟


تسعى العديد من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى تعزيز المنطق القائل بأن صناعاتها وشعبها بحاجة إلى الحماية والمساعدة من خلال التعريفات الجمركية، والإعانات، وأنواع أخرى من الدعم.

وجزئيًّا، قد يكون هذا النهج بمثابة استجابة سياسية لواقع مفاده أن بعض الأمريكيين قد تخلفوا عن الركب ويعيشون في ولايات متأرجحة، ما يجعل من المهم استمالتهم وتودد أصواتهم في الانتخابات.

الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة

قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية الثلاثاء 12 ديسمبر 2023، إن الولايات المتحدة تفرض حاليًّا أعلى تعريفات جمركية على الواردات منذ قانون سموت هاولي لعام 1930. كما أن السياسات الاقتصادية التي تنتهجها دفاعية، وتهدف إلى حماية الدولة، وهي لا زالت في موقع قيادي مقارنة بمنافسيها الرئيسين، ومع ذلك، فهي تواجه مشهدًا دوليًّا مختلفًا تمامًا.

في الوقت الراهن، ارتفعت قوة وثقة العديد من القوى في جميع أنحاء العالم، ولن يوافقوا على التوجيهات الأمريكية، بل ويسعى بعضهم إلى تحدي الوضع المهيمن للولايات المتحدة. وفي ظل هذه الظروف الجديدة، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية جديدة، تدرك من خلالها أنها تظل قوة هائلة ولكنها تعمل في عالم أقل هدوءاً بكثير، إن التحدي الذي كانت تواجه واشنطن هو الجري بسرعة ولكن دون الخوف، ولكن اليوم، الذعر والشك يسيطران عليها.

حجم الاقتصاد الأمريكي

على الرغم من الحديث عن الخلل الوظيفي والانحلال الأمريكي، فإن الواقع مختلف تماماً، وخاصة عند مقارنته بالدول الغنية الأخرى. ففي عام 1990، كان نصيب الفرد في الدخل في الولايات المتحدة (قياساً على القوة الشرائية) أعلى بنسبة 17% من نظيره في اليابان، وأعلى بنسبة 24% من نظيره في أوروبا الغربية. أما اليوم فقد ارتفعت بنسبة 54% و32% على التوالي.

وفي عام 2008، كان حجم الاقتصاد الأمريكي واقتصاد منطقة اليورو متساويًّا تقريبًا. ويبلغ حجم الاقتصاد الأمريكي الآن ضعف حجم اقتصاد منطقة اليورو تقريبًا.

قوة الريادة

يرى المؤرخ الاقتصادي البريطاني، أنجوس ماديسون، أن القوة الأعظم في العالم هي في كثير من الأحيان القوة التي تتمتع بالريادة في أهم التقنيات. وكانت الريادة لهولندا في القرن السابع عشر، والمملكة المتحدة في القرن التاسع عشر، والولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، والقرن العشرين. وربما تكون أمريكا في القرن الحادي والعشرين أقوى مما كانت عليه في القرن العشرين.

وعند مقارنة موقفها في السبعينيات والثمانينيات، على سبيل المثال، بوضعها اليوم، كان من الممكن العثور على شركات التكنولوجيا الرائدة في ذلك الوقت، وهي الشركات المصنعة للإلكترونيات الاستهلاكية، والسيارات، وأجهزة الكمبيوتر، في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في ألمانيا واليابان وهولندا وكوريا الجنوبية. وكان من بين الشركات العشر الأكثر قيمة في العالم في عام 1989، أربع شركات فقط أمريكية، والست الأخرى يابانية. أما اليوم، تسعة من العشرة الأوائل هم أمريكيون.

صناعات المستقبل

علاوة على ذلك، تمتلك شركات التكنولوجيا العشر الأولى الأكثر قيمة في الولايات المتحدة قيمة سوقية إجمالية أكبر من القيمة المجمعة لأسواق الأسهم في كندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. وإذا كانت الولايات المتحدة تهيمن بشكل كامل على تكنولوجيات الحاضر، التي تتمحور حول الرقمنة والإنترنت، فإنها تبدو أيضا مستعدة للنجاح في صناعات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية.

في عام 2023، اجتذبت الولايات المتحدة 26 مليار دولار من رأس المال الاستثماري لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، أي حوالي ستة أضعاف ما اجتذبته الصين، ثاني أكبر متلق. وفي مجال التكنولوجيا الحيوية، تستحوذ أمريكا الشمالية على 38 % من الإيرادات العالمية في حين تمثل آسيا بأكملها 24%.

بايدن

بايدن

أكبر منتج للنفط والغاز في العالم

بالإضافة إلى ذلك، تقود الولايات المتحدة ما كان تاريخيًا سمة أساسية لقوة أي دولة، وهي الطاقة، فهي اليوم أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، حتى أنها أكبر من روسيا أو المملكة العربية السعودية.

وتعمل الولايات المتحدة أيضًا على توسيع إنتاج الطاقة الخضراء بشكل كبير، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى الحوافز الواردة في قانون الحد من التضخم لعام 2022.

كما يظل الدولار هو العملة المستخدمة في ما يقرب من 90 %من المعاملات الدولية. وعلى الرغم من انخفاض احتياطيات البنوك المركزية من الدولار في السنوات العشرين الماضية، إلا أنه لا توجد عملة منافسة أخرى تقترب من ذلك.

ربما يعجبك أيضا