لماذا خرج مؤسس «فاجنر» إلى العلن بعد التراجع الروسي في أوكرانيا؟

آية سيد
مدير «سي آي إيه»: فاجنر تنظيم عدواني ونتعاون مع حلفائنا لمواجهته

لسنوات عديدة، نفى بريجوزين علاقته بمجموعة فاجنر، لكن إعلانه بالأمس يبدو تتويجًا لخروجه التدريجي إلى العلن.


اعترف الأوليجارش الروسي، يفجيني بريجوزين، بتأسيس “مجموعة فاجنر” العسكرية المثير للجدل في العام 2014، بعد سنوات من نفي علاقته بها.

وأقر بريجوزين، أمس الاثنين 26 سبتمبر 2022، بأنه أسس الشركة العسكرية الخاصة لدعم الحركات الانفصالية في أوكرانيا، وانتشرت له عدة مقاطع فيديو، ما أثار التساؤلات بشأن استعداده لتولي دور أكبر في الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن“.

كيف نشأت مجموعة فاجنر؟

في منشور مطوّل عبر شبكة التواصل الروسية “VK”، ذكر بريجوزين أن الحركات الانفصالية المدعومة روسيًّا في إقليم دونباس كانت المحرك لتأسيس “مجموعة فاجنر” في 2014، مضيفًا أنه نظّف الأسلحة القديمة بنفسه، وتحقق من السترات الواقية من الرصاص، وبحث عن المتخصصين الذين يمكنهم مساعدته في هذا الشأن.

وكتب بريجوزين “منذ تلك اللحظة، في 1 مايو 2014، وُلدت مجموعة من الوطنيين التي أصبحت تُعرف باسم كتيبة فاجنر”. وردًا على سؤال عن سبب اعترافه بذلك الآن، أجاب: “لفترة طويلة، تجنبت ضربات الكثير من الخصوم لهدف واحد، وهو عدم توريط هؤلاء الشباب (المقاتلين)، الذين يعدون أساس الوطنية الروسية”.

نشاط مجموعة فاجنر

لا تقتصر أنشطة فاجنر على أوكرانيا، ففي 2015، لعبت المجموعة دورًا في سوريا لتعزيز موقف الرئيس بشار الأسد. وفي 2017، اتجهت المجموعة إلى إفريقيا. وفي السنوات الأخيرة زاد نشاطها في دول مثل ليبيا والسودان وموزمبيق  ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتواجه مجموعة فاجنر اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في تلك الدول، بحسب تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية. وذكر التقرير أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضوا عقوبات على بريجوزين والمؤسس المشارك لفاجنر، ديمتري أوتكين، بسبب دورهما في المجموعة.

بريجوزين مؤسس فاجنر

يفجيني بريجوزين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

«طباخ بوتين» يخرج للعلن

تصف صحيفة “الجارديان” يفجيني بريجوزين بأنه رجل أعمال وحليف مقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. ويُعرف بـ”طباخ بوتين” لأن شركته لخدمات المطاعم أقامت مآدب عشاء حضرها الرئيس الروسي.

ولسنوات عديدة، نفى بريجوزين علاقته بمجموعة فاجنر، وأقام دعاوى على المنافذ الإعلامية الروسية التي ربطته بالمجموعة، وفق “سي إن إن”. ولكن إعلانه بالأمس يبدو تتويجًا لخروجه التدريجي إلى العلن على مدار الأسابيع العديدة الماضية.

ظهور متكرر

في مطلع سبتمبر الحالي، انتشر مقطع فيديو يظهر فيه بريجوزين وهو يَعِد سجناء روس بمنحهم العفو مقابل قضاء 6 أشهر في الخدمة العسكرية، وبحسب “سي إن إن”، يقدم بريجوزين نفسه كـ”ممثل لشركة فاجنر”، وظهر مؤخرًا في جنازة أحد مقاتلي المجموعة.

ومنذ أيام قليلة، انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبريجوزين وهو يهبط من مروحية لحضور اجتماع مع مستشاريه. وفي الفيديو، يمكن سماع صوته وهو يقول: “نحن بصدد استقبال مجموعة كبيرة ممن يرغبون في أداء مهمات خاصة، والذهاب إلى الحرب”.

هل يستعد بريجوزين لتولي دور جديد؟

في الفترة الماضية، واجهت روسيا العديد من الإخفاقات العسكرية في أوكرانيا، ما دفعها إلى إعلان التعبئة الجزئية للجيش. وفي هذا السياق، اقترح العديد من المدونين العسكريين الروس، في منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، أنهم بحاجة إلى رجل جديد ليقود الجهد الحربي.

ويعتقد الكثيرون أن يفجيني بريجوزين هو هذا الرجل. ووفق “سي إن إن”، قد يفسر ذلك ظهوره العلني المفاجئ، واعترافه بدوره في تشكيل المجموعة، وربما يعكس تغيّر موازين القوى في روسيا، بعد تعثر الحملة العسكرية في أوكرانيا.

طموحات سياسية

في حوار مع شبكة “سي إن إن”، قبل اعتراف بريجوزين الأخير، قال الصحفي بموقع الصحافة الاستقصائية “بيلنجكات”، كريستو جروزيف، إن بريجوزين “حاول في الأشهر الأخيرة تحسين سمعته، والظهور علنًا كي يعرفه الناس، وأصبح بطلًا للمسلحين والجنود غير الراضين عن عدم كفاءة قادتهم العسكريين”.

وأضاف جروزيف: “قبل بضعة أيام، أرسل التحية إلى أحد رؤساء الدول الإفريقية. وكان يمجّد فضائل المجتمعات المغلقة، مثل الصين وكوريا الشمالية. وهذا يدفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت لديه طموحات سياسية”.

ربما يعجبك أيضا