لماذا يخشى طلاب أمريكا موعد الأول من أكتوبر المقبل؟

ولاء السيد
القروض الطلابية في أمريكا

بعد التوقف عن سداد أقساط قروضهم وفوائدها لـ3 سنوات، ينتظر الحاصلون على القروض الطلابية بأمريكا فواتير ضخمة لقروضهم.

ويمثل الأول من أكتوبر المقبل نوعًا من الرعب بالنسبة لبعص طلاب أمريكا، باعتباره هو الموعد الرئيس لاستحقاق ملايين القروض، في وقت أصبحت فيه فواتير القروض الطلابية أعلى من مدفوعات الرهن العقاري بالنسبة لبعض المقترضين.

القروض الطلابية في أمريكا

وفقًا لمجلة فايننشال ادفايزر الأمريكية يتحمل 43 مليون أمريكي عبء ديون طلابية بقيمة 1.6 تريليون دولار، ويضطر كثيرون إلى سدادها على مدى عقود، في التزام مالي منهك يترافق مع بدء مسيرتهم المهنية أو تأسيس عائلة.

بلغ متوسط ​​قسط قروض الطلاب في أمريكا قبل جائحة كورونا 400 دولار، لكن بحلول أكتوبر المقبل يتوقع أن يدفع واحد من كل 5 مقترضين أكثر من 500 دولار شهريًّا، في ظل مخاوف من تراجع قدرة الطلبة على السداد.

ما يقارب 7% من أصحاب الديون الطلابية يواجهون فواتير بقيمة 1000 دولار أو أكثر، وفي الوقت نفسه، هناك 23.7 مليون منزل في الولايات المتحدة لديها أقساط رهن عقاري بقيمة 1000 دولار أو أقل، حسب تقديرات لشركة بلاك نايت.

أول أكتوبر.. مستقبل مظلم لطلاب أمريكا

تحاوط الديون الطلابية متراكمة الفوائد بعض طلاب أمريكا الذين استفادوا من التوقف لمدة 3 سنوات عن سداد أقساط القروض التي استخدمت في شراء المنازل بموجب التوقف الوبائي الذي أقرته الحكومة الأمريكية في 2020، فضلًا عن الاستفادة من معدلات الرهن العقاري المنخفضة تاريخيًّا لاختراق سوق العقارات.

والآن، وبعد استئناف تحصيل اقساط قروض التعليم في أول أكتوبر المقبل، سيدفع هؤلاء الطلاب كل شهر مقابل ديون التعليم الخاصة بهم أكثر من تكاليف السكن نتيجة لتراكم الفوائد المرتفعة.

خطوات متعثرة

حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أغسطس من العام الماضي 2022، إسقاط ما يقارب 20 ألف دولار من الديون الطلابية لمن ينتمون إلى طبقات متوسطة الدخل، بقيمة إجمالية بلغت 400 مليار دولار.

المحاولة السابقة قوبلت بالرفض من المحكمة العليا، التي أعلنت في الأول من يوليو الماضي إلغاء البرنامج، مبررة ذلك بأن بايدن تجاوز صلاحياته، مشيرة إلى أنه كان يتعين عليه الحصول على موافقة الكونجرس نظرًا لكلفة البرنامج المالية الباهظة على خزينة الدولة الأمريكية.

اقرأ أيضًا| تقرير: ارتفاع تعثر الشركات الأمريكية عن سداد ديونها 176%

بعد قرار المحكمة العليا الذي مثل الصخرة التي تحطمت عليها آمال الطلاب المقترضين، سارع الرئيس الأمريكي للإعلان عن خطة جديدة لتخفيف ديون الطلاب بأسرع وقت ممكن، قائلًا في خطاب متلفز إنه “يعلم أن هناك ملايين الأمريكيين يشعرون بخيبة أمل وبإحباط أو حتى ببعض الغضب، وهو يشعر بذلك أيضًا”.

عجز الميزانية الأمريكية

وفقًا لبيانات الموازنة الفيدرالية في الولايات المتحدة الصادرة في فبراير من العام الجاري، سجلت أمريكا عجز مالي 38.7 مليار دولار في شهر يناير 2023، مقابل فائض 118.6 مليار دولار في نفس الشهر من 2022.

وأِشارت البيانات إلى أن العجز جاء نتيجة هبوط الإيرادات وارتفاع الإنفاق العام، وبلغت الإيرادات الفيدرالية نحو 447.2 مليار دولار، بهبوط 4% على أساس سنوي، في حين زاد حجم الإنفاق إلى 486 مليار دولار، مقارنة بـ 346.3 مليار دولار في يناير 2022.

إعفاءات محققة

لم يمر سوى قرابة أسبوعين على الحديث التلفزيوني المشار اليه للرئيس بايدن حتى أعلن أن إدارته ستعفي تلقائيًّا 39 مليار دولار من ديون الطلاب لـ804 آلاف مقترض، في ظل خطة إغاثة.

اقرأ أيضًا| الصين تفرض عقوبات على شركتين أمريكيتين لبيعهما أسلحة إلى تايوان

وتقوم الخطة على إلغاء 10 آلاف دولار لجميع المقترضين من الطلاب الفدراليين و20 ألف دولار وفقًا لبرنامج Pell Grant ولمن يكسبون أقل من 125 ألف دولار في السنة أو 250 ألف دولار في السنة بالنسبة للأزواج.

الرهن العقاري في أمريكا

 قبل أيام، قفزت متأخرات الرهن العقاري في الولايات المتحدة، التي تجاوزت موعد الاستحقاق، 13% في الربع الثاني من العام إلى أعلى مستوى منذ عام 2016، وتعتمد متأخرات الرهن العقاري على أرقام توضح عدد المقترضين الذين فشلوا في سداد دفعات تعادل 1.5% على الأقل من رصيد الرهن العقاري المستحق.

الفشل في سداد التزامات القروض الطلابية سيضاف إلى أزمة الرهن العقاري خلال الفترة المقبلة خاصة مع استمرار التشديد النقدي في أمريكا، وحسب بيانات رسمية يدين 7% من المقترضين الطلاب بأكثر من 100 ألف دولار و17% لديهم مديونيات بأقل من 10 آلاف دولار.

ربما يعجبك أيضا