ماذا يفعل «أجناد القوقاز» في أوكرانيا بعد اختفائهم من سوريا؟

إسراء عبدالمطلب
أجناد القوقاز

المقاتلون الشيشان تحولوا من جزء إلى ركيزة مهمة في العمل الجهادي، سواء على الساحة الروسية أو الأوكرانية.


ظهر قائد جماعة “أجناد القوقاز“، رستم آزييف، المعروف بعبدالحكيم الشيشاني على جبهات القتال في أوكرانيا، في تسجيل مصوّر نشره جهاز المخابرات الأوكرانية.

واختفى الشيشاني وجماعته في الفترة الأخيرة من مقراتهم في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي في سوريا، تاركين ساحات القتال، ليظهر الآن هؤلاء المقاتلين ضمن فيلق أوكراني يقاتل ضد القوات الروسية.

عودة أجناد القوقاز

سلم القوقازيون مواقعهم ومعداتهم العسكرية إلى فصيل هيئة تحرير الشام، الواجهة الحالية لتنظيم النصرة في مدينة إدلب السورية، وهي تنظيمات إرهابية محظورة في روسيا، وسلمت بدورها إلى حلفيها الاستراتيجي الحزب الإسلامي التركستاني.

ووفق ما نقله موقع عنب بلدي، المقرب من المعارضة السورية، من المتوقع مغادرة مزيد من قادة أجناد القوقاز في إدلب إلى أوكرانيا، هربًا مما وصفه بـ”حملة القمع”، التي قال إن هيئة تحرير الشام تقودها، وللانتقام من روسيا، وقوات حليفها الشيشاني، رمضان قديروف.

الشيشانيون في أوكرانيا

حسب ما ذكره تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست ، ظهر الشيشاني في مقطع فيديو للعمليات العسكرية الأوكرانية في مدينة باخموت دونباس، حين أطلق ما جرى تحديده على أنه سلاح مضاد للدروع من طراز AT-4 بواسطة باحث الأسلحة، كاليبر أوبسكورا.

وقاتلت أجناد القوقاز، خلال الحرب السورية، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وكانت مكونة من مقاتلين شيشانيين وجدوا أنفسهم في المنفى، بعد انتقالهم إلى تركيا لتلقي العلاج الطبي، أو اللجوء المؤقت بعد الحرب الشيشانية الثانية.

هدف «أجناد القوقاز»

تحالفت “أجناد القوقاز” مع جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، ورغم ذلك رفض الشيشاني تصنيف جماعته بالإرهاب، قائلًا في مقابلة مع موقع ذا انترسبت عام 2016، إن سياسة أجناد القوقاز لم تستهدف النساء أو الأطفال أو كبار السن، وأصدرت بيانات ضد تنظيم “داعش” لاستهدافهم المدنيين.

وقال الشيشاني إنه جهادي، وإن هدف جماعته هو تحرير وطنه الشيشان، وأن سوريا عرضت عليه فرصة للقتال ضد روسيا، التي امتلكت وجودًا عسكريًّا كثيفًا في بلاده.

وبدأت الحرب الشيشانية الأولى عام 1994، عندما دخلت القوات الروسية الشيشان لاستعادة النظام الدستوري، بعد عامين من القتال، الذي أسقط أكثر من 100 ألف قتيل. ووفق اتفاق خاسافيورت لوقف إطلاق النار عام 1996، سُحبت القوات الروسية من الجمهورية الشيشانية.

حرب عالمية

قال الشيشاني، حسب تقرير ذا جيروزاليم بوست، إنه في النهاية ستندلع حرب عالمية مع روسيا ستتيح له فرصة تحرير وطنه، وفي المقابل نشط المقاتلون الشيشان على الجانب الروسي من الحرب، وكان الجنود الموالون لحليف بوتين ورئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، نشيطين وبارزين في ساحة المعركة.

وانتقد قديروف إدارة الحرب، وحث على اتباع نهج أكثر عدوانية، وكذلك أفادت المخابرات الأوكرانية بأن مجموعة مرتزقة “فاجنر” تجنّد منشقين سياسيين شيشانيين من السجون للقتال في الحرب، مقابل العفو، وندد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بهذه الممارسة يوم الخميس 5 يناير 2023، ووصفها بأنها “تكتيك همجي”.

إعادة التموضع

في حين انتقد الكثيرون ظهور الشيشاني، واصفينه بازدواجية المعايير بشأن التمييز بين الإرهاب والتطوع في القتال على الجبهتين، وجّه البعض أصابع الاتهام لهيئة تحرير الشام بأنها قوّضت قدرة الجماعة، وضيّقت عليها في مناطق سيطرتها.

وقال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية والطرق الصوفية، مصطفى زهران، في تصريحات لشبكة رؤية الإخبارية، إن ساحة الحرب الروسية الأوكرانية أعطت دفعة قوية جدًّا للمقاتلين الشيشان وجماعاتهم، على اختلاف منصاتهم وانتماءاتهم وتمركزاتهم، سواء على الجبهة الروسية أو الأوكرانية، لإعادة تموضعهم من جديد في مشهد الجالية العالمي.

جذب مزيد من المقاتلين

أضاف زهران أن المقاتلين الشيشان جزء من الجهادية العالمية، لكن الحرب الروسية الأوكرانية عززت من تموضعهم داخل هذا المشهد العولمي في الحركة الجهادية، وتحولوا من جزء إلى ركيزة مهمة في العمل الجهادي، سواء على الساحة الروسية أو الأوكرانية، ما أعطى دفعة قوية لجذب المزيد من المقاتلين الجهاديين سواء، مواليين أو من مناطق أخرى من القوقاز.

وأوضح أن الشيشان والجماعات الجهادية وغيرهم يستغلون ساحة الحرب الروسية الأوكرانية لإعادة تدريبهم، أو توظيف السياق القائم والظرفية الزمنية الراهنة في الاستفادة من الجبهات القتالية، إضافة إلى تحقيق نجاحات للجهادية الشيشانية، وانتقال التنافس القاعدي الداعشي إلى ساحة المقاتلين الشيشان.

وأشار الباحث إلى وجود محاولة لتصحيح أفكار الجهادية الشيشانية لجذب قطاعات منها، والجماعة الجهادية تحاول التمدد في أوكرانيا لأن حدودها مفتوحة، إضافة لتغاضي روسيا عن الجماعات الجهادية، لأن بعضها موالٍ لها، وبالتالي يوجد دفع لبلورة مناطق جغرافية جديد للحالة الجهادية، ما يشير لاحتمالات تطور هذه الحالة في المستقبل القريب.

ربما يعجبك أيضا