ما أهمية الجابون؟ دبلوماسية مصرية توضح لـ«رؤية»

أعلن ضباط بالجيش، اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، الاستيلاء على السلطة في الجابون ووضع رئيسها، علي بونجو أونديمبا، قيد الإقامة الجبرية.

وفي هذا السياق، تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، السفيرة منى عمر، التي أوضحت أهمية الجابون، وعلاقة الانقلاب الحالي بالانقلابات في دول غرب إفريقيا الأخرى.

معلومات عن الجابون

حسب موقع البنك الدولي، تعد الجابون واحدة من دول إفريقيا الوسطى الغنية بالموارد الطبيعية. وتطل على المحيط الأطلسي، وتحدها الكاميرون وغينيا الاستوائية من الشمال، وجمهورية الكونجو من الشرق والجنوب.

خريطة توضح موقع الجابون

وتتميز الجابون بالكثافة السكنية المنخفضة، ويبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة (حتى عام 2021). وتغطي الغابات 88% من مساحتها. وتمتلك واحدًا من أعلى معدلات التوسع الحضري في إفريقيا.

وتُعد الدولة الواقعة في غرب القارة، رابع أكبر منتج للنفط في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار البنك الدولي إلى أنها أظهرت نموًا اقتصاديًا قويًا على مدار العقد الماضي، الذي كان مدفوعًا بنحو رئيس بإنتاج النفط والمنجنيز.

اقرأ أيضًا| غنية بالنفط ومستقرة اقتصاديًّا.. انقلاب عسكري يؤرق الجابون

أهمية الجابون

في تصريح خاص لـشبكة رؤية الإخبارية، أوضحت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، السفيرة منى عمر، أن الجابون من الدول الإفريقية الغنية بالنفط، فهي خامس أكبر دولة منتجة للنفط في إفريقيا، وكذلك تمتلك وفرة من الموارد المعدنية، مثل المنجنيز واليورانيوم والكثير غيرها.

وأضافت الدبلوماسية المصرية أن الكثير من الشركات العالمية، بالأخص الفرنسية والأمريكية، تعمل في الجابون، سواء في التنقيب عن النفط أو المعادن الأخرى، ما يضيف إلى أهميتها الاقتصادية.

موقع الجابون

حسب السفيرة منى عمر، موقع الجابون على المحيط الأطلسي يجعلها في الجانب المقابل للولايات المتحدة والقارة الأمريكية، وتحد الجابون أيضًا عددًا من دول غرب إفريقيا، وإن كانت تصنف على أنها دولة من دول وسط القارة.

وأشارت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية إلى أن الجابون لها دور سياسي مهم، موضحةً أن الرئيس، علي بونجو، شارك بفاعلية في الكثير من المؤتمرات، ومحاولات تحقيق التقدم والتنمية في القارة الإفريقية.

اقرأ أيضًا| انقلاب الجابون.. من هو الرئيس علي بونجو؟

انقلابات غرب إفريقيا

مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، السفيرة منى عمر

في حديثها مع «رؤية»، لفتت السفيرة منى عمر إلى وجود علاقة غير مباشرة بين انقلاب الجابون والانقلابات الأخرى التي شهدتها دول غرب إفريقيا في السنوات الأخيرة. وقالت: “إن أسباب الانقلابات في هذه الدول متماثلة إلى حد كبير”.

وأضافت أنه في الفترة بين يناير 2020 ويوليو 2023، “شهدت إفريقيا 12 محاولة انقلاب، بعضها نجح والآخر فشل، وانقلاب الجابون يصبح المحاولة الـ13″. ورأت السفيرة أنه يجب النظر إلى الأسباب التي تقف وراء كثافة هذه المحاولات وكثرة عددها.

أسباب الانقلابات

أوضحت الدبلوماسية المصرية أن أسباب الانقلابات في دول غرب إفريقيا تتمثل عادة في أمور متعلقة بالأوضاع الاقتصادية، والفساد، وعدم تداول السلطة، وعدم شعور النظام السياسي الحاكم بالمعاناة الاقتصادية للشعب.

ومن ضمن الأسباب الأخرى، التي لفتت إليها هي شعور شعوب هذه المنطقة بأن قادتها مجرد أدوات في يد المستعمر السابق، أي فرنسا في حالة الجابون، والنيجر، وبوركينا فاسو، ومالي، أو وجود أسباب قبلية.

وفي حالة انقلاب الجابون، أشارت السفيرة منى عمر إلى أن الأسباب اقتصادية وتلك المتعلقة بتداول السلطة، موضحةً أن الرئيس عمر بونجو ظل في السلطة لمدة 42 عامًا تقريبًا، ثم تولى السلطة من بعده نجله، علي بونجو، بمساعدة الفرنسيين، وكان يوشك على الحكم لفترة ثالثة.