تاريخ الانقلابات في الجابون.. كيف كان دور فرنسا؟

إسراء عبدالمطلب
رئيس الجابون

يحتفل المئات في شوارع الجابون الآن بالإطاحة بالرئيس علي بونجو أونديمبا.


أعلن كبار الضباط بالجيش الجابوني، اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، الاستيلاء على السلطة، ووضع الرئيس قيد الإقامة الجبرية.

واحتفل المئات بالإطاحة بالرئيس علي بونجو أونديمبا، في شوارع الدولة الإفريقية الغنية بالذهب والنفط واليورانيوم، والتي يقدر عدد سكانها بـ2.3 مليون نسمة فقط، وتتحدث الفرنسية، وهي صاحبة أعلى معدل دخل للفرد في إفريقيا.

تاريخ الانقلابات العسكرية في الجابون

حسب شبكة “فرانس 24″، وقعت محاولة انقلاب عسكري في الجابون، في صباح يوم الاثنين 7 يناير 2019، عندما اقتحم مجموعة من ضباط الجيش الجابوني مبنى الإذاعة الوطنية ونجحوا في السيطرة عليه، ومنعوا إذاعة كلمة الرئيس، علي بونجو أونديمبا، المسجلة التي كان من المقرر إذاعتها بمناسبة العام الجديد.

وأعلن الضباط حينها تشكيل مجلس وطني للإصلاح وسط إطلاق نار في العاصمة الجابونية، ليبرفيل، وقال الانقلابيون إنهم قرروا تولي مهامهم في حكم البلاد بسبب الوضع الصحي الغامض للرئيس علي بونجو، الذي كان يقضي فترة نقاهة في المغرب حينها.

انقلاب 2019

قالت المجموعة العسكرية المنفذة للانقلاب في 2019، إن ثمة أسئلة تُطرح بشأن قدرة الرئيس على ممارسة مهامه المرتبطة برئاسة الجمهورية، مضيفين أن هذا الأمر أثر في الجابون وصورتها أمام العالم.

ونتيجة لذلك قررت الحركة أن تتولى الأمور في الجابون حتى تحافظ عليه وتقطع الطريق على من يحاولون أن يسيطروا على السلطة، ولكن بعد عدة ساعات قليلة، ألقت الحكومة بالقبض على الضباط المتورطين، وأعلنت فشل محاولة الانقلاب.

انقلاب عسكري في الجابون

انقلاب عسكري في الجابون

انقلاب آخر

شهد الجابون بين 17 و18 فبراير 1964، انقلاب آخر، عندما انقلب ضباط بالجيش الجابوني على الرئيس ليون إمبا، وكان يُنظر إلى الجابون قبل الانقلاب على أنها واحدة من أكثر الدول في إفريقيا استقرارًا من الناحية السياسية، ونتج الانقلاب عن حل إمبا للهيئة التشريعية الجابونية في 21 يناير 1964.

واعتقل 150 من مدبري الانقلاب حينها إمبا وعدد من مسؤولي حكومته، وأعلنوا ذلك من خلال راديو ليبرفيل، وطالبوا الشعب بالتزام الهدوء مشددين لهم على أن السياسة الخارجية للبلاد الموالية لفرنسا ستبقى دون تغيير.

وجرى تشكيل حكومة مؤقتة، وعين قادة الانقلاب النائب جان هيلير أوبام، الذي كان الخصم السياسي لرئيس لإمبا. رئيسًا للحكومة المؤقتة، وجرى إرسال إمبا إلى لامباريني، على بعد 250 كيلومترًا (155 ميلًا) من ليبرفيل. ولم تشهد البلاد حينها انتفاضة كبيرة أو رد فعل من الشعب الجابوني عندما تلقى كلمة الانقلاب، وهو ما فسره الجيش على أنها علامة على الموافقة.

فرنسا تعيد حكومة إمبا

بعدما وصل خبر الانقلاب للرئيس الفرنسي شارل ديجول، عبر رئيس الأركان الجابوني، عمر بونجو، قرر ديجول إعادة حكومة إمبا، احترامًا لمعاهدة 1960 الموقعة بين الحكومة المخلوعة وفرنسا عندما أصبحت الجابون مستقلة، بمساعدة المظليين الفرنسيين، وأُطيح بالحكومة المؤقتة في ليلة 19 فبراير وجرى إعادة إمبا إلى منصبه.

وبعد ذلك، سجن إمبا أكثر من 150 من معارضيه، متعهدًا بـ”عدم العفو أو الشفقة” بل بالعقوبة الكاملة، وحُكم على أوبام بالسجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة و10 سنوات في المنفى، وهي العقوبة التي جرى تخفيفها فيما بعد.

خلال هذا الوقت، أصبح الرئيس المسن منعزلًا بسبب مرضه بالسرطان، واختار البقاء في قصره تحت حماية القوات الفرنسية، وتوفي في 28 نوفمبر 1967.

اقرأ أيضًا| الدبيبة يقرر وقف وزيرة الخارجية الليبية عن العمل وإحالتها للتحقيق

اقرأ أيضًا| نجلاء المنقوش.. وزيرة الأزمات وأول ليبية تتولى حقيبة الخارجية

ربما يعجبك أيضا