محادثات جدة تحرز تقدمًا تدريجيًّا بشأن التسوية في أوكرانيا

آية سيد
محادثات جدة تحرز تقدمًا تدريجيًا بشأن التسوية في أوكرانيا

حققت جهود التوصل إلى توافق دولي بشأن تسوية سلمية دائمة وعادلة للحرب في أوكرانيا تقدمًا تدريجيًّا بعد مباحثات جدة.


اجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من 42 دولة، أمس السبت 5 أغسطس 2023، في مدينة جدة بالسعودية.

جاء الاجتماع بهدف التوصل إلى مبادئ التسوية السلمية للحرب الروسية الأوكرانية. وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن جهود التوصل إلى توافق دولي بشأن تسوية سلمية دائمة وعادلة للحرب حققت تقدمًا تدريجيًّا بعد المباحثات.

حشد الدعم العالمي

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أوكرانيا وداعميها الغربيين روجوا للمحادثات، التي حضرها مسؤولون من الولايات المتحدة والصين والهند، كجهد لحشد الدعم العالمي وراء شروط إنهاء الحرب التي ستكون في صالح أوكرانيا.

وبعد انتهاء المحادثات في جدة، قال الدبلوماسيون إنه يوجد قبول واسع النطاق لأن تصبح المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، في قلب محادثات السلام المستقبلية بين أوكرانيا وروسيا.

استمرار العمل

وفق ما نقلت وول ستريت جورنال عن أشخاص مطلعين على المحادثات المغلقة، كان ثمة اتفاق على متابعة العمل بنحو أكثر تفصيلًا على التأثير العالمي للحرب، وبدت معظم الدول الحاضرة، ومن ضمنها الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى في الأسابيع المقبلة بالصيغة الحالية، مع إقصاء روسيا.

وجاءت محادثات جدة بعد محادثات أولية في العاصمة الدنماركية، كوبنهاجن، في يونيو الماضي. ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين شددوا على أن المباحثات ليست مفاوضات لإنهاء الصراع ولن تسعى لفرض شروط محددة للتسوية.

الدور السعودي

حمل موقع الاجتماع، في مدينة جدة السعودية، دلالة رمزية مهمة، في ظل سعي أوكرانيا، والولايات المتحدة وأوروبا لتعزيز الدعم لكييف في دول الجنوب العالمي.

وقال دبلوماسيون غربيون إن أحد أسباب اختيار المملكة لاستضافة المحادثات هو الأمل في إقناع الصين بالمشاركة، نظرًا لأن الرياض تحافظ على علاقات وثيقة مع بكين.

وحسب الصحيفة الأمريكية، تحاول السعودية لعب دور أكبر في الدبلوماسية المتعلقة بأوكرانيا. وفي هذا الشأن، قال مسؤول أمريكي: “يعود الكثير من الفضل إلى المضيفين السعوديين في المشاركة الدبلوماسية”.

اقرأ أيضًا| الهند تمتلك فرصة فريدة لتسهيل الحوار بين روسيا وأوكرانيا

حضور قوي

أشارت وول ستريت جورنال إلى أن الاختلاف الأكبر بين محادثات كوبنهاجن ومحادثات جدة هو الحضور، إذ شارك ضعف عدد الدول في محادثات أمس السبت. وشمل هذا الدول الأوروبية، واليابان، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، وتركيا، وجنوب إفريقيا.

والأمر بالغ الأهمية هو أن الصين، التي جرت دعوتها إلى محادثات كوبنهاجن لكنها لم تشارك، أرسلت وفدًا إلى جدة. وقال الدبلوماسيون الغربيون إن بكين لعبت دورًا بناءً بنحو عام في المحادثات.

مشاركة الصين

قال الدبلوماسيون إن الصين، بصفتها أهم حليف أجنبي لروسيا، تُعتبر ضرورية لبناء الزخم وراء المحادثات، وربما تقدم طريقة لإدخال بعض خطوط موسكو الحمراء ومخاوفها في المباحثات.

وأفادت وول ستريت جورنال أنه خلال المحادثات، قدمت الصين خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار وعقد محادثات سلام لإنهاء الحرب، التي أعلنت عنها في فبراير الماضي.

وحذر الدبلوماسيون الغربيون من أن وقف إطلاق النار غير المشروط قد يؤدي إلى تجميد الصراع ويسمح لروسيا بتعزيز سيطرتها على الأراضي الأوكرانية. وقال شخص مطلع على المحادثات: “لقد تلقوا ردود فعل مباشرة، وهو تبادل جيد”.

اقرأ أيضًا| مجلة أمريكية: تسوية الحرب الروسية الأوكرانية كارثة والحسم العسكري حتمي

تقدم ملحوظ

حسب ما أفاد الدبلوماسيون لوول ستريت جورنال، يبدو أن بعض الاختلافات التي ظهرت في كوبنهاجن قد تقلصت، مثل المطلب الأوكراني بألا تبدأ محادثات السلام إلا بعد الانسحاب الروسي الكامل. وفي جدة، بدت أوكرانيا والدول النامية الكبرى أكثر حرصًا على التوصل إلى توافق.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول أوروبي إن أوكرانيا لم تضغط من أجل قبول خطتها للسلام، ولم تصر الدول الأخرى أن تتخلى كييف عن خطتها. وكذلك لم تحدث صدامات بشأن مطلب أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية.

عملية ذات مسارين

بينما لم يُحدد تاريخ للاجتماع الثالث، جرى الاتفاق على عملية ذات مسارين للمضي قدمًا. وستواصل أوكرانيا المباحثات مع السفراء الأجانب في كييف بشأن شروط السلام.

وحسب الصحيفة الأمريكية، تخطط السعودية لاقتراح مجموعة تضم مجموعات عمل تعمل على قضايا معينة أُثيرت في خطة السلام الأوكرانية، ويتطرق بعضها إلى التأثير العالمي للحرب. وقد يشمل ذلك السلامة النووية، والتداعيات البيئية والأمن الغذائي.

وقال دبلوماسي من إحدى الدول غير الغربية: “التوافق هو أن هذه ليست حربًا أوروبية، وأن تأثيرها يمتد إلى الغذاء، والطاقة والاستقرار الاقتصادي على الصعيد العالمي، وأن الأمر سيتطلب مشاركة الجميع للتوصل إلى التسوية”.

إشارات روسية مختلطة

تتشكك العديد من العواصم الغربية في اهتمام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمتابعة محادثات السلام هذا العام. ولم تُظهر روسيا أي علامة على التراجع عن مطالبها المتطرفة، مثل الاعتراف بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، ومنها مناطق لا يسيطر عليها الجيش الروسي.

ووفق وول ستريت جورنال، أرسلت روسيا إشارات مختلطة بشأن محادثات جدة. ففي حين ألمح الكرملين إلى أنه سيراقب المحادثات من كثب، وأثناء اجتماع الدبلوماسيين في جدة، شنت روسيا هجمات صاروخية جديدة على أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا