مرصد مراكز الأبحاث| أصداء تمرد فاجنر.. والتقييم الاستخباراتي لكوريا الشمالية

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث تداعيات تمرد فاجنر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتقييم الاستخباراتي الأمريكي لكوريا الشمالية.


لا تزال أصداء تمرد قائد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، يفجيني بريجوجن، على قيادة الجيش الروسي، تتردد في جميع أنحاء العالم.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض تداعيات هذا التمرد على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسلطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومخاطر الحرب المطولة في أوكرانيا، وقراءة في التقييم الاستخباراتي الأمريكي لكوريا الشمالية.

أصداء تمرد فاجنر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث

رأى الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي، مارك كاتز، أن أصداء تمرد مجموعة فاجنر الروسية ستستمر في مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تحتفظ المجموعة بوجود في دول مثل سوريا، وليبيا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، ومالي، والسودان، وبوركينا فاسو، وتمتلك حوافز تجعلها غير متعاونة مع موسكو.

ولفت كاتز إلى أن أزمة فاجنر الأخيرة تؤثر في كل الدول الشرق أوسطية التي تتعاون مع روسيا، لأن التمرد يثير تساؤلات بشأن قدرة بوتين على العمل خارج روسيا في الوقت الذي ينصب فيه تركيزه على الشؤون الداخلية.

وبينما قد تجد دول مثل تركيا وإيران فرصة لزيادة نشاطها في المناطق التي كانت تعمل بها روسيا، قد يتسبب انشغال بوتين بالشأن الداخلي وحرب أوكرانيا في اتجاه بعض حكومات المنطقة لرؤية الصين، لا روسيا، ثقلًا مكافئًا للولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا| ما تداعيات تمرد فاجنر على الوجود الروسي بإفريقيا؟

خيارات محدودة أمام بوتين

مرصد مراكز الأبحاث

في تحليل نشرته مؤسسة تشاتام هاوس، رأى الزميل المشارك ببرنامج روسيا وأوراسيا، جون لوف، أن تمرد بريجوجن أضعف سلطة بوتين وتركه أمام خيارات محدودة، أولها هو تطهير الجيش والأجهزة الأمنية، وسط حرب تفتقر إلى الدعم الشعبي، ما قد يزيد الموقف سوءًا في ميدان المعركة.

والخيار الثاني هو إنهاء الحرب سريعًا، عبر التسوية مع كييف، لكنه لا يبدو ممكنًا، خاصةً وأن القيادة الأوكرانية تستشعر ضعف بوتين. والخيار الثالث، حسب لوف، هو اختيار خليفة ليتسلم السلطة ويضمن سلامة بوتين ونجاته من المساءلة.

أما الخيار الأخير فهو محاولة كسب الوقت، عبر استئصال المعارضة من النخبة ورفع المخاطر النووية بشأن أوكرانيا لإخافة القادة الغربيين. لكن النخبة لا تدعم الخيار النووي، ما يخاطر بنقل ولاء المزيد منهم إلى أشخاص آخرين يمكنهم توفير مستقبل أفضل لروسيا. وفي هذه الحالة، سيفقد بوتين السيطرة على عملية الخلافة.

اقرأ أيضًا| رغم احتواءه.. كيف يؤثر تمرد فاجنر في سلطة بوتين؟

الاستعداد لروسيا ما بعد بوتين

مرصد مراكز الأبحاث

حذرت الخبيرة بمجلس العلاقات الخارجية، ليانا فيكس، من أن الدول الأوروبية ستكون أول من تطاله عواقب الاضطراب في روسيا. ولذلك، يتعين التخطيط لاحتمالية أن روسيا ما بعد بوتين ستتسم بالقومية اليمينية المتطرفة أو الفوضى وليس التحرر.

ورأت فيكس أن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقبلة ستكون فرصة لإجراء حوار سري، بشأن التداعيات والردود المحتملة للفوضى السياسية وفراغ السلطة في روسيا. واقترحت أن تشمل مباحثات القمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا، واشتعال الصراعات في دول الجوار مثل مولدوفا وجورجيا، وانتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وأمن حلفاء الناتو الذين لهم حدود مع روسيا، والحرب في أوكرانيا.

وأوضحت فيكس أن المصلحة الجوهرية للغرب هي خروج روسيا من أوكرانيا، وليس تغيير النظام في موسكو، ولذلك يجب الاستعداد بنحو مفصل لتكرار هذا السيناريو في المستقبل، عندما يكون التحدي للنظام الروسي أكثر نجاحًا من تمرد فاجنر.

اقرأ أيضًا| قادة أوروبا يجتمعون ببروكسل لبحث التمرد الروسي والتعهد بدعم أوكرانيا

مخاطر الحرب المطولة في أوكرانيا

مرصد مراكز الأبحاث

نشر موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت تحليلًا للباحث بالمعهد النرويجي للشؤون الدولية، ماثيو بلاكبيرن، يرى فيه أن على أوروبا إعادة تقييم عواقب الحرب المطولة في أوكرانيا، لافتًا إلى أنها تؤدي إلى ظهور 3 تهديدات خطيرة لـ”الاستقلال الاستراتيجي” المستقبلي لأوروبا.

التهديد الأول هو مشكلة مباشرة ووجودية للأمن الخشن، لأن كييف قد تلجأ إلى استخدام أسلحة الناتو في شن غارات على الأراضي الروسية، ما يُجبر موسكو على الرد بالمثل ويضع قادة أوروبا في موقف صعب.

مشكلة متوسطة وتهديد اقتصادي

التهديد الثاني حسب التحليل هو مشكلة متوسطة إلى بعيدة المدى للأمن الخشن، تقوم على سيناريو “الصراع المجمد”، وفيه ستكون أوكرانيا أشبه بإسرائيل، وروسيا أشبه بإيران. وحينها، ستعلق أوروبا في مأزق أمني كلاسيكي يتمثل في زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا بهدف تعزيز أمن أوروبا، ما ينتج عنه المزيد من انعدام الأمن.

وأما التهديد الثالث فهو اقتصادي. فخسارة الطاقة الرخيصة من روسيا تعني أن أوروبا ستعتمد على الغاز الطبيعي المسال من أمريكا، والاستثمار طويل الأمد في الطاقة الخضراء. وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا، وسيعرّضها لضغوط أمريكية كي تنحاز إلى واشنطن في خلافاتها المستقبلية مع بكين.

اقرأ أيضًا| تهديد روسي شديد اللهجة.. هل تخطط لمواجهة مطوّلة مع الغرب؟

زيارة مودي وتأثيرها في السياسة الاقتصادية الأمريكية

مرصد مراكز الأبحاث

في شهر يونيو المنقضي، زار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الصين، كما زار رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، واشنطن. وحسب تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، للباحثين ثيبولت ديناميل وويليام آلان ريتش، تُظهر الزيارتان أهمية الهند المتزايدة لسياسة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المتمثلة في دمج الازدهار الاقتصادي والأمن القومي.

ورأى الباحثان أن زيارة بلينكن للصين لا تعكس تغييرًا في الاتجاهات الأمريكية الحالية بشأن بكين. إلا أن زيارة مودي الأخيرة تسلط الضوء على كيف أن واشنطن قد بدأت بجدية استراتيجية تنويع، لتعويض الأرباح والمواهب المفقودة بسبب القيود المفروضة على الصين.

عصر جديد من الشراكة الاقتصادية

على الرغم من العلاقات التجارية المتوترة بينهما، أسفرت الزيارة عن علامات على أن الولايات المتحدة والهند تدخلان عصرًا جديدًا من الشراكة الاقتصادية، عبر تعزيز الاستثمارات في التكنولوجيا واتخاذ خطوات لتسهيل تنقلات العمال، حسب التحليل.

وختامًا، أشار الباحثان إلى أن احتضان واشنطن لمودي يُظهر أن واشنطن تتوقع تصاعد المنافسة مع بكين، وأن إدارة بايدن مستعدة لتنحية الخلافات الأيديولوجية، من أجل تعزيز سياسة خارجية ستخفف من تأثير التضحية بالفرص الاقتصادية لصالح الأمن القومي.

اقرأ أيضًا| لماذا يسعى الرئيس الأمريكي للتقارب مع الهند؟

ماذا يكشف التقييم الاستخباراتي لكوريا الشمالية؟

مرصد مراكز الأبحاث

في يونيو الماضي، أصدر مجتمع الاستخبارات الأمريكي تقييم الاستخبارات الوطنية بشأن كوريا الشمالية، للمرة الأولى منذ عقد. ويحدد التقييم 3 مسارات قد تتطور بها استراتيجية الزعيم كيم جونج أون حتى 2030. والمسار الأكثر ترجيحًا هو أن يستخدم كيم “القسر، أو حتى الهجمات القاتلة غير النووية” لتحقيق أهدافه.

والمساران الأقل ترجيحًا هما أن تستخدم كوريا الشمالية استراتيجية هجومية للهيمنة على شبه الجزيرة الكورية باستخدام القوة، أو تلجأ إلى استراتيجية دفاعية تُستخدم فيها الأسلحة النووية كرادع فقط.

3 مجالات لمناقشات التحدي النووي لكوريا الشمالية

مدير مبادرة الأمن في الهندوباسيفيك بالمجلس الأطلسي، ماركوس جارلوسكاس، رأى وجوب إضافة 3 مجالات إلى مناقشات التحدي النووي لكوريا الشمالية.

اقرأ أيضًا| كوريا الشمالية تبدأ اجتماعًا رئيسًا للحزب الحاكم لتحديد استراتيجية الدفاع

أولًا، الإشارة إلى أن خطر استخدام كوريا الشمالية للأسلحة النووية، أو المبادرة بالهجوم عمومًا، سيزداد في حالة اندلاع صراع بين واشنطن وبكين. وثانيًا، في حالة اتباع كيم لاستراتيجية القسر، سيتأجج الشعور العام في سيول بالحاجة إلى الحصول على أسلحة نووية.

وثالثًا، يمكن استخلاص عدة توصيات سياسية وعسكرية على المستوى الاستراتيجي من التقييم، منها أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تعترف سياسيًّا بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نوويًّا، وأن على واشنطن وسيول إدراك أنه يجب الاستعداد لخوض حرب نووية مع بيونج يانج.

ربما يعجبك أيضا