مع استمرار حرب غزة.. ما مستقبل توترات الشرق الأوسط؟

ما مستقبل توترات الشرق الأوسط؟

محمد النحاس

الفشل الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المعلنة في الحرب على قطاع غزة، لا ينبع فقط من الطبيعة المتأصلة في عمليات مكافحة التمرد المعقدة، لكن أيضًا من الوضع الإقليمي


بعد أكثر من 125 يومًا من الحرب المروّعة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فإن هدف القضاء على حركة حماس يبدو بعيد المنال.

ولفت مقال نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية بشأن تطورات الحرب على غزة، أن الهدف الإسرائيلي المُعلن يبدو غير واقعي، رغم تمكن إسرائيل من إلحاق أضرار واسعة النطاق بالبنية المدنية في القطاع.

فشل إسرائيلي

ذكر مقال المجلة الأمريكية المنشور، الأربعاء 7 فبراير 2024، أن الفشل الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المعلنة في الحرب على غزة، لا ينبع فقط من الطبيعة المتأصلة في عمليات مكافحة التمرد المعقدة، لكن أيضًا من الوضع الإقليمي.

ويورد المقال مفسرًا، أن الحلفاء الرئيسيين لحماس، كان لهم الدور البارز في ذلك، مثل إيران، وحزب الله والحوثيين والميليشيات في سوريا والعراق، على حد طرح المقال، وتنخرط هذه المجموعات منذ أشهر في استهداف للمصالح الأمريكية، والإسرائيلية بالمنطقة، بالإضافة لاستهداف الحوثيين حركة الشحن، ما ينذر بمسار تتصاعد فيه التوترات.

استهداف المصالح الأمريكية

يرى المقال أن هذه الجهات تشكل تحالفًا، يضغط على واشنطن لدفع إسرائيل إلى طاولة المفاوضات، من خلال استهداف نقاط الضعف الأمريكية في الشرق الأوسط. ورغم تفاوت القوى العسكرية والهوة التقنية، استطاعت تلك الميليشيات إظهار نفسها بشكل أكثر ذكاءًا من الناحية التكتيكية.

وبدلًا من مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وجهًا لوجه، استغلت إيران وحلفاؤها الموقف الأمريكي المُنهك في الشرق الأوسط، وشنوا ضربات ضد المصالح الأمريكية.

تهديد المكانة الأمريكية

ناهيك عن ذلك، تمكن الحوثيون باستخدام عدد قليل من المسيّرات والصواريخ الرخيصة، من فرض حصار على البحر الأحمر، وبالتالي تحدي ادعاء الولايات المتحدة بأنها الضامن العالمي لحرية الملاحة.

وبينما أثبتت القوات الأمريكية على ما يبدو فعاليتها نسبيًا في تدمير قذائف الحوثيين بمجرد إطلاقها، إلا أنّ قدرات الجماعة لا زالت فعالة كما أنها مستمرة في شن الهجمات، ولا تزال حركة الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر أقل من النصف مقارنةً بالعام الماضي، وفقًا للمقال.

سهولة الاستهداف

ورغم انسحاب الولايات المتحدة من العراق في عام 2011، إلا أن قواتها عادت في 2014 كجزء من المعركة ضد تنظيم داعش.

وفي أذهان المخططين الأمريكيين، فإن القواعد التي تم إنشاؤها على هذا النحو “تعزز الوجود الأمريكي في المنطقة”، إضافة إلى جهودها لاحتواء إيران، ومع ذلك يشبه المقال التواجد الأمريكي هناك بأنه بات أشبه بـ”البط الرابض” (إشارة لعدم الفعالية وسهولة الاستهداف) أكثر من كونها أصولًا استراتيجية.

مخاطر محتملة

رغم ما سلف، فإن الصدام لا يخلو من مخاطر، وأبرز مثال على ذلك، هو الهجوم الذي شنته ميليشيا عراقية ضد قوات أمريكية وأودى بحياة 3 من العسكريين الأمريكيين، وهم أول قتلى أمريكيين في الصراع الحالي، واتهمت الولايات المتحدة المجموعات المجموعة من إيران بالوقوف وراء الهجوم.

وفي ظل عدم تحمّل إيران لصراع مفتوح مع الولايات المتحدة، اتخذت خطوات لكي تخف تلك المجموعات من حدة الهجمات التي تشنها ضد المصالح الأمريكية، وفقًا للمقال، ويرجح خبراء استمرار هجمات تلك الميليشيات ومضيها قدمًا في التصعيد، ما يترك احتمالية حدوث صدامات أكثر خطورة حاضرة وبقوة.

ربما يعجبك أيضا