مفاجأة في انتخابات سلوفاكيا.. فوز مرشح موالي لروسيا

أسفرت الانتخابات البرلمانية في سلوفاكيا عن فوز مرشح موالي للكرملين بأغلبية الأصوات.

ووفق ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الأحد 1 أكتوبر 2023، حصل حزب “الديمقراطية الاشتراكية” الشعبوي على أصوات أكثر من المتوقع، ما قد يشكل تحديًّا لوحدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا.

نتائج غير متوقعة

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات فوز حزب “الاتجاه – الديمقراطية الاشتراكية” اليساري، المعروف بـSMER، ويقوده رئيس الوزراء السابق، روبرت فيتسو، بـ22.9% من الأصوات، في حين حصل حزب “سلوفاكيا التقدمي” الليبرالي الموالي لأوكرانيا على 17.9% من الأصوات.

روبرت فيتسو

وحسب “سي إن إن”، يمتلك فيتسو، الذي تولى رئاسة الوزراء مرتين، فرصة للعودة إلى المنصب، لكن يجب أولًا أن يجد شركاء ائتلاف لأن حزبه لم يؤمن حصة كافية من الأصوات كي يحكم بمفرده.

وفي حين أن حزب فيتسو لم يحقق فوزًا ساحقًا، لكن النتيجة أفضل من المتوقع، إذ أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب “الديمقراطية الاشتراكية” وحزب “سلوفاكيا التقدمي” متقاربين بشدة.

تشكيل ائتلاف

جاء حزب “هلاس” اليساري المعتدل، الذي شكله عضو سابق في حزب “الديمقراطية الاشتراكية”، في المركز الثالث بـ14.7% من الأصوات، وقد يلعب دور صانع الملوك، وفق الشبكة الأمريكية.

وأعرب زعيم الحزب، بيتر بيليجريني، عن سعادته بالنتيجة لأنها أظهرت أنه “من المستحيل تشكيل حكومة ائتلافية عاملة دون حزب هلاس”.

ومع حصول 7 أحزاب سياسية على نسبة الـ5% اللازمة لدخول البرلمان، من شبه المؤكد أن تضم مفاوضات الائتلاف عدة لاعبين وقد تستغرق وقتًا طويلًا وتتسم بالفوضى.

الموقف تجاه أوكرانيا

بعد فوزه، قال فيتسو إنه “سيفعل كل ما بوسعه” لبدء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. لكن من المستبعد أن ترحب كييف بالمفاوضات، لأنها قد تضم مقترحات بالتنازل عن أراضي لصالح موسكو.

وحسب “سي إن إن”، تعهد فيتسو، قبل فوزه، بالإنهاء الفوري للدعم العسكري السلوفاكي لأوكرانيا، كما وعد بعرقلة طموحات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، في ما قد يغير موقف سلوفاكيا الداعم بقوة لأوكرانيا.

ومن جهة أخرى، كان بيليجريني غامضًا بشأن موقفه تجاه أوكرانيا في الحملة الانتخابية، إذ ألمح سابقًا إلى أن سلوفاكيا “لم يعد لديها ما تتبرع به” لكييف، لكنه قال أيضًا إن بلاده يجب أن تواصل تصنيع الذخيرة التي تُرسل إلى أوكرانيا.

اقرأ أيضًا| دبابات أبرامز الأمريكية تصل إلى أوكرانيا.. هل تغير مجرى الحرب؟

خبر سيء

رئيس حزب سلوفاكيا التقدمي، ميشال سيميتشكا

من جهته، أعرب رئيس حزب “سلوفاكيا التقدمي”، ميشال سيميتشكا، عن احترامه للنتيجة، لكنه وصفها بـ”الخبر السيء للبلاد”، مضيفًا أن الأسوأ من ذلك سيكون “تشكيل فيتسو للحكومة”. وقال سيميتشكا إن حزبه “سيفعل كل ما بوسعه” لمنع فيتسو من تشكيل الحكومة.

وقبل الانتخابات، أعلنت رئيسة سلوفاكيا، سوزانا تشابوتوفا، أنها ستطلب من قائد الحزب الأقوى تشكيل الحكومة، ما يعني أن فيتسو سيحصل على الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة، وفق الشبكة الأمريكية.

التداعيات على المنطقة

لفتت “سي إن إن” إلى أن وجود حكومة بقيادة حزب “الديمقراطية الاشتراكية” في سلوفاكيا، الدولة الشرق الأوروبية التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة، قد يكون له تداعيات خطيرة على المنطقة.

هذا لأن سلوفاكيا عضو في الناتو والاتحاد الأوروبي، وكانت من ضمن الدول الأوروبية التي ضغطت من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، وتبرعت بكمية كبيرة من المعدات العسكرية لأوكرانيا.

لكن هذا قد يتغير تحت حكم فيتسو، الذي حمّل “النازيين والفاشيين الأوكرانيين” مسؤولية استفزاز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لشن الغزو، في تكرار للرواية التي استخدمها بوتين لتبرير غزوه لأوكرانيا.

عقبات لبروكسل

أصبح فيتسو حليفًا مقربًا من رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، خاصة في ما يتعلق بانتقاد الاتحاد الأوروبي. وفي حالة عودته إلى السلطة، توجد تكهنات بأن فيتسو وأوربان قد يتكاتفان ويخلقان عقبات أمام بروكسل.

رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان

وفي حالة نجاح حزب “العدالة والقانون” الحاكم في بولندا في الفوز بولاية ثالثة في الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل، قد تزداد قوة هذا التكتل من مثيري المشكلات داخل الاتحاد الأوروبي، وفق “سي إن إن”.

اقرأ أيضًا| خلاف الحبوب يتصاعد.. بولندا تهدد بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا

موقف السلوفاك

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الكثير من السلوفاك يشاركون مشاعر فيتسو الموالية لروسيا.

وحسب استطلاع لمركز “جلوب سيك”، وهو مركز أبحاث أمني مقره العاصمة براتيسلافا، يعتقد 40% فقط من السلوفاك أن روسيا مسؤولة عن الحرب في أوكرانيا، وهي النسبة الأقل ضمن الدول الـ8 في البلطيق وشرق ووسط أوروبا، التي ركز عليها المركز السلوفاكي.

ووفق الشبكة الأمريكية، وجد الاستطلاع نفسه أن 50% من السلوفاك يعتبرون الولايات المتحدة، الحليف القديم للدولة، تهديدًا أمنيًا.