هل تؤدي وفاة رئيسي لتغيرات في سياسة إيران تجاه المنطقة؟

كان يُعد ليخلف المرشد.. هل تؤثر وفاة رئيسي على سياسة إيران؟

محمد النحاس
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

من المتوقع أن تكون لوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد الموافق 19 مايو 2024، العديد من التداعيات فيما تنخرط إيران في خضم توترات الشرق الأوسط، بحسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.

وجاءت الحادثة في وقت تعيش المنطقة على صفيح ساخن جرّاء تداعيات الحرب على غزة وما تلاها من توترات في أرجاء المنطقة، حيث بلغ التوتر ذروته مع قصف إيران إسرائيل في أبريل الماضي، ردًا على استهداف قنصليتها في دمشق.

تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل

على مدار العديد من السنوات، دعمت إيران جماعات مسلحة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، ما مكنها من استعراض قوتها أمام خصومها بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل.

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته الذي قضى معه في حادثة سقوط المروحية، كانا محسوبين على التيار المحافظ المقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية،  علي خامنئي، حيث اتسم في السنوات القليلة الماضية بنهج متشدد تجاه الغرب وانفتاح في المقابل على الصين وروسيا، ودعم للجماعات المسلحة في عموم المنطقة.

في ظل قيادة رئيسي تم كسر قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، بعد عقود من “حرب الظل” بينهما، حيث شنّت إيران هجومًا غير مسبوقًا على الأراضي الإسرائيلية وفي حين كانت آثاره المادية محدودة إلا أنها كانت بمثابة “مغير لقواعد الصراع في الشرق الأوسط”.

محاولة للحفاظ على قيم الثورة

تولى إبراهيم رئيسي رئاسة إيران في أغسطس 2021، ليخلف حسن روحاني، وكان الرئيس الراحل هو الراجل الـ 2 في البلاد حيث أنّ على خامنئي، المرشد الأعلى هو المتحكم الرئيس في مقاليد الأمر، مع ذلك يظل لمنصب الرئيس أهميته.

وفي هذه الحالة، هناك خصوصية، حيث يعتقد العديد من الخبراء أن رئيسي كان يُعد ليخلف خامنئي ومع مرور عقود على قيام ثورتهم يشعر التيار المحافظ أن قيمها باتت مهددة، ويقلق من تغير أولويات الأجيال الجديدة في ظل مصاعب اقتصادية وتغيرات للبنى اجتماعية.

رئيسي.. المخلص للمرشد

كان رئيسي، المخلص لخامنئي هو الخيار المفضل للمرشد، ولهذا التيار، حيث اعتقدوا أنه سيكون بمثابة صمام أمان لمبادئ الثورة الأولى ولن ينحرف عن بوصلتها بمرور الزمان.

مع ذلك فإن هيكلية القيادة داخل إيران شديدة التعقيد، وعلى الرغم من الضعف الذي أظهرته الحادثة تجاه إمكانات الدولة وقدراتها، إلا أن النظام المؤسسي راسخ عبر جملة من الهيئات، التي تتحكم في سياسة البلاد الداخلية والخارجية، وعلى رأسها المرشد الأعلى، لذلك يرجح العديد من الخبراء أنّ سياسة طهران لن تتغير خاصةً مع إحكام رجال المرشد على مفاصل الدولة.

ربما يعجبك أيضا