حوار خاص لـ«رؤية»| طارق فهمي يوضح مدى تأثير وفاة رئيسي إقليميًا ودوليًا

كيف ستؤثر وفاة رئيسي على إيران والشرق الأوسط وإفريقيا؟

شروق صبري
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

تسببت وفاة رئيسي في طرح العديد من الأسئلة حول مدى تواجد إيران في أفريقيا والشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، وهو ما نوضحه فيما يلي.


لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، بمن فيهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، حتفهم في تحطم مروحية شمال غرب إيران أثناء عودتهم من أذربيجان.

وأحدثت الوفاة المأساوية يوم الأحد 19 مايو 2024، صدمة في جميع أنحاء المنطقة، وأشار وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف بأصابع الاتهام إلى العقوبات الأمريكية على المأساة، زاعمًا أنها ساهمت في الحادث من خلال تقييد الوصول إلى الطائرات وقطع الغيار.

هل يشعر الغرب بالندم بسبب العقوبات على إيران؟

قال أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية، الدكتور طارق فهمي، إنه بعد تحطم طائرة رئيسي لا يشعر الغرب بالندم لأنه توجد تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نفيا فيها أي تورط أمريكي بحادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني.

وأوضح فهمي في حديث خاص لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أنه لا توجد أي اتهامات مباشرة لواشنطن باستثناء تصريحات محمد جواد ظريف واتهامه للولايات المتحدة بشأن العقوبات، وبالتالى لا توجد أي مسؤولية أمريكية وراء الحادث.

العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد وفاة رئيسي

يرى فهمي أن العلاقات الدولية لا تعرف الندم، ولن يندم الغرب على العقوبات المفروضة على إيران حتى بعد حادث تحطم الطائرة، موضحًا أن العلاقات الدولية بها “شد وجذب”، في إطار ما يجري من أحداث.

وتابع: “بالتالي فإن اختفاء إبراهيم رئيسي عن المشهد سيؤدي لتبعات في العلاقة الأمريكية الإيرانية، جزء منها مرتبط بالبرنامج النووي، وجزء منها مرتبط بالبرنامج الصاروخي وبالتدخلات الإيرانية في الإقليم”.

تأثير وفاة رئيسي على الشرق الأوسط وإفريقيا

يرى طارق فهمي، أن إبراهيم رئيسي كان مرشحًا لخلافة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وبالتالي هناك قلق بشأن ما يجري على الساحة السياسية الإيرانية.

وسينشغل الشعب الإيراني عدة أشهر وربما مدة لا تقل عن عام في مرحلة انتقالية سيكون لها ارتدادات ليس فقط في إفريقيا، لكن في الشرق الأوسط بشكل عام، وعلى الفصائل المُسلحة، ومناطق متعددة.

طارق فهمي استاذ العلوم السياسية

طارق فهمي استاذ العلوم السياسية

تأثير الوفاة على إيران

يعتقد فهمي أن إيران ستدخل حالة من عدم الاستقرار طوال المرحلة الانتقالية الى حين تتضح الرؤية، حيث أنه يوجد تيار كان يعبر عنه الرئيس إبراهيم رئيسي وهو كان آخر الرجال المرشحين لمنصب المرشد، فبالتالي اختفاؤه يثير علامات استفهام، كما أن المرشد الأعلى علي خامنئي لديه صراعات مع تيارات أخرى بما فيهم نجله.

وأشار فهمي إلى أن مركزية صنع القرار في يد المرشد الأعلى، ورغم وجود تيار المحافظين والمتشددين لكنها تبقى في إطارها المحدود وهو ليس له تأثير كبير، والأهم هو أن صراع التيارات سيحسم خلال فترة وجيزة، لكن يبقى المرشد قابضًا على السلطة بصورة أو بأخرى.

ويرى أن الحديث عن خليفة الرئيس إبراهيم رئيسي أيًا كان من هو غير مؤثر، لكنه يعكس التيار الصاعد في السياسة الإيرانية، وهو تيار قوي بالنسبة للشباب الجدد، إذ يرون أن بلادهم تستحق عيشة أفضل، وأن يكون دورهم فيها أقوى، وفي كل الأحوال ستبقى إيران في المرحلة الانتقالية، وستعاني من عدم الاستقرار لعدة أشهر.

هل يتأثر مسار المُصالحة السعودية الإسرائيلية بوفاة رئيسي؟

قال الدكتور طارق فهمي، إن مسار المصالحة السعودية الإسرائيلية لم يتأثر بوفاة رئيسي، إذ أن التطبيع ما زال مستمرًا ولن تحدث أي تغييرات حقيقية في هذا التوقيت.

ويعتقد فهمي أن السعودية ترى أن السلام “أمر مهم”، مشيرًا إلى أن مشروع التطبيع استقر وتم استئناف العلاقات، لكنها لم تتطور بالصورة الكافية.

ربما يعجبك أيضا