هل تستطيع أوروبا تحمّل تكلفة دعم أوكرانيا دون الولايات المتحدة؟

حال فوز ترامب.. هل بمقدور أوكرانيا الاستعانة فقط بالدعم الأمريكي؟

محمد النحاس

بين عدم وجود نهاية للصراع في الأفق، والاهتمام بالحرب على غزة، فضلا عن المخاوف المحلية الناجمة عن أزمات تكاليف المعيشة الناجمة عن التضخم في جميع أنحاء العالم، قد يصبح إنفاق مبالغ ضخمة على أوكرانيا أكثر صعوبة من الناحية السياسية للحكومات، ويضاف إلى ذلك احتمالية عودة ترامب مرةً أخرى إلى البيت الأبيض. 


قبل عامين بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، وتحديدًا في 24 فبراير 2022، وفي الوقت الحالي، ورغم احتدام الصراع، فإن البعض يرى أن الأمور وصلت إلى حالة من الجمود.

ومع طول أمد الصراع، وغياب أفق التسوية التفاوضية، وإصرار كل طرف على تحقيق “النصر الكامل”، يتعين على الأطراف المُتناحرة المعنية بالصراع، بما في ذلك، القوى الغربية، أن تطرح على نفسها بعض الأسئلة الحيوية المتعلقة بالمستقبل.

الاستعداد للمرحلة المقبلة

ذكر تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أنه يتحتم على أوروبا أن تحدد ماهية التعامل مع الصراع في أوكرانيا، خلال المرحلة المقبلة بما في ذلك الـ12 شهرًا المقبلين. 

وفقًا للتقرير المنشور 23 فبراير 2024، فإن الحرب المتواصلة منذ 24 شهرًا بلا أفق لنهاية محتملة، وقد وصل الصراع إلى “طريق مسدود” حيث لم يحقق أي جانب أن انتصار لبعض الوقت، لكن مؤخرًا انسحبت القوات الأوكرانية من  من بلدة أفدييفكا الاستراتيجية ليدخل الروس أخيرًا بعد أشهر من القتال العنيف، وفي نصر هو الأول منذ سيطرة موسكو على مدينة باخموت في مايو 2023.

ويزيد من تعقيد الموقف الأوكراني، تململ الغرب البيّن من طول أمد الحرب، وبالنسبة للداعم الأبرز، الولايات المتحدة، فأموال المساعدة عالقة، بعد أن أقرها الشيوخ، لكن لا زالت بانتظار موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

هل يتخلى الغرب عن أوكرانيا؟

في حين أقر تقرير “سي إن إن”، بغياب الأصوات الجادة الراغبة في التخلي عن أوكرانيا، إلا أنه أشار لعدم إمكانية إنكار ظهور التعب من طول أمد الحرب، خاصةً مع بداية بزوغ شرخ في الوحدة التي رسختها الحرب بين حلف الناتو، والاتحاد الأوروبي. رغم الدعم الغربي السخي المدوي لأوكرانيا منذ بداية الصراع 2022.

ومما زاد الموقف تعقيدًا، غياب أفق تسوية تفاوضية، والاهتمام المتزايد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ناهيك عن ارتفاع التضخم في جميع أرجاء العالم، وشعور الناخبين في البلدان الغربية أن السياسيين يبددون أموالهم في حرب لا طائل من ورائها.

فبين عدم وجود نهاية للصراع في الأفق، والاهتمام بالحرب على غزة، فضلًا عن المخاوف المحلية الناجمة عن أزمات تكاليف المعيشة الناجمة عن التضخم في جميع أنحاء العالم، قد يصبح إنفاق مبالغ ضخمة على أوكرانيا أكثر صعوبة من الناحية السياسية للحكومات، ويضاف إلى ذلك احتمالية عودة ترامب مرةً أخرى إلى البيت الأبيض. 

صعوبة تمويل الحرب

وفقًا لـ”سي إن إن”، لا يحتاج المسؤولون الأوروبيون إلا إلى النظر إلى العراقيل التي يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع الحزمة الخاصة بأوكرانيا، ليروا تبعات تمويل حرب خارجية مكلفة عندما يتعلق الأمر باتصال مباشر مع السياسة الداخلية.

بالنسبة للرئيس الأمريكي السابق، لم يوضح ترامب من جانبه، سياسته تجاه أوكرانيا، باستثناء ادعائه بأنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، إلا أن الخطاب المناهض لحلف الناتو، يزيد من قلق القوى الغربية الأخرى خاصةً في أوروبا. 

ووفقًا للتقرير، فقد قال مسؤولون لـ”سي إن إن”، إنه خلال الأشهر الـ12 المقبلة، يتعين على الاتحاد البدأ في النظر في استخدام الأموال المقيدة في الأصول الروسية المجمدة للمساعدة في دعم أوكرانيا. 

هل بإمكان أوروبا إمداد أوكرانيا بالسلاح وحدها؟

لكن هناك مخاوف من الإقدام على سابقة لاستخدام الأصول المجمدة ما قد يعطي دولًا مثل الصين الضوء الأخضر لفعل الشيء نفسه في معاركها الإقليمية الداخلية، وكانت بكين بالفعل قد أقرت قانونًا جديدًا العام الماضي يجعل من السهل القيام بأمر مشابه بالنسبة للأصول الأجنبية داخل الصين.

ختامًا يرى التقرير أن أوروبا ليست قادرة على إمداد أوكرانيا بالسلاح والعتاد المناسب، دون الدعم الأمريكي، لأنها لا تتمتع بالثقل الصناعي في الوقت الحالي اللازم لإمداد أوكرانيا خلال الأشهر المُقبلة.

ربما يعجبك أيضا