هل تستعد الصين لمواجهة مع الولايات المتحدة بسبب تايوان؟

مؤشرات تدل على استعداد الصين لصراع طويل الأمد مع أمريكا

آية سيد
هل تستعد الصين لمواجهة مع الولايات المتحدة بسبب تايوان؟

تشير بعض المؤشرات إلى أن تايوان قد تصبح سببًا لصراع تقليدي بين الولايات المتحدة والصين.


مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، واقتراب الشرق الأوسط من حافة الصراع الإقليمي الأوسع، تصبح المواجهة العسكرية الصينية الأمريكية آخر ما يريده العالم.

إلا أنه للوهلة الأولى، قد يبدو أن الصين تستعد لصراع طويل الأمد مع الولايات المتحدة على تايوان، حسب بعض المؤشرات التي استعرضها أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شرق لندن، توم هاربر.

رسالة لتايوان                                    

في خطابه بمناسبة العام الجديد، ذكر الرئيس الصيني، شي جين بينج، أن إعادة توحيد تايوان مع الصين “أمر مؤكد”. وفي التحليل الذي نشره موقع “ذا كونفرزيشن” الأسترالي، أمس الاثنين 8 يناير 2024، رأى هاربر أن هذه الرسالة مهمة لأنها تأتي قبل أيام من انتخابات الرئاسة التايوانية المقررة في 13 يناير الحالي.

وقد تسفر نتيجة الانتخابات عن تشكيل حكومة موالية أكثر لبكين، التي تختار إقامة علاقات أوثق معها، أو قائد تايواني يريد إبقاء بكين بعيدة، وهو ما يبدو أكثر ترجيحًا.

نتائج الانتخابات

تشهد انتخابات تايوان منافسة بين الحزب التقدمي الديمقراطي الموالي للاستقلال، وحزب كومينتانج المحافظ. وأشار هاربر إلى أن مرشح الحزب التقدمي الديمقراطي، لاي تشينج تي، الذي يتصدر استطلاعات الرأي، غالبًا ما يُوصف بأنه مناصر صريح للاستقلال التايواني أكثر من الرئيسة المنتهية ولايتها، تساي إنج ون، التي اتبعت نهجًا يتسم بمزيد من الدبلوماسية.

إنفوجراف| قبل انتخابات تايوان.. من هم أبرز المرشحين؟

إنفوجراف| قبل انتخابات تايوان.. من هم أبرز المرشحين؟

ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن أي تحول أو تصريح موالي للاستقلال قد تعتبره بكين تحريضًا على العمل العسكري، لأن إعلان الاستقلال الرسمي خط أحمر للصين. وعلى النقيض، يُنظر لحزب الكومينتانج على أنه أقرب لبكين.

ولطالما دعمت الولايات المتحدة وضع تايوان شبه المستقل، وتعتبرها حليفًا إقليميًا. وإلى جانب تكثيف الطلعات الجوية العسكرية الصينية حول المجال الجوي للجزيرة، تشير جميع هذه العناصر إلى أن تايوان قد تصبح سببًا لصراع تقليدي بين الولايات المتحدة والصين.

تحديث الجيش

حسب هاربر، توجد مؤشرات مهمة أخرى ينبغي الالتفات إليها. فالجيش الصيني توسع وأجرى تحديثات على مدار الـ5 سنوات الماضية، والتقدم الذي حققه في تكنولوجيا الصواريخ فرط الصوتية يمنح بكين أفضلية على الولايات المتحدة.

وأحد المؤشرات المهمة أيضًا هو التصور المتنامي لدى الشعب الصيني بأن الولايات المتحدة عدو، الذي يُعد جزءًا من خطاب الحكومة، خاصة منذ 2017، وأصبح سمة شائعة بين مستخدمي الإنترنت الصينيين.

المعارك التقنية

تنخرط الولايات المتحدة والصين في منافسة اقتصادية وتكنولوجية. وتستمر هذه المنافسة رغم التحسن الظاهري في العلاقات في قمة أبيك 2023، عندما اتفق رئيسا البلدين على استئناف الاتصالات العسكرية لتجنب التصعيد العسكري العرضي.

وبفعل هذا، أشار الرئيس، جو بايدن، إلى أنه قد يكون مستعدًا للابتعاد قليلًا عن سياساته المتشددة الرامية إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الصينية. فإدارته لم تسمح لمصنعي الرقائق الأمريكيين بالبيع للصين، كما شجعت الحلفاء على منع بيع الصادرات المستخدمة في صناعة الرقائق ذات التكنولوجيا المتطورة.

هل تستعد الصين لمواجهة مع الولايات المتحدة بسبب تايوان؟

رقائق إلكترونية

لكن في حين تكيفت بكين مع الواقع الجديد لعلاقتها الصدامية مع الولايات المتحدة، هذا لا يعني أن الصين ترغب في بدء صراع طويل الأمد، وفق هاربر، الذي أشار إلى أن الصين تتكيف مع تحديات هائلة في اقتصادها المتعثر، ما يجعلها مترددة في الانتقال إلى حالة الحرب.

تفوق صيني

تشير القدرة الصناعية الكبيرة للصين، وتراجع المخزون العسكري الغربي نتيجة للحرب في أوكرانيا، إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل تكلفة الحرب مع الصين.

وتأكد ذلك أكثر من خلال عدة تجارب محاكاة للصراع في تايوان، أجراها الجيش الأمريكي في 2020، ووجد أن 9 من أصل 10 نتائج محتملة انتهت بهزيمة الولايات المتحدة. ولذلك فإن الصراع المحتمل مع الصين يشكل تحديًا بارزًا للقوة الأمريكية، حسب هاربر.

الاستفادة من الأزمات

بات من الواضح أن الأزمات الحالية تمنح الصين فرصة لفهم التحديات العسكرية الحالية، وتحقيق بعض المكاسب. هذا لأن الصراع في أوكرانيا منح الصين عدة منافع اقتصادية، أبرزها الوصول الأكبر إلى النفط والغاز الروسي.

وكذلك فإن التوترات في الشرق الأوسط تعمل كتشتيت للولايات المتحدة، التي اضطرت إلى التركيز أكثر على الشرق الأوسط وأوكرانيا بدلًا من الالتزام الكامل بالممواجهة مع الصين.

وخلص هاربر إلى أن هذه الأزمات منحت الصين الوقت للاستعداد تحسبًا لاندلاع الصراع المحتمل. وهذا الاستعداد قد يساعد في تحديد النتيجة لصالح بكين.

ربما يعجبك أيضا