هل تولى «شمخاني» ملف المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب؟

وجهة نظر النظام الإيراني: ملف المفاوضات النووية يحتاج إلى شخصية موثوقة

يوسف بنده

يبدو أن طفو اسم على شمخاني على السطح وارتباط ذلك بالمحادثات النووية التي تمثل مسألة مصيرية بالنسبة لإيران، يرتبط بالانتخابات الرئاسية المقبلة.


الرحيل المفاجئ لوزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، عطل الكثير من الملفات التي ارتبطت بمتابعته، ومنها ملف المحادثات النووية مع الغرب.

وبعد أن عين مجلس الوزراء الإيراني، الاثنين 20 مايو 2024، علي باقري كني قائمًا بأعمال وزير الخارجية، بات التساؤل مَن يقود المفاوضات النووية التي تولاها باقري بوصفه كبير المفاوضين في الخارجية الإيرانية.

علي شمخاني 1

مستشار المرشد الأعلى للشئون السياسية، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي شمخاني

عودة علي شمخاني

تدور أنباء غير رسمية في الإعلام الإيراني، أن الأمين العام السابق، لمجلس الأمن القومي، علي شمخاني، يتولى تكليف من المرشد الأعلى، علي خامنئي، متابعة الملف النووي والمحادثات الدائرة حوله مع القوى الغربية.

وخلال مؤتمره الأسبوعي، أمس الاثنين 27 مايو، وحسب تقرير صحيفة آرمان امروز، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، ضمنيًا إلى مصداقية تلك الأنباء، إذ لم ينف الأمر بشكل قاطع، والتزم الحديث بشكل رسمي فقال: “أود أن أشير إلى أنه ليس لدي أي شيء خاص حول الادعاء غير الرسمي المنشور في بعض الشبكات والفضاء الإلكتروني”.

كذلك أكد كنعاني ضمنيًا على مسألة أن ملف المحادثات النووية يتجاوز حقيبة وزارة الخارجية، إذ قال: “تجري بتنسيق وإشراف المؤسسات العليا للنظام، وفي هذا الإطار استخدم كل الإمكانات داخل الحكومة وداخل النظام لدفع العمل”.

يعزز ذلك من احتمالية مشاركة مستشار المرشد الأعلى للشئون السياسية، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي شمخاني في تلك المحادثات التي ترتبط نتائجها بقرار مؤسسات صناعة القرار وبيت المرشد الأعلى، علي خامنئي.

علي شمخاني 2

مستشار المرشد الأعلى للشئون السياسية، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي شمخاني

شخصية موثوقة

أشار تقرير صحيفة آرمان ملي الإيرانية، اليوم الثلاثاء 28 مايو، أن “شمخاني كان دائمًا من الشخصيات الأمنية التي يثق بها النظام الإيراني.

وأشار التقرير إلى أن شمخاني وقبل مغادرته منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي، قد عهد إليه النظام الإيراني مشروع إقامة اتصالات مع السعودية، وكان هو الرجل الذي شارك في صياغة اتفاق المصالحة بين طهران والرياض في ضافة بكين، مارس 2023.

شخصية معرقلة

يبدو أن طفو اسم علي شمخاني على السطح وارتباط ذلك بالمحادثات النووية التي تمثل مسألة مصيرية بالنسبة لإيران، يرتبط بالانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن شمخاني من الشخصيات المحسوبة على معسكر المحافظين والحرس الثوري الإيراني.

وفي ذلك الإطار، وحسب تقرير صحيفة اعتماد الإيرانية، شن مدير مكتب رئيس الحكومة المعتدلة السابقة، محمود واعظي، هجومًا على شمخاني متهمًا إياه بعرقلة صفقة لإحياء الاتفاق النووي، أثناء المحادثات التي جرت في الأشهر الأخيرة من حكومة الرئيس حسن روحاني، الذي تم التوقيع على الاتفاق النووي في عهده عام 2015.

وتأتي تصريحات واعظي ردًا على ما تردد من تولي شمخاني ملف المفاوضات النووية، خاصة أن حكومة الرئيس روحاني، لا تزال تعتبر أن الاتفاق النووي كان أهم إنجازاتها التي انعكست على الاقتصاد والعلاقات الخارجية، وهو ما تم تدميره على يد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالانسحاب من ذلك الاتفاق عام 2018.

ربما يعجبك أيضا