هل منظمة بريكس كتلة جيوسياسية؟.. جلوبال تايمز تجيب

محمد النحاس

لا يجرؤ أي حليف للولايات المتحدة على القول إنه مساوٍ لها، ولكن داخل مجموعة البريكس يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تقول بصراحة إنها مساوية لجميع البلدان الأخرى في المجموعة.. ما صحة هذا الادعاء؟


انتقدت صحيفة جلوبال تايمز الصينية تعاطي وسائل إعلام أمريكية مع منظمة بريكس، مردفةً أنها تصورها كقوة جيوسياسية ضد واشنطن.

ساقت جلوبال تايمز مثالًا على ذلك وهو إعلان صحيفة فويس أوف أمريكا أنه مع توسع منظمة بريكس، سيكون لها تأثير أكبر في المجتمع الدولي كـ”قوة جيوسياسية” جديدة. وأن ذلك سيشكل تحديات متزايدة للنظام الدولي الذي تقوده أمريكا.

نتيجة طبيعية

قالت جلوبال تايمز ردًا على تقرير الصحيفة الغربية، إن منظمة بريكس تأتي كـ”نتيجة طبيعية” للتعامل مع الوضع الدولي المعقد الحالي، موضحةً أن هذه البلدان تجتمع ولديها طموح مشترك يتمثل في الانخراط في تعاون متبادل المنفعة على أساس من العدل المساواة، واحترام سيادة الدول.

وبحسب جلوبال تايمز لا تعكس مثل هذه التغطيات الإعلامية منطق الولايات المتحدة في ما يتعلق بالتعامل مع منظمة بريكس وجنوحها تجاه مواجهة الكتلة فحسب، لكنها وفي ذات التوقيت تعبر عن نمو معارضة الهيمنة الأمريكية من قبل العديد من الدول والتي تتزايد يومًا بعد آخر.

هل دول بريكس معادية لواشنطن؟

أفادت الصحيفة الصينية بأن هناك أنواع مختلفة من المنظمات متعددة الأطراف في العالم، لكن في نظر الولايات المتحدة، طالما يجري تشكيل منظمة جديدة، فهي إما عدو أو صديق، في تعبير عن النظرة الأمريكية غير المعتدلة في التعاطي مع الواقع السياسي العالمي.

وأوضح المقال أنه على الرغم من معارضة الدول التي تسعى للانضمام للسياسة التي تتبناها الولايات المتحدة، لكن هذه الدول ليست معادية للولايات المتحدة ولا ترغب في الانخراط في أي مواجهة بل تسعى إلى المساواة في تحقيق السيادة والدخول في شراكات حقيقية.

عدم الانحياز

في ظل حالة الاستقطاب العالمية والوضع الدولي المُعقد، اختارت دول بريكس عدم الانحياز إلى أي طرف، ونتيجةً للاتجاه غير المناهض للعمل المشترك، أصبح التماسك بين دول بريكس أمتن، وباتت هذه الكتلة أكثر جاذبية، وفق المقال.

ووفق جلوبال تايمز فإن هذه الأحكام تخترق نوايا الصين وتقلل من ذكاء واستقلالية الدول الأعضاء في البريكس، موضحةً أنه لا يوجد أي مشارك في بريكس على استعداد لوضع سيادته تحت هيمنة دول أخرى، وذلك في ردٍ على ما تراه الصحيفة الصينية وصف الدول الغربية للدول الأخرى المنضوية تحت راية بريكس على أنها تابعة لبكين.

مساهمة تاريخية

وفق خبير القضايا الدولية، يانج شي يو، لا يجرؤ أي حليف للولايات المتحدة على القول إنه مساوٍ لها، ولكن داخل مجموعة البريكس يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تقول صراحة إنها مساوية لجميع البلدان الأخرى في المجموعة، نافيًّا إمكانية أن تكون المنظمة أداة لأي دولة.

الباحث المساعد في مركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينجهوا، سون تشنج هاو، قال إن هذه الدول لا تشعر أن الانضمام إلى البريكس يعني مواجهة مع الولايات المتحدة ما يشير -وفق هاو- إلى أن الصين لا تنوي جر هذه الدول إلى التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وأن هذه المنظمة مفتوحة وشاملة حتى أنه  إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع بريكس فقد يجري قبولها أيضًا.

يمثل ممارسة وتوسيع مجموعة البريكس تطورًا للعلاقات الدولية المتعددة “الأطراف والعادلة” وهو أيضًا رفض للنظام الدولي غير العقلاني الحالي وهيكل القوة الحالي، ورغم أن توسع المنظمة سيتطلب مزيدًا من الوقت، فسوف تكون هذه مساهمة تاريخية في تشكيل نظام دولي جديد.

اقرأ أيضًا| حضور ماكرون وانضمام دول.. مفاجآت غير متوقعة في قمة البريكس المقبلة

اقرأ أيضًا| «الإمارات للسياسات» يتناول السياسة البريطانية تجاه الشرق الأوسط بعد البريكست

ربما يعجبك أيضا