«الإمارات للسياسات» يتناول السياسة البريطانية تجاه الشرق الأوسط بعد البريكست

شيرين صبحي

تخلص الدراسة إلى أنه من الممكن توظيف الاحتياج البريطاني المتزايد لتطوير وتنويع اقتصادها لصالح تنمية مصالح دول المنطقة وتقوية قدراتها التفاوضية.


صدر عن مركز الإمارات للسياسات، الخميس 8 يونيو 2023، دراسة جديدة للباحث باسم راشد، تتناول نظرة بريطانيا للشرق الأوسط.

جاءت الدراسة بعنوان “ما بعد البريكسِت: السياسة الخارجية البريطانية تجاه منطقة الشرق الأوسط بين الاستمرارية والتغيير”، وتوضح كيف أن لندن تنظر إلى منطقة الشرق الأوسط بصفتها فرصة وتهديدًا في آنٍ واحد.

تزايد حاجة بريطانيا إلى دول الخليج

وفقًا للدراسة، ترى لندن الشرق الأوسط فرصة لأن الروابط التجارية مع دولها قد تدعم الاقتصاد البريطاني بقوة، لا سيما بعد خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة، بينما تراها تهديدًا بفعل ما تمور به المنطقة من صراعات وأزمات ممتدة، ينتُج عنها حالات عدم استقرار وتحديات مختلطة للأمن البريطاني.

اقرأ أيضًا: مركز الإمارات للسياسات يبحث مستقبل أزمة تونس الاقتصادية

تشير الدراسة إلى تزايد حاجة المملكة المتحدة إلى دول الخليج تحديدًا بعد البريكست، وفي أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية وتدهور الأوضاع الاقتصادية الداخلية، ليس فقط لدواع اقتصادية ثنائية، بل أيضًا لأن الاتفاق التجاري المنتظر مع دول الخليج من شأنه تعزيز الوضع التجاري لبريطانيا مع منطقة الإندو-باسيفيك.

ركائز سياسة المملكة المتحدة

تبين الدراسة أن المملكة المتحدة استندت في تحديد توجهات سياستها في المنطقة إلى عدة ركائز أساسية، أهمها الآتي: أولًا، دعم الاستقرار، وتقديم حلول سياسية للصراعات: تدعم بريطانيا إنهاء حالة الفوضى الإقليمية والصراعات المستعصية في المنطقة، بهدف ضمان الاستقرار السياسي والأمني، والحفاظ على مصالح بريطانيا بالمنطقة.

اقرأ أيضًا: مركز الإمارات للسياسات يتناول دخول الصين «حقبة شيخوخة المجتمع»

ثانيًا، مكافحة التهديدات الأمنية المتمثلة في الإرهاب والهجرة غير الشرعية: تظل بريطانيا عضوًّا نشطًا في التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، ونظرًا لامتداد النطاق الزماني للصراعات بالمنطقة، تعمل المملكة المتحدة مع الدول المعنية بالمنطقة وذات النفوذ الإقليمي لتقويض التهديدات الأمنية العابرة للحدود التي تشكل خطرًا كبيرًا على المملكة المتحدة، وتحديدًا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

ثالثًا، تعزيز الشراكات الاقتصادية: تستهدف سياسة لندن الخارجية تعزيز شراكاتها الاقتصادية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط حتى من قبل البريكست.

حماية أمن إسرائيل

رابعًا، حماية أمن إسرائيل: والذي يرتكز على سياسة بريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، سواء قبل البريكست أو بعده، لكن يختلف المدى المرتبط بهذا الالتزام وفقًا لهوية رئيس الوزراء البريطاني، وخلفيته السياسية.

اقرأ أيضًا: «مركز الإمارات» يتناول مستقبل التحوط الصيني بين دول الخليج العربية وإيران

خامسًا، ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًّا: وذلك بهدف حماية أمن إسرائيل من ناحية، وحفاظًا على الاستقرار الإقليمي الأوسع من ناحية أخرى.

وتخلص الدراسة إلى أنه من الممكن توظيف الاحتياج البريطاني المتزايد لتطوير وتنويع اقتصادها لصالح تنمية مصالح دول المنطقة وتقوية قدراتها التفاوضية، والاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي البريطاني لتوفير احتياجات دول المنطقة وتطوير اقتصاداتها.

للإطلاع على الدراسة اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا