هل يوافق أردوغان على انضمام السويد للناتو؟.. محلل سياسي يجيب

هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أنقرة لن تغيّر نهجها تجاه محاولة السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقالت وكالة بلومبرج للأنباء، أمس الأربعاء 14 يونيو 2023، إن أردوغان يبدو أنه لن يسمح بانضمام ستوكهولم قبل قمة الحلف المقبلة في فيلنيوس، ليتوانيا، والمقررة الشهر المقبل. ما سيؤدي لتمديد فترة ضم الدولة الاسكندنافية إلى الناتو.

انضمام السويد للناتو

قال أردوغان، للصحفيين على متن طائرة عائدة من أذربيجان، أول من أمس الثلاثاء، إن ستوكهولم قد لا تكسب دعم بلاده للانضمام للحلف، الشهر المقبل، لأن قانون مكافحة الإرهاب الجديد في السويد فشل في قمع المسلحين الأكراد.

وأضاف “توقعات السويد لا تعني أننا سنلبيها، يجب عليها أولاً  أن تقضي على ما تفعله هذه المنظمة الإرهابية، لأن الوضع في هذه الصورة، لا يُمكن أنقرة من اتباع نهج إيجابي”. في إشارة إلى احتجاجات الأكراد المعادية لتركيا هناك”.

عضوية السويد

وافقت تركيا على انضمام فنلندا في إبريل الماضي، في حين يحث حلفاء الناتو أردوغان على السماح للسويد بأن تحذو نفس الحذو، لكن القضية الكردية نقطة شائكة. وتحارب تركيا منذ فترة طويلة المسلحين الأكراد، لذلك حث الرئيس التركي قوات الأمن السويدية على قمع الجالية الكردية والامتثال الكامل لاتفاق مدريد.

ويرى حلفاء الناتو أن انضمام السويد يمكّن الحلف من السيطرة على بحر البلطيق، ويمنحه اليد العليا في منطقة القطب الشمالي، وكلاهما بوابات استراتيجية لروسيا، التي باتت تمثل الخصم الرئيس للناتو، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

القمع الفاعل

قال إردوغان، وهو يتذكر معركة تركيا ضد المسلحين الأكراد الانفصاليين في جنوب شرق البلاد الوعرة، إن حقوقًا مُنحت بالفعل لقوات الأمن بموجب القوانين والدستور في السويد، “وإذا لم يستخدموا هذه الحقوق، فأين هو كفاح الناتو ضد الإرهاب؟ يجب على الناتو حل هذه المشكلة، وإلا فلن نقول “خير” في فيلنيوس.”

وترى السويد أنه عبر تطبيق قانون الإرهاب الجديد، فبذلك تكون أوفت بجميع التزاماتها بموجب اتفاق مدريد مع تركيا، خاصة أنها باتت تنسّق الجهود ضد الإرهاب والجريمة المنظمة بنحو أوثق مع أنقرة.

خريطة السويد

أردوغان لن يقبل المساومة الأمريكية

قالت بلومبرج إن ضم السويد إلى الناتو من شأنه أن يُبسط التخطيط الدفاعي للتحالف، مشيرة إلى أن الناتو لن يستفيد من الطائرات المقاتلة السويدية والبراعة البحرية والأصول العسكرية الأخرى فحسب، بل سيكون قادرًا أيضًا على نقل القوات أو المعدات بسهولة عبر أراضي الشمال.

وأضافت أن موقف أردوغان “الذي لا يلين” يشير إلى أنه ليس على استعداد للموافقة على انضمام السويد مقابل دعم الكونجرس الأمريكي لشراء تركيا طائرات مقاتلة من طراز F-16. فضلًا عن أن المجر أيضًا ترفض انضمام السويد، لكن من المتوقع أن تتراجع عن هذا الموقف بمجرد أن تغيّر أنقرة رأيها، كما فعلت مع طلب فنلندا.

توظيف السياسة والأمن في الاقتصاد

قال الباحث في الشأن التركي، أحمد حسن، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إن التغييرات الحالية في تركيا بعد الانتخابات تشمل بعض التوجهات الجديدة، ومنها توظيف السياسة والأمن والأيدلوجيا في الاقتصاد، على عكس المرحلة السابقة التي شهدت توظيف الأمن والاقتصاد والأيدلوجيا في السياسة، على حد قوله.

وأوضح أنه ضمن هذا التوجه يعدذ الاقتصاد حاليًّا أولوية كبيرة، بعد تحقيق تركيا الحضور السياسي والأمني والعسكري، وجاهزية هذا النفوذ لتحويله لمخرج اقتصادي، لذلك يحاول أردوغان حاليًّا اتباع سياسة التشدد الأمني والسياسي والأيدلوجي في المقاربات الدولية، مع ترك فرصة مرنة في الجانب الاقتصادي.

الباحث في الشأن التركي أحمد حسن

ملفات سياسية مهمة

لفت المحل السياسي إلى أن أردوغان أعطى الفريق الاقتصادي الجديد صلاحيات الدخول في الملفات الأمنية والعسكرية والسياسة المجمدة او المتعثرة، وهنا يكون دور الفريق الاقتصادي في تيسيرها، مقابل تفاهمات اقتصادية، في حال تعذرت التفاهمات الأمنية والسياسة والعسكرية، على حد تعبيره.

وأضاف أن أحد الملفات المهمة حاليًّا هو انضمام السويد إلى الناتو، بهدف تحسين فرص الفريق الاقتصادي للدخول على خط التسوية،  مشيرًا إلى أن هذا سبب اختيار مستشار المخابرات السابق، هاكان فدان، في وزارة الخارجية، ليتولى إدارة هذه المناقشات، في ظل امتلاكه خلفية أمنية وسياسية وعسكرية كاملة، عن كل ملف منها، معتبرًا هذا عاملًا مهمًا لنجاح هذه الصفقات لاحقًا.

اقرأ أيضًا| السويد قد تسمح لـ«الناتو» بنشر قوات قبل نيل العضوية

اقرأ أيضًا| مناورات الناتو في بحر البلطيق.. رسالة إلى روسيا؟