«آسيا للآسيويين».. نائب شي جين بينج يدعو دول القارة للتعاون الأمني

قال تشاو لي جي، وهو أحد كبار مساعدي الرئيس الصيني شي جين بينج، إن آسيا يجب أن تتولى أمنها بنفسها، وألا تسمح لنفسها بالتحول إلى “ساحة للتنافس الجيوسياسي”.

وتأتي تصريحات مساعد شي وهو أيضًا عضو  في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية كـ”توبيخ مُبطن” لمساعي الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها في آسيا، وفقًا لمقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، 28 مارس 2024.

العمل الآسيوي المشترك

بحسب الصحيفة البريطانية، دعا عضو اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول في الصين، منتدى بوآو الآسيوي إلى تعزيز العلاقات التجارية في المنطقة لبناء “سوق إقليمية مشتركة”، لافتًا إلى أن آسيا هي بالفعل مصدر كبير للنمو الاقتصادي في العالم”.

وقال تشاو لي جي، وهو أيضًا رئيس البرلمان الصيني: “يتعين علينا أن نعمل بشكل مشترك على الحفاظ على الأمن في آسيا”، “يجب علينا أن نبقي في أيدينا دائمًا مستقبل السلام والأمن الدائمين في آسيا”.

رفض الهيمنة الأمريكية

من جانبها، طالما اعترضت الصين على ما تسميه “الهيمنة الأمريكية” في المنطقة، خاصة في السنوات الأخيرة مع تزايد التوترات بشأن مطالبات بكين الإقليمية بتايوان ومعظم بحر الصين الجنوبي.

وعلى مدار سنوات، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تعزيز التحالفات في المنطقة مع اليابان والفلبين وأستراليا، مع التودد أيضًا إلى الهند، وهي تحالفات تراها بكين تهديدًا مباشرًا. 

مبادرة بكين

في عام 2022، طرح الزعيم الصيني شي جين بينج، مبادرة الأمن العالمي، وتصف الصحيفة الغربية المبادرة بأنها مجموعة غامضة من المفاهيم التي تدعو إلى حل الصراعات من خلال الحوار، وتشير “فايننشال تايمز” هنا إلى أن “المحللين يعتقدون أنها تهدف في نهاية المطاف إلى تقليص دور أمريكا في الدفاع العالمي، وخاصة في آسيا”.

وفي المؤتمر سعى تشاو إلى تصوير المبادرة العالمية باعتبارها إطارًا للسلام العالمي، وأشار ضمنًا إلى أن المصدر الرئيس لعدم الاستقرار هو الولايات المتحدة، ويقول منتقدو الصين إنه رغم إطلاق المبادرة، فإن الصين ليس لديها سجل يذكر في حل النزاعات بنجاح.

آسيا للآسيويين

قال تشاو: “في مواجهة الأصوات المُطالبة بالصدام والمواجهة، من الضروري أن تمنع الدول الآسيوية هذه المنطقة والعالم من أن يصبحا ساحة للتنافسات الجيوسياسية”.

وبحسب الصحيفة البريطانية، تعكس تعليقات تشاو مبدأ شي القديم “آسيا للآسيويين”، ولكنها تأتي بعد يوم واحد فقط من اجتماع بين الرئيس والمديرين التنفيذيين الأمريكيين في قاعة الشعب الكبرى في بكين، والذي سعى فيه إلى طمأنتهم بأن الصين تريد علاقات تعاون مع الولايات المتحدة.