الولايات المتحدة تعتزم إرسال حاملات طائرات لـ«باسيفيك».. لماذا؟

رسالة طمأنة أمريكية للحلفاء قد تشعل حربًا من الخصوم.. الباسفيك على «صفيح ساخن»

محمد النحاس

الانطباع السائد في غيرها من العواصم الصديقة لواشنطن، والمعادية لها، بأن الولايات المتحدة باتت مثقلة بالأعباء وتحاول الاضطلاع بمهام كثيرة، في ذات التوقيت.


تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية، نشر ما يقرب من نصف حاملات الطائرات لديها في المحيط الهادئ خلال الأسابيع القادمة.

وبحسب ما نشرت صحيفة “ساوث شاينا” منتصف فبراير الماضي، فمن المرجح نشر 5 حاملات طائرات من أصل 11 في نفس المنطقة، في تركيز كبير لقوّة البحرية الأمريكية بالمنطقة، وهو ما يمكن اعتباره رسائل إلى كوريا الشماليّة والصين.

استعراضات أمريكية للقوة

حرصت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إجراء المزيد من “استعراضات القوّة” في شرق آسيا خلال العام الماضي، الذي اندلعت فيه حرب غزة، بهدف طمأنة الحلفاء الآسيويين بأن الولايات المتحدة لم تنساهم، ناهيك عن الأهميّة التي توليها واشنطن لمنطقة الباسفيك إجمالاً.

الخطوات الأمريكية، لم تمر مرور الكرام، فقد ردت كوريا الشمالية على عمليات انتشار البحرية الأمريكية، مع كوريا الجنوبية بإجراء اختبارات صاروخية إضافية والمزيد من تصعيد لهجة الخطابات، وفق ما ذكر تحليل لمجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، نشرته 20 مارس 2024.

وفي حين يُفترض أن نشر حاملات الطائرات هذا يهدف إلى الإشارة إلى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الإقليميين، إلا أن الخطوة يمكن أن تشجع بسهولة الصين وكوريا الشمالية على الانخراط في استعراضات مضادة للقوّة.

النهج العسكري

كما أن النهج الأمريكي، يبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة تفضل النهج العسكري، بدلاً عن السبل الدبلوماسية والآليات الاقتصادية.

ويفسر التحليل، مسعى نشر حاملات الطائرات بشكل مكثّف في المنطقة، بأنه على مدار الأشهر الماضية، كان الاهتمام الأمريكي موجهًا صوب الحرب في غزة، والتوترات المرتبطة بها -والتي تلتها- لذلك تريد واشنطن تعويض “الاستثمار المفرط” في الشرق الأوسط.

صدام محتمل

يعتقد التحليل أن استعراض القوّة في منطقة الباسفيك الآسيوي قد يُرضي بعض الحكومات الحليفة للولايات المتحدة، إلا أنه يعزز الانطباع السائد في غيرها من العواصم الصديقة لواشنطن، والمعادية لها، بأن الولايات المتحدة باتت مثقلة بالأعباء وتحاول الاضطلاع بمهام كثيرة، في ذات التوقيت.

لا تقف مشكلات النهج العسكري في استعراض القوة عند هذا الحد، ففي حين قد يسهم في طمأنة حلفاء واشنطن الآسيويين، إلا أنه لا يساعد في تحقيق التوازن من خلال إعطاء الخصوم ضمانات بشأن النوايا الأمريكية، ما يزيد من احتمالات وقوع صدام غير مقصود”، وفق التحليل. وإذا ما نظر أي خصم للخطوات الأمريكية كـ “تهديد مباشر” فبدلاً من أن يقود ذلك إلى ردعه، فإنه قد يدفعه للقيام بإجراء هجومي استباقي من أجل حماية مصالحه. 

نهج بديل

خلال العام الماضي، جاء رد فعل كوريا الشمالية عنيفًا إزاء إرسال حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريجان إلى بوسان، لذا فمن المحتمل للغاية، أن نتوقع رداً أكثر حدة إذا كانت هناك عدة حاملات طائرات في المنطقة المجاورة لها. ونظراً “للخطاب العدائي” الذي صدر بالفعل من بيونج يانج في الأشهر القليلة الماضية، فلن يستغرق الأمر الكثير قبل أن تبدأ مواجهة جديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حسب تقدير المجلة الأمريكية.

ويرى التحليل أن الولايات المتحدة ليس بإمكانها أن تتحمل أزمة جديدة في شرق آسيا، إلى جانب الصراعات الأخرى المنخرطة فيها، مشددًا على أنّ النهج العسكري الذي تنتهجه الولايات المتحدة في التعامل مع المنطقة ليس السبيل الأمثل لتجنب هذه الأزمة.

وختامًا يؤكد التحليل أن إذا ما أرادت الولايات المتحدة تجنّب صراعات جديدة شرق آسيا، يتعين عليها فهم كيف يفكر خصومها، و إمدادهم بضمانات ذات مصداقية.

ربما يعجبك أيضا