قالت دراسة جديدة إن الولايات المتحدة على حافة تحول ديموغرافي كبير، وبحلول عام 2100، من المتوقع أن يشهد ما يقرب من نصف مدنها البالغ عددها 30 ألف مدينة انخفاضًا في عدد السكان.
وأفادت بأن هذا الاتجاه، المعروف باسم “الهجرة السكانية“، يمثل تناقضًا صارخًا مع النمو الحضري الصاخب في الماضي ويطرح تحديات عديدة للبنية التحتية والخدمات في المدينة.
انخفاض حاد
أوضح موقع Study Finds أن فريقًا من باحثي جامعة إلينوي الأمريكية أجرى دراسة صنفت المدن الأمريكية إلى 3 مجموعات بناء على الاتجاهات السكانية من عام 2000 إلى عام 2020، مشيرة إلى أن 43% منها يتراجع عدد سكانها، و40% تكسب مزيدًا من السكان، و17% تظهر اتجاهات متقلبة.
وأضاف، في تقرير نشره السبت 20 يناير 2024، أن الدراسة كشفت عن أن المدن ذات الكثافة السكانية المتزايدة تميل إلى انخفاض الكثافة السكانية، ما يشير إلى التحول إلى مناطق أقل كثافة سكانية أو أحدث، ما يتسبب في إحداث زحف عمراني.
عوامل مختلفة
ذكرت الدراسة أن التوقعات المستقبلية حتى عام 2100، مع الأخذ في الاعتبار سيناريوهات تغير المناخ المختلفة، رسمت صورة مثيرة للقلق، فمن المرجح أن تشهد أكثر من نصف المدن الأمريكية انخفاضًا في عدد السكان، متأثرةً بعوامل مثل التحضر، ومستوى الدخل، وملكية المركبات.
وأضافت الدراسة، التي نشرتها مجلة (Nature Cities)، أن هذه العوامل تختلف إقليميًا، فعلى سبيل المثال، المدن في الشمال الشرقي والغرب الأوسط ذات الكثافة السكانية الأعلى تكون أكثر عرضة لانخفاض السكان، في حين من المرجح أن تنمو مناطق الضواحي وشبه الحضرية في الجنوب والغرب.
عواقب عميقة
قال مؤلفو الدراسة إن المدن ستواجه تحديات في الحفاظ على البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء والنقل العام، ما يلزمه تحول نموذجي في التخطيط الحضري وصنع السياسات، والانتقال من الاستراتيجيات القائمة على النمو إلى أساليب أكثر قابلية للتكيف واستدامة.
وأضاف فريق البحث أن معالجة مشكلة هجرة السكان تتطلب حلولًا مصممة خصيصًا تأخذ في الاعتبار السياقات المحلية واحتياجات المجتمع المحددة، ما يدفع عملية التخطيط والهندسة الحضرية إلى تبني القدرة على التكيف والنمطية وتعدد الوظائف لاستيعاب هذه التحولات الديموغرافية.
ووفقًا للدراسة، فإن الهجرة الدولية يمكن أن توفر حلًا محتملًا لمشكلة هجرة السكان، ووجدت الدراسة علاقة إيجابية بين السكان المهاجرين في المناطق الإحصائية الحضرية (MSAs) ونمو المجتمعات الإسبانية/ اللاتينية والآسيوية في المدن داخل تلك المناطق الإحصائية الحضرية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1738503