أبرز ما جاء في تصريحات بوتين خلال لقائه مع كارلسون

الحرب والاقتصاد والغرب.. أبرز تصريحات بوتين مع كارلسون

محمد النحاس

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال المقابلة إن روسيا ستناضل من أجل مصالحها، ومن المستحيل هزيمتها في أوكرانيا، لافتاً إلى أن "الحرب ستنتهي في غضون أسابيع قليلة إذا توقفت واشنطن عن إمداد كييف بالأسلحة".


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة بثت يوم الخميس 8 فبراير 2024، إن روسيا ستقاتل من أجل مصالحها “حتى النهاية”، لكنها ليست مهتمة بتوسيع حربها في أوكرانيا إلى دول أخرى مثل بولندا ولاتفيا.

وجاء ذلك خلال مقابلة، هي الأولى من نوعها منذ أكتوبر 2021 مع صحفي أمريكي، أجراها سيد الكرملين مع الصحفي والمذيع الأمريكي البارز تاكر كارلسون، صاحب الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة، والمعروف بانتقاده دعم بلاده لأوكرانيا. 

الحرب في أوكرانيا

عاصفة من الجدل، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في الغرب بسبب لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، (الداعم لترامب)، وتصدر اللقاء الذي امتد لـ120 دقيقة مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت غضب الإعلام الغربي.

عن الحرب في أوكرانيا، قال بوتين: “لم نحقق أهدافنا بعد لأن أحد الأهداف هو إزالة النازية، وهذا يعني حظر جميع الحركات النازية الجديدة”، ويصر الرئيس الروسي على وصف المجموعات القومية الأوكرانية بهذه الصفة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اللقاء المنشور 8 فبراير 2024، إن روسيا وأوكرانيا ستتوصلان إلى اتفاق عاجلًا أم آجلًا، العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا، وذلك إشارة منه إلى قرب انتهاء سيطرة الولايات المتحدة على العالم.

توسع الناتو وإرسال قوات إلى أوروبا

عن إمكانية حدوث سيناريو يجري فيه إرسال قوات روسية إلى بولندا، أجاب الرئيس الروسي: “فقط في حالة واحدة، إذا هاجمت بولندا روسيا. لماذا؟ لأننا ليس لدينا مصلحة في بولندا أو لاتفيا أو أي مكان آخر، لماذا نفعل ذلك؟ ببساطة ليس لدينا أي مصلحة”.

وأردف في حديثه عن توسع الناتو: الأمريكيون تعهدوا بعدم توسع الناتو شرقا، لكن التوسع حدث 5 مرات، والناتو لديه خيارات الاعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي الجديدة، وروسيا مستعدة لتزويد أوروبا بالغاز عبر أنبوب السيل الشمالي-2 ولكن ألمانيا لا تريد.

وفي وقتٍ سابق، ذكر الكرملين إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون لأن النهج الذي يتبعه مذيع “فوكس نيوز” السابق يختلف عن التغطية “أحادية الجانب” للصراع في أوكرانيا التي تتبعها العديد من وسائل الإعلام الغربية.

ما إمكانية هزيمة روسيا؟

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال المقابلة إن روسيا ستناضل من أجل مصالحها، ومن المستحيل هزيمتها في أوكرانيا، لافتًا إلى أن “الحرب ستنتهي في غضون أسابيع قليلة إذا توقفت واشنطن عن إمداد كييف بالأسلحة.. والغرب يخشى الصين أكثر من روسيا”.

وأردف الرئيس الروسي: كان هناك صيحات وأصوات تدعو إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة.. لكن الآن يبدو أنهم يدركون أن هذا أمر صعب تحقيقه، بل إنه مستحيل.. هذا الأمر مستحيل بحكم التعريف.. هذا لن يحدث أبدًا.. ويبدو لي أن من هم في السلطة في الغرب يدركون الآن ذلك أيضًا”.

وقال بوتين: “هذه التعبئة في أوكرانيا، هذه الهيستيريا، والمشكلات الداخلية، ستؤدي عاجلًا أم آجلًا إلى اتفاق.. يبدو هذا غريبًا نظرًا إلى الوضع الحالي، ولكن العلاقات بين الشعبين سيعاد بناؤها على أي حال، سيستغرق الأمر كثيرًا من الوقت، لكن العلاقات ستتعافى”.

نشأة أوكرانيا

رأى بوتين أن للولايات المتحدة “مشكلات عدة، على الحدود، وقضايا الهجرة، وقضايا الدين”، مضيفًا: “أليس من الأفضل التفاوض مع روسيا؟ وعقد اتفاق”.

ورداً على سؤال كارلسون عن ما إذا كان حلف شمال الأطلسي قد يقبل سيطرة روسيا على أجزاء من أوكرانيا، قال بوتين “دعوهم يفكرون في كيفية القيام بذلك بكرامة، هناك خيارات إذا كانت هناك إرادة”، وعن نشأة أوكرانيا، قال بوتين إن أوكرانيا كيان مصطنع تأسس في حقبة ستالين، وتم إنشاؤها بناء على رغبة ستالين ولم تكن موجودة قبل عام 1922، ومعنى الأوكرانيين في اللغة الروسية هو الناس الذين يعيشون على الأطراف.

وقالت رئيسة مكتب سي إن إن السابقة في موسكو، جيل دوغيرتي: “لقد نجح بوتين في استفزاز تاكر كارلسون.. كنت أتوقع العكس. لقد توقعت الكثير من الطاقة من كارلسون، ولم يطرح أبدًا الأسئلة التي قد يتعين عليك طرحها، خاصة فيما يتعلق بالحرب… هناك العديد من الأسئلة التي كان من الممكن طرحها ولم يتم طرحها أبدًا”.

غضب في وسائل الإعلام الغربي

ونقلت “آر تي” الروسية ردود فعل الإعلام الغربي، وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إنه على مدى المقابلة التي استمرت أكثر من ساعتين، امتنع مقدم “فوكس نيوز” السابق عن “تحدي النظام الاستبدادي الروسي”، معتبرة أنه “من المؤكد أن أولئك الذين يتوقعون مواجهة قوية سيكونون قد خرجوا بخيبة أمل شديدة بسبب المقابلة الطويلة والمتعثرة، والتي بدا فيها تاكر نفسه ضائعًا في بعض الأحيان”.

ولفتت إلى أنه “بدلًا من الضغط على بوتين بشأن العديد من المواضيع المطروحة، سمح كارلسون (لبوتين) بمجال حر للتلاعب بالجمهور وإخبار نسخته من التاريخ، بغض النظر عن مدى خداعها، وظهر بوتين وهو يعلم كارلسون الأحداث التاريخية، بينما كان المضيف ينظر إليه في حيرة”.

وأردفت: “بعبارة أكثر وضوحا، قدم كارلسون لبوتين منصة لنشر دعايته إلى جمهور عالمي مع القليل من التدقيق في ادعاءاته”، مشددة على أن المقابلة كانت “انتصارا دعائيا هائلا لبوتين… وإذا كان هناك أي شك في أن بوتين لم ينظر إلى اللقاء مع كارلسون باعتباره فوزا كبيرا”.

ومن جانبها، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن بوتين في “المقابلة المشتتة بالكاد سمح لتاكر كارلسون بالحصول على كلمة”، مشيرة إلى أن “الرئيس الروسي الذي أمضى أول 30 دقيقة من مقابلته التي استمرت ساعتين وهو يلقي خطبة تاريخية رجعية بشأن الأساطير المؤسسة لروسيا وأوكرانيا، وتفكك الاتحاد السوفييتي وتوسع حلف شمال الأطلسي”.

ربما يعجبك أيضا