نجوم «القضية 404» يروون لـ«رؤية» كواليس أول عمل درامي أبطاله من ذوي الهمم

رؤية

في تجربة هي الأولى من نوعها في العالم العربي يشارك مجموعة من ذوي الهمم في عرض مشكلاتهم والتحديات التي يقابلونها يوميًّا في مسلسل "القضية 404"، ليكون بذلك أول مسلسل عربي أبطاله من ذوي الاحتياجات الخاصة.


من التنمر والتحرش إلى الحب والرومانسية، يعرض مسلسل “القضية 404” تفاصيل عالم ذوي الهمم، والصعوبات التي يواجهونها يوميًّا، وذلك في أول عمل درامي في الوطن العربي أبطاله من ذوي الاحتياجات الخاصة

اعتادت الدراما العربية على تقديم مشكلات ذوي الهمم من خلال ممثلين منهم من برع في تجسيد الشخصية التي قدمها وآخرون فشلوا في الإمساك بخيوطها جيدًا، لكن في القضية 404 فأصحاب الهمم هم أبطال قصتهم.

مسلسل القضية 404

يقدم رامز عباس، سيناريست المسلسل، العمل الدرامي الذي يهدف من خلاله زيادة التوعية بعالم ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف يمكن أن يساعد دمجهم في المجتمع في خلق قدرات إبداعية جديدة وتنمية قدراتهم الخاصة واستغلالها بمشاركة 25 شخصًا من ذوي الهمم في بطولة المسلسل الرمضاني.

الخطأ 404 هو أحد الرسائل التي تظهر عبر صفحات الإنترنت والتي تشير إلى عدم إمكانية وصول الخادم إلى الصفحة المطلوبة، وهو ما اعتبره صناع القضية 404 يعكس رسالتهم، يوضح سيناريست المسلسل أن  اختيار الاسم يوضح رسالتهم بأن عدم منح ذوي الهمم والقدرات الخاصة الاهتمام الكافي يعطل تقدمهم في مناحي الحياة كافة.

رامز عباس.. أول سيناريست أصم ناطق في الوطن العربي

لم تمنع التحديات عباس من استكمال كتابة مسلسله الذي يحكي معاناة ذوي الهمم، في 15 حلقة، فهو واحد منهم، ربما فقد حاسة السمع لكنه لم يفقد البراعة في قراءة الشفاه والتحدث بلباقة شديدة، وكذلك الإصرار والأمل لكتابة مسلسله الدرامي بأقل الإمكانيات المتاحة.

رامز عباس

وعن التحديات التي قابلت صناع العمل قال: “لم يكن معنا أي دعم، وكنت أكتب حلقات المسلسل على هاتفي الشخصي لعدم توافر بدائل لذلك، ولكني كنت على ثقة بأننا سنستكمل مشروعنا، فالقضية 404 ليس مجرد عمل درامي، وإنما هو نافذة تترجم ما نعاني منه يوميًّا في حياتنا كمجموعة من ذوي الهمم”.

اختيار نجوم القضية 404

يكشف سيناريست “القضية 404” عن اختيار نجوم المسلسل بعد تأسيس مشروع حلم، وهو مشروع لاكتشاف المواهب في المحافظات قائلًا: “بعد المشروع كان من أهم أحلامنا عمل أول مسلسل لذوي الهمم في الوطن العربي، وبدأنا في كل الخطوات إلى أن نجحنا في ذلك، ورسالتنا هي دمج وتمكين ذوي الهمم في كل المجالات، وأن يفرض الشخص صاحب الاحتياجات الخاصة نفسه بما يمتلكه من مهارات”.

وحرص صناع المسلسل على أن يكون أبطاله من ذوي الهمم وليس مجرد ممثلين يؤدون الدور فقط، فصاحب المشكلة هو الأقدر على توصيل معاناته.

أميرة سعيد.. الصوت الناعم الذي نسج معاناة ذوي الهمم

بصوت ناعم، اعتبر أبطال المسلسل أنه الأقدر على توصيل رسالتهم ومعاناتهم، تأخذك أميرة سعيد إلى أحداث المسلسل بتتر غنائي شاركها فيه الفنان علي الألفي، لتبدأ بعد ذلك أحداث المسلسل الرمضاني التي تشارك فيها “أميرة” بدور فتاة من ذوي الهمم تواجه المصاعب من أجل تحقيق حلمها.

لم يبتعد دور “أميرة” عن أحداث حياتها الحقيقية، فنقلت الفنانة الشابة معاناتها كأحد قصار القامة على الشاشة بنفس السلاسة التي ترجمت بها معاناة زملائها من ذوي الهمم في التتر الغنائي للمسلسل.

أميرة سعيد

تقول نجمة مسلسل القضية 404: “دوري في المسلسل يركز على ضرورة أن يتمسك الإنسان بحلمه، أنا في الحقيقة واجهت الكثير من التنمر والرفض، وفي بعض الأوقات سيطر عليّ اليأس لكن قررت عدم الاستسلام… إذا آمن الإنسان بنفسه وبما يعمله سيسخر الله له من البشر من يساعده، وهو ما حدث معي بالفعل.. أما في ما يخص التتر فهو يؤثر في بنحو شخصي لأنه يحكي معاناة ذوي الهمم، وأنا منهم”.

شريف التركي والتجربة الملهمة

يقدم الفنان شريف التركي في المسلسل دور والد لابنة من قصار القامة، وكيف يدعمها في مواجهة التحديات والصعوبات والرفض المجتمعي، ويقول “لم أكن أعلم أي شيء عن عالم ذوي الهمم/ والمسلسل جعلني أقترب من هذا العالم لأجد أمامي ملائكة، رأيت أطفالًا لهم حقوق والتزامات، وأشخاصًا قادرين على خلق الفرص من قلب الصعاب.. تعلمت منهم أمورًا لم يخطر ببالي يومًا أن أتعلمها”.

شريف التركي

ويشير إلى الصعاب والتحديات التي واجهت المسلسل قائلًا: “المسلسل أثبت أننا نستطيع عمل المستحيل، بدأنا بإمكانيات صفر، وكنا نعاني أيام التصوير من نقص الإمكانيات، ورغم كل هذه التحديات نجحنا في الخروج بالمسلسل في أفضل صورة له”.

الفن أسرع من القوانين

ليست هذه المرة الأولى التي يقف فيها الفنان شريف التركي أمام الكاميرا، فقد شارك الفنان الشاب في عدد من الأعمال الدرامية منها مسلسل الاختيار2، ولكن تجربة القضية 404 كان لها مذاقها الخاص بالنسبة له.

ويوضح أن تجربة مسلسل “القضية 404” نافذة لرؤية عالم ذوي الهمم بعيونهم لا بعيون المجتمع، وأن “أكثر تجربة فنية استفدت منها هي تجربة القضية 404، فلأول مرة نجد أنفسنا أمام عمل فني يقدم فيه ذوي الهمم معاناتهم بأنفسهم، وهو ما سيكون له انعكاساته، فالفن أسرع من السياسة والقوانين.. عندما نسلط الضوء على أمر ما بإخلاص من المؤكد أن رسالته ستصل مثلما نريد”.

ويشير التركي إلى أن التمثيل والأعمال الفنية بنحو عام تعكس صورة تجميلية للواقع، إلا أن ما حدث في القضية 404 هو نقل واقع ذوي الهمم كما هو، ولكن دون استعطاف، فأصحاب القضية هم من جسدوها بحِرفية وصدق على الشاشة لنقل معاناتهم دون مبالغة أو تجميل.

كواليس مسلسل القضية 404

خلف الكواليس عاش نجوم مسلسل “القضية 404” الكثير من التفاصيل، فكان موقع التصوير بمثابة ساحة آمنة دمجت بين أبطال المسلسل من ذوي الهمم والأشخاص الطبيعيين، وتكشف أحد أبطال المسلسل الرمضاني، الدكتورة نجوان أحمد، أن النجوم عاشوا الكثير من التفاصيل التي أبرزت الملامح الدقيقة لعالم ذوي الهمم وحياتهم.

وأضافت: “عندما بدأن العمل في تصوير المسلسل لم يكن هدفنا الربح، الكل كان حريصًا على نقل صوت ذوي الهمم، وعلى التعبير عن ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع وتجنب تهميشهم، فهؤلاء الأشخاص لديهم قدرات خاصة تمكنهم من الإبداع في مجالات كثيرة”.

هشام عبدالسلام.. عندما يصنع التوحد بطلًا

بمواهب كثيرة حقق هشام عبدالسلام الكثير من النجاحات في حياته، فهو يمارس رياضته المفضلة، الكاراتيه، وتوج فيها بطلًا للجمهورية بالمركز الثاني، بكل براعة، ويحرص على استكمال دراسته في كلية التجارة بكل إتقان، وكان التمثيل بوابته لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في الواقع، ويتمنى أن يجسد على الشاشة ما لم يستطع تحقيقه في الحقيقة.

هشام له حضوره الخاص، وحماسه الملهم للمحيطين به، وهو ما كان دافعًا قويًّا لصناع المسلسل لاختياره ضمن فريق عمل “القضية 404″، فقدم هشام دور شخص يعاني من اضطراب التوحد، ويواجه الكثير من الأزمات والتحديات من المجتمع. وهو ما لم يختلف كثيرًا عن معاناته اليومية، فتمنى هشام أن يتدرب كمحاسب، ولكن رفضته بنوك كونه ملازم لاضطراب التوحد.

يقول هشام: “أنا أمتلك الكثير من المهارات ولديّ أحلام أسعى لتحقيقها، والمسلسل جاء كفرصة لي لتعريف المجتمع بالتوحد وعالم المتوحدين. العالم ينقصه وعي بقضايانا وقضايا ذوي الهمم، وأتمنى أن يكون المسلسل خطوة لزيادة وعي الناس لنتخلص من التنمر والصعوبات والرفض”.

ربما يعجبك أيضا