“أردوغان” لم ينل من الكعكة السورية سوى “الفتات”!

يوسف بنده

رؤية
ذهبت آمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -التي علقها حول القمة الثلاثية بين بلاده وكل من موسكو وطهران- أدراج الرياح، وفشل أردوغان في الوصول لحل يحفظ له ماء وجهه، سواء فيما يتعلق بإدلب أو بالمناطق السورية التي تسيطر عليها أنقرة بحجة محاصرة نشاط الأكراد وتأمين الحدود.

في الوقت الذي دعا فيه أردوغان إلى وقف إطلاق النار في إدلب محذرًا من أن مهاجمة المتشددين قد تؤدي إلى مذبحة؛ أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحكومة السورية يجب أن تستعيد السيطرة على كافة أراضي البلاد.

صفعة قوية إضافية وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأردوغان عندما قال: إن موسكو تعارض هي الأخرى أي هدنة مع “الجماعات الإرهابية”، مطالبًا أردوغان بتفكيك أسلحة هذه الجماعات خلال مهلة محددة، والتشديد على استعادة النظام السوري لسيطرته على المحافظة.

لقد حرص بوتين على إظهار أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الملف السوري، في الوقت الذي سعى فيه أردوغان لتلميع صورته، وإظهار دور تركيا في صورة “المؤثر” .

وأحبطت طهران -التي تريد التمركز في سوريا، وترى في نتائج معركة إدلب طوقًا للنجاة من السياسة الأمريكية في المنطقة- طموحات أردوغان الذي سعى جاهدًا لنيل نصيبه من الكعكة السورية إلا أنه لم ينل سوى “الفتات”، بعد أن رضخ للأمر الواقع وهو نيل إيران للحصة الأكبر.

وتخشى أنقرة التي تدعم قوات المعارضة ضد قوات النظام، من تدفق اللاجئين الفارين من أي عمل عسكري قد يثير اضطرابات في المناطق، التي تسيطر عليها في سوريا.

الحفاظ على الوضع كما هو أظهر نوايا أردوغان في حماية الآلاف من المقاتلين الأجانب، وأضحى في وضع المتهم بتعطيل الحل في إدلب

ويرى مراقبون، أن انهيار رهان الرئيس التركي على القمة الثلاثية يجعله أمام خيارات محدودة، منها: الرضوخ طوعًا للضغوط الأمريكية، والتجاوب مع الطلبات بإطلاق سراح القس آندرو برانسون المحتجر في أنقرة.

وتعد تركيا وإيران وروسيا الأطراف الخارجية الرئيسة في الحرب السورية، لكن لكل دولة مصالحها الخاصة في الحرب السورية القائمة منذ سنوات.  

وتريد إيران أن يبقى لها موطئ قدم في البلد الواقع على البحر المتوسط، الذي يجاور إسرائيل ولبنان، أما روسيا فتريد الحفاظ على حضورها الإقليمي لملء الفراغ الذي خلفه تردد واشنطن حول ما تريده من النزاع.

وقد فشلت قمة طهران في رأب الصدع بين تركيا وروسيا حول “إدلب”، بعد أن ناور أردوغان لكسب الوقت في سياق لعبة المساومات مع موسكو وواشنطن.

فلم تحقق القمة خرقا لتسوية معضلة إدلب السورية، ويرى مراقبون أنه من الصعب التكهن بخطوات موسكو المقبلة وما إذا كانت ستساير أنقرة في إمهالها المزيد من الوقت للتعامل مع المتشددين في المحافظة، أم أنها ستقدم على شن عمل عسكري دون موافقة أنقرة.

وعلى الرغم من البيان الختامي الذي بدا إيجابيًا إلا أن تصريحات الرؤساء في القمة أظهرت حجم الهوة بين الأطراف الثلاثة حول كيفية معالجة الوضع في إدلب.

ويقول مراقبون: إن آخر محطات الأزمة السورية ستكون باتفاق بين هذه الأطراف بشأن شمال سوريا، الأمر الذي سيؤدي إلى تقسيم النفوذ وإنهاء الحرب على الطريقة الروسية الإيرانية بما يخدم بقاء الأسد في السلطة، ولن يكون من نصيب تركيا سوى “الفتات”.

ربما يعجبك أيضا