أزمة «بنج» وجراحات مؤجلة تهدد القطاع الصحي اللبناني المتأزم

رؤيـة

بيروت – يُعد التقنين، مصطلح للتوفير، يستخدم في الاستهلاك الوطني لسلعة ما، لكنه وصل إلى العمليات الجراحية في لبنان، ليعبر عن الحالة المأساوية الصحية في البلاد.

وتعاني مستشفيات لبنان من نقص في نوعين هامين من البنج المخدر، وهما “بروكوفولد” و”أزميرونا”، أولم تستطع حتى توفير بديل عنهما، بسبب النقص الحاد بالأدوية الذي تشهده البلاد، والذي وصل إلى العمليات الجراحية في المستشفيات اللبنانية كما في كل القطاعات، بحسب شبكة “سكاي نيوز عربية”.

وأكّد مصرف لبنان في بيان أن المبالغ التي تمّ تحويلها إلى المصارف لحساب شركات استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الرضع والمواد الأولية للصناعة الدوائية، من بداية العام وحتى الآن، تعادل 485 مليون دولار، ويضاف إليها الملفات المرسلة إلى مصرف لبنان وتساوي 535 مليونا.

وأوضح المصرف المركزي أن منذ بدء العمل بآلية الموافقة المسبقة تسلم 719 طلبا، بقيمة 290 مليون دولارا أميركيا ليصبح إجمالي الفواتير يساوي 1.3 مليار دولار.

وبناء عليه، طلب مصرف لبنان من السلطات المعنية كافة إيجاد الحل المناسب لهذه المعضلة الإنسانية والمالية المتفاقمة، خاصة وأن الأدوية وباقي المستلزمات الطبية معظمها مفقود في الصيدليات والمستشفيات، وقد أفاد وزير الصحة بشكل صريح وعلني أن هذه الأدوية متوفرة في مخازن المستوردين.

وقال نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، في اتصال مع سكاي نيوز عربية: “إن لم تحل معضلة تأمين الأدوية، ومن ضمنها البنج سريعا، فالكمية المتوفرة منه في المستشفيات وعند الوكيل تكاد تكفي لمدة 15 يوما ليس أكثر”.

وحذر هارون من صعوبة الوضع وكشف “أن بعض المستشفيات عمدت الى تأجيل عمليات المرضى ومنها عمليات هامة بسبب النقص في أدوية البنج”.

ونبّه النقيب” من عجز المستشفيات نفسها عن مساعدة بعضها بعضا بسبب نقص الكمية الباقية لديها”.

وقال: ” المشكلة في تفاقم مستمر يوما بعد يوم، والوضع في غاية الخطورة، وعلى الجهات المعنية الإسراع لإيجاد حلول لهذه المشكلة”.

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في مؤتمر صحفي عقد صباح الخميس، إن مشكلة الشح في الأدوية ليست عند الوزارة بل تتوزع المسؤولية بسبب الأزمة المالية بين مصرف لبنان والشركات”.

وأضاف: ” 50 في المئة من الأدوية المفقودة موجودة في المستودعات لكن المستوردين يحتاجون إلى وعد مالي من المصرف المركزي قبل تسليمها”.

وعلّق رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لسكاي نيوز عربية مباشرة بعد صدور بيان المصرف المركزي عن الوضع فقال: ” تفاقمت المشكلة ووصلت إلى هذا الحد، لذلك أدعو رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب سريعا إلى عقد اجتماع طارئ بحضور كافة الأطراف”.

ربما يعجبك أيضا