أزمة تشكيل الحكومة.. حرب نفوذ حقيقية في لبنان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تتواصل اللقاءات بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بهدف تشكيل الحكومة.. ورغم حالة التفاؤل التي أبداها رئيس الوزراء المكلف في وقت سابق وتأكيده بأن مهلة ​تشكيل الحكومة​ ليست مفتوحة، إلا أنه عاد ليقر في الوقت نفسه ببطء وتيرة تشكيلها.

حرب نفوذ حقيقية

E9Fx 55XEAc

هناك عثرات حقيقية رئيسية لا يمكن لميقاتي تجاوزها، إلا إذا قرر التنازل عن كل الثوابت التي التزم بها لدى ترشيحه ودعمه من قبل نادي رؤساء الحكومة السابقين. لذلك تبدو «العقدة» التي يضعها ميشال عون قاسية جدا، فهو يريد أن يمسك بالقرار السياسي في السلطة التنفيذية وهو غير مستعد لتسليم السلطة التنفيذية لطبقة سياسية يعتبرها على خصومة معه خاصة وهو مقبل على الأيام الأخيرة من ولايته.

ميقاتي إذن إما أن يسلم بشروط عون، وإلا فعلى اللبنانيون ألا ينتظروا تشكيل حكومة على الأقل في المدى القريب. فلبنان أمام حرب نفوذ حقيقية وتمهيد للمرحلة المقبلة حيث الانتخابات البرلمانية والاستحقاق الرئاسي المقبل.

لذلك يتوقع محللون تأخر تشكيل الحكومة على عكس المعلن سواء من ميقاتي أو عون، فيما يرجح البعض الفشل بتشكيل حكومة من الأساس، وبالتالي عدم إجراء الانتخابات النيابية وهو ما يدفع عون إلى اعتبار المجلس فاقدا للشرعية ويبقى عون ممسكا بزمام الحكم من قصر بعبدا.

حقيقة انقلاب ميقاتي

في اللحظات الأخيرة أدخل جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون أحد الأسماء مطالبا دخوله ضمن التشكيل الوزاري وهو متورّط بملفّ فساد وهدر قيمته ٤٠ مليون دولار وملفّه موجود كاملا لدى النائب حسن فضل الله، وهو ما رفضه نجيب ميقاتي وأدّى إلى عرقلة التشكيل. يقول مراقبون

لذلك في حال وافق ميقاتي على منح وزارة الطاقة لـ«تيار العتمة» يكون قد حكم على نفسه وعلى حكومته بالسقوط المحتّم. وفق مراقبين فإنه يجب إقصاء رجال العهد الجديد من دخول هذه الوزارة ولو كلّف ذلك عدم تشكيل الحكومة. يقول محللون

هناك من يتحدث عن مطالبة عون بتعديل بعض الأسماء التي لها علاقة بشخصيات من طوائف مختلفة. الأمر الذي اعتبره ميقاتي تراجعاً عن الاتفاق. في المقابل، مصادر رئيس الجمهورية حملت مسؤولية التغيير إلى ميقاتي، ووصل الأمر بهذه المصادر إلى توصيف ما جرى بأنه انقلاب من قبل ميقاتي على ما كان قد اتفق عليه سابقاً.

ماذا ينتظر ميقاتي ؟

بدا واضحاً إذن أن حظوظ ميقاتي لن تكون أفضل من حظوظ الحريري، بدليل أن أحد نواب التيار العوني، كان قد قال قبل الاستشارات «لن نسمي ميقاتي مرشح الأميركان والمنظومة الفاسدة، وإن عليه ارتكابات وشبهة الإثراء غير المشروع» حتى أن اللبنانيون يتساءلون: ماذا ينتظر ميقاتي ليعتذر عن تشكيل الحكومة ويضع النقاط على الحروف؟

مطالبة ميقاتي بالاعتذار عن تشكيل الحكومة تنبع من إيمان اللبنانيين بأن هذا العهد البائس لن ينفع لبنان بشيء، ولا يستحقّ إلا العزلة الكاملة حتى إسقاطه وهروبه من القصر كما تعوّد دائماً، كما أنها الخطوة الصحيحة للتعجيل بإسقاط «عهد الاحتلال».

المعرقل معروف والنيات مكشوفة، فلماذا الاستمرار بهذه المهزلة الموجعة طالما ما زال هناك من يغطيها داخلياً وخارجياً؟ يتساءل اللبنانيون

ما تزال الحلول بعيدة في لبنان وما يتوقعه البعض من تشكيل حكومة على يد ميقاتي هو مجرد «وهم»، فالطبخة لم تنضج بعد والكلام عن تشكيل حكومة مجرد «طبخة حصص»، والحديث هنا عن الاتفاق النووي الإيراني وتوصل واشنطن وطهران لاتفاق حوله، تعطي بموجبه واشنطن الضوء الأخضر للساسة في لبنان بتشكيل الحكومة.

E9A7olpWYAEP6Aq

بينما يحذر مراقبون من أن لبنان ستدخل في نفق جديد في حال أقدم ميقاتي على الاعتذار، لأن المواجهة لن تبقى سياسية وصراع الصلاحيات بل ستتحوّل إلى مواجهة مفتوحة تستهدف طائفة مؤسسة بأكملها، فإن ثلاثة مكلفين لرئاسة الحكومة رفضوا الخضوع لمآرب الصهر الذي يصادر مهام رئيس الجمهورية بحثا عن وسيلة لوراثته وهو ما يفضح تمسك التيار العوني بمصلحته قبل كل شيء وبالتأكيد مصلحة الحليف «حزب الله».

ربما يعجبك أيضا