ملهمات عربيات (13)| أسيل الحمد سفيرة السعودية في سباقات «فورمولا 1»

من مهندسة ديكور إلى أول امرأة سعودية تقود سيارة في سباقات فورمولا 1، وأول امرأة في عضوية اتحاد الرياضات العربية السعودية للسيارات والدراجات النارية، إنها أسيل الحمد.

رغم دراستها للتصميم الداخلي بدأ شغف أسيل الحمد بقيادة السيارات منذ الطفولة، وبدلًا من ألعاب الدمى التقليدية للبنات، فضلت اللعب بسيارات شقيقها، ونما هذا الشغف في كنف عائلة داعمة شجعته على تحقيق حلمها في قيادة السيارات.

هاوية في السباقات

طورت الحمد حبها لرياضة سباق السيارات ذاتيًا، وكانت تحرص دومًا على حضور منافسات فورمولا 1 في مدينة أبو ظبي، وتدربت على قواعد القيادة في “الوينفيلد رايسينج سكول”، وامتلكت أول سيارة رياضية في عام 2012، وكانت من نوفع فيراري، وشاركت كهاوية في العديد من سباقات السيارات بالخارج، بحسب حوار لها مع صحيفة الرياضية.

أسيل الحمد في سباقات فورمولا 1

عندما وجه لها فريق رينو في سباقات “فورمولا 1” لقيادة سيارتها يوم 24 يونيو 2018، لم تصدق أسيل التي كانت تعتبر سباقات الفورمولا أمرًا أبعد من أحلامها، وتحول الحلم إلى حقيقة عام 2018 بعد مشاركتها في الجولة الثامنة من بطولة العالم لسباقات فورمولا1، ضمن موكب سيارات الشركة الفرنسية “Passion Parade” قبل انطلاق أول سباق جائزة كبرى بفرنسا منذ 10 سنوات

خضعت المهندسة السعودية من أجل تجربتها الأولى مع سباقات فورمولا 1 لتدريب مكثف تحت إشراف فريق رينو لسباقات فورمولا 1، تعرفت خلاله على الحلبة، عبر قيادة سيارة رينو مخصصة للطرقات العامة ثم تدربت على سيارة رينو للسباقات، وبعدها على سيارة “إي 20”.

إنجاز نسائي للمملكة

نجحت الحمد في استعراض مهاراتها على حلبة بول ريكار في مدينة لوكاستوليه جنوب فرنسا على متن سيارة “لوتس إي 20″، لتكون مشاركتها إنجازًا للمرأة بالمملكة، لأنها أول امرأة سعودية تُدعى للمشاركة في سباقات فورمولا 1 لتثبت قدرات المرأة السعودية، وتحتفل بهذه الطريقة مع نساء وطنها برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في شوارع المملكة.

قيادة المرأة السعودية للسيارة

كان قرار منح المرأة السعودية حق قيادة السيارات في يونيو عام 2018 بمثابة حلم لفتاة تعشق الجلوس خلف المقود، وفي حوار مع مجلة “إيل العربية” قالت إن هذا القرار عزز من استقلالية المرأة السعودية وفتح أمامها أبواب الفرص في قطاع الأعمال، وجاء تأكيداً لقيمتها في المجتمع.

بعد تخصيص يوم 24 يونيو كيوم عالمي للقيادة خاضت أسيل سباقها الأول على أرض السعودية عام 2018 بقيادة سيارة “جاجوار إف تايب كوبيه” لتصبح أول امرأة تقود سيارة على أرض المملكة على حلبة الريم الدولية في الرياض، ورغم قيادتها للسيارات في حلبات سباق عالمية اعتبرت الحمد هذه اللحظة الأجمل في حياتها لتحقيقها حلمها في التسابق على أرض وطنها.

صوت قائدات السيارات في المملكة

في 2017 أصبحت أسيل أول امرأة تعين في مجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية، وأول امرأة تنضم إلى لجنة النساء في رياضة السيارات التابعة لإدارة الاتحاد الدولي، لتشارك في وضع الاستراتيجيات والسياسات لتعزيز وتعليم النساء وتدريبهن في المملكة، وهي أيضًا، ممثلة السعودية في لجنة الخبراء لدى الاتحاد الدولي للسيارات، لتصبح صوت قائدات السيارات في المملكة.

منذ عام 2018، تعمل الحمد مديرة لقسم السيارات الرياضية في مجلة “روز أوتو”، وفي فبراير من نفس العام حصلت على الجائزة الوطنية لقيادة السيارات من شركة “بي آر أرابيا” تكريمًا لجهودها في تعلم السعوديات أسس القيادة الآمنة، وبعد تعاونها مع نادي سيارات فيراري كرمتها سفارة إيطاليا في المملكة عام 2018 بصفتها السفيرة السعودية للسيارات الرياضية الإيطالية.

تطوير المواهب النسائية في السباقات

تحلم أسيل الحمد بإنشاء أكاديمية لتعليم الفتيات قيادة سيارات السباق واكتشاف وتطوير المواهب النسائية في هذا المجال، وتأمل في أن تصبح قدوة للفتيات من جيل المستقبل وتشجيعهن على الانخراط أكثر في رياضة سباق السيارات التي ظلت طويلًا حكرًا على الرجال، وتحقيق شغفهن في سن مبكرة، في ظل الدعم الكبير الذي تتلقاه المرأة من القيادة السياسية بالمملكة.

ورش عمل وراليات نسائية

في نوفمبر 2019 بدأت في ورشة عمل تابعة للاتحاد الدولي للسيارات موجهة للفتيات في العالم العربي من سن 8 إلى 18 سنة، لتعليمهم كيف يمكن أن يصبح لهن مستقبل في قيادة السيارات، ليس فقط كمتسابقات لكن كمديرين للسباق أو في مهندسات ميكانيكا، أو حتى في مجال الإعلام الرياضي المتخصص في السباقات.

في مارس 2022 شاركت في رالي مخصص للسيدات بمشاركة 68 امرأة أكثرهن سعوديات، وبعضهن خُضن التجربة للمرة الأولى في مبادرة لدعم الفتيات اللواتي يمتلكن الشغف لكن لا يملكن الخبرة وتعليمهن أساسيات هذه الرياضة، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.