أطفال اليمن.. عندما تحجرت الدموع جوعًا

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي 

لم يعد سوء التغذية حالة طارئة على اليمن، فقد بات هذا البلد غارقًا في المجاعة، وترتفع مأساة اليمنيين بعد تصريحات منظمة “أنقذوا الأطفال” الإنسانية، التي قالت إن أكثر من 5 ملايين طفل يمني يواجهون خطر المجاعة وإن الهجوم على الحديدة سيزيد عدد الأطفال المهددين به.

وحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، يقول تقرير جديد صادر عن المؤسسة الخيرية، أن النزاع المستمر في اليمن يتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، كما أن انهيار الاقتصاد وتعطل إمدادات الغذاء والوقود التي تمر عبر ميناء الحديدة الرئيسي يمكن أن يكون له عواقب مدمرة على أشد الفئات ضعفا.

ويواجه مليون طفل خطر الوقوع في المجاعة، ليصل إجمالي عدد الأطفال إلى 5.2 مليون، وتقول المنظمة، إن غلق الميناء ووقف دخول المساعدات “يخاطر بقتل جيل كامل”.

وقال تامر كيرلس، مندوب منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: “إن للأزمة الغذائية في اليمن تداعيات خطيرة، فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أكثر عرضة 12 مرة للوفاة، بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الالتهاب الرئوي أو الحصبة أو الكوليرا، كما أن الأطفال الذين يعانون من التقزُّم  سيعانون من ضرر طويل الأمد لا يمكن إصلاحه”.

وتقول الصحيفة : “إن وقف دخول إمدادات الغذاء والوقود والمساعدات من خلال ميناءها الحيوي، قد يعني موت مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والذين لا يستطيعون الحصول على الطعام الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة”.

ووضع الصراع الدامي الذي يشهده اليمن، البلاد في مواجهة المجاعة والتي تعدّ واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية حدة في العالم، وفقاً لما أكده برنامج الغذاء العالمي.

وكشفت دراسة أجرتها الأمم المتحدة، أن نحو 8.4 مليون شخص في اليمن يعانون من سوء التغذية، وأشارت إلى أن سعر الغذاء الأساسي الذي كان يمثل 96 % من النفقات الأساسية للأسر، ارتفع بنسبة 68 %  في المتوسط ​​منذ عام 2015، لافتة إلى أن 981 مدنيا، بينهم 300 طفل، لقوا حتفهم في اليمن في أغسطس وحده.

وقد تحدثت هيلي ثورنينج شميدت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، بالتفصيل عن الدمار الذي شهدته ، قائلة: “كان الأطفال ضعفاء جدًا حتى أنهم عاجزون عن البكاء”.

“لا يعرف ملايين الأطفال متى أو إذا كانت وجبتهم القادمة ستأتي، ففي أحد المستشفيات التي قمت بزيارتها في شمال اليمن، كان الأطفال الرضع أضعف من البكاء، وكانت جثثهم منهكة بسبب الجوع، إن هذه الحرب تخاطر بقتل جيل كامل من أطفال اليمن الذين يواجهون تهديدات متعددة، من القنابل إلى الجوع إلى أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا”، بحسب هيلي ثورنينج شميدت.

وتشن الحكومة في اليمن، بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، حربا ضد الحوثيين في البلاد، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، والكثير من مدن شمال اليمن.

انهارت المحادثات الديمقراطية في جنيف هذا الشهر بعد استئناف المواجهات بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس منصور عبدربه هادي حول الحديدة، التي تعد أكبر ميناء تجاري في اليمن والبوابة الرئيسية للأغذية والوقود لبقية البلاد.

وسجلت محافظة الحديدة الساحلية، أعلى نسبة لانتهاكات المتمردين الحوثيين، حيث قاموا  بنهب وسرقة المساعدات الإنسانية القادمة إلى الشعب اليمني، كما تتعرض فرق توزيع المساعدات الإنسانية لابتزاز الحوثيين عند نقاط التفتيش، كما أنها تفرض أموالا للسماح للقوافل الإنسانية بالعبور.

ربما يعجبك أيضا