أطفال غزة.. ضحايا وحشية القصف الإسرائيلي وصمت المجتمع الدولي

مستقبلًا.. سيُحاكم أطفال غزة قادة العالم الغربي

محمد النحاس
أطفال غزة

الأطفال هم أبرز ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.. ما تداعيات ذلك؟


لا تشيح النظر بعيدًا عن رؤية المشاهد المؤلمة والمروعة لأشلاء أطفال قطاع غزة، فهذه مشكلتك أيضًا، هذا ما ينصح به مقال نشرته الجارديان.

وبعد أن تضع هذه الحرب أوزراها، ويهدأ ضجيج المدافع ويخفت أزيز الطائرات وتتلاشى رائحة الدماء، ستظل هذه الذكرى حاضرة في قلوب وعقول مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، وستظل هذه الحرب وصمة عار في جبين الإنسانية.

صمت غربي أم دعم لإسرائيل؟

خلّف القتال الدامي الذي بدأ قبل أكثر من أسبوعين ما يزيد عن 5 آلاف شهيد، وآلاف الجرحي، أكثرهم من النساء والأطفال المسنين، كما أزيلت أسماء أسر بالكامل من السجل المدني بسبب وفاتهم جميعًا، في حين أن المجتمع الدولي، تحديدًا الغرب، صامت في أحسن الأحوال، إن لم يكن داعم ومؤيد لإسرائيل، وموفرًا لها المظلة الدولية.

وحسب مقال صحيفة الجارديان، ليست هذه هي المرة الأولى التي يُتهم فيها المجتمع الدولي بالتواطؤ في جريمة حرب أو في إبادة جماعية بينما يراقب ما يحدث في القطاع عن بعد، وسرعان ما تتبادر إلى الأذهان مذبحة سريبرينيتسا عام 1995 على أيدي قوات صربية أثناء الحرب البوسنية.

ويردف المقال أنه في بيان مشترك، يوم الأحد، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا إلى “الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين”، مع ذلك فهم يعلمون جيداً أن النقيض من ذلك هو ما يحدث في غزة، كما ذهبت هذه الدول إلى “دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” على وصف البيان المشترك.

أطفال غزة 

يتساءل المقال: “من سيحكم على، تلك الحكومات النافذة، والقادة الأقوياء، أصحاب الهيمنة على المقاليد الدولية؟”، وقبل أن يجيب يصف سياستهم بـ “النفاق والمصلحة الذاتية”.

ويعود المقال ليجيب على السؤال سالف الذكر بأن أطفال غزة هم من سيحمكون مستقبلًا على هؤلاء القادة، أو بالأحرى “من تبقى منهم”، مردفًا بأن حكمهم سيكون قاسيًّا آنذاك، كما أن انتقامهم -عندما يحل- قد يأتي عشوائيًّا وعنيفًا.

أعداد هائلة من الضحايا

أعداد الضحايا بعد مرور أكثر منذ أسبوعين على اندلاع القتال مروعة، ففي أوائل الأسبوع الماضي، أفادت هيئة “إنقاذ الطفولة” أن طفلاً واحداً في غزة يُقتل كل 15 دقيقة، وقدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حصيلة الوفيات اليومية بـ200 طفل ورضيع.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن من بين أكثر من 4600 فلسطيني قتلوا منذ أن بدأت القوات الإسرائيلية قصفها، فإن 40% منهم أطفال، وتكمن خلف هذه الأرقام المروعة، عوالم من الألم، وفق المقال.

نقص الإمدادات الطبية

لكن لا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أصيب ما لا يقل عن 3250 طفلًا، ويحتاج 1240 منهم إلى عناية طبية، وذلك حتى الأسبوع الماضي، ويعاني العديد منهم من حروق وجروح ناجمة عن شظايا القذائف، وفقد بعضهم أطرافه.

وتعاني المستشفيات والعيادات والتي تضررت جزئيًّا أو دمرت كليًّا من نقص الإمدادات الطبية وبسبب الحصار الإسرائيلي فليست هذه المؤسسات بقادرة على توفير العلاج الملائم في التوقيت المناسب، وأفاد أطباء فلسطينيون بأنهم يجرون العمليات دون تخدير لعدم توافر المواد اللازمة.

صدمات نفسية

حسب منظمة هيومن رايتس ووتش فإن “القصف الإسرائيلي والحصار التام، غير القانوني لغزة يعني أن عدداً لا يحصى من الأطفال الجرحى والمرضى، سيموتون بسبب نقص الرعاية الطبية “، ووفقًا لمنظمة الأورومتوسطي المعنية بحقوق الإنسان، فإن أطفال غزة يعانون من “مستويات قياسية من الصدمات النفسية”، كما أن “العديد منهم بلا مأوى ويفتقرون إلى الغذاء ومياه الشرب النظيفة”.

وفق المقال، فإن قتل واستهداف المدنيين، وخاصة الأطفال، أمر غير قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي، وتنص اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تحكم النزاعات المسلحة على ضرورة حماية الأطفال ومعاملتهم بطريقة إنسانية (صدقت إسرائيل على الاتفاقيات في عام 1951).

ونشرت منظمة العفو الدولية أدلة مفصلة الأسبوع الماضي عمّا قالت إنها جرائم حرب، وقالت إن القوات الإسرائيلية أظهرت استهتارًا صادمًا بأرواح المدنيين.

ربما يعجبك أيضا