لإثبات عقيدة الردع.. هل تكرر إسرائيل أخطاء واشنطن بعد 11 سبتمبر؟

أمام الغضب والرغبة في الانتقام الأعمى قد يرتكب الاحتلال الكثير من الأخطاء

محمد النحاس

تلقى الاحتلال في الـ 7 من أكتوبر 2023، ضربة تاريخية بعد الهجوم غير المتوقع للفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.

وجرّاء ذلك تكوّن لدى قادة الاحتلال حالة من الغضب والرغبة في الانتقام، وإثبات معادلة الردع -الوجودية بالنسبة لإسرائيل.

ومع عزم الجيش الإسرائيلي اجتياح غزة بريا قد يكون الاندفاع والغضب سببًا في تلقي الاحتلال مزيدًا من الضربات الموجعة من الفصائل المقاتلة المتحصنة في القطاع.

تكرار الأخطاء الأمريكية 

أبدت الولايات المتحدة الأمريكية تعاطفًا مع ما اعتبروه “هجومًا دمويا ومروعا” ضد إسرائيل، وقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن نصائح لإسرائيل، مشددا على ضرورة ألا تعيد أخطاء الأمريكيين بعد 11 سبتمبر.

 وقال بايدن محذرًا الإسرائيليين: “لا تتركوا أنفسكم للغضب.. فبعد أحداث الـ 11 من سبتمبر، شعرنا بالغضب، وبينما سعينا لتحقيق العدالة وحصلنا عليها إلا أننا ارتكبنا أخطاءً كذلك” بحسب مقال نشرته صحيفة الجارديان. 

تفاقم الأوضاع

حسب المقال، سعى بايدن لتوضيح أن الولايات المتحدة في غضبها من تنظيم القاعدة، لم تنل من هذه المجموعة فحسب، بل غزت بلدان، وهما أفغانستان، والعراق، ما خلف عواقب مدمرة وطويلة الأمد.

وبعد أحداث 11 سبتمبر، أعلنت الولايات المتحدة ما أسمته “الحرب على الإرهاب”، ودفعت تنظيم القاعدة للظهور في أماكن لم يكن له فيها تواجد سابق، مثل العراق، وحسب المقال كان ذلك نواةً لتنظيم داعش الإرهابي. 

درس من التاريخ الحديث 

بحسب المقال، فإن ما حدث درس من التاريخ الحديث ينبغي أن يضعه قادة إسرائيل نصب أعينهم، مع بدء العد التنازلي لعملية التوغل البري المرتقبة في غزة.

وتزعم إسرائيل أن لديها الحق في “الدفاع عن نفسها” لكن من شأن المغامرة أن تقود لأخطاء على شاكلة تلك التي حدثت بعد 11 سبتمبر، ويرى المقال أن إسرائيل قد اتخذت بالفعل قرارات قد تندم عليها مستقبلاً.

ويلفت المقال لضرورة أن تكون المهمة واضحة “ضمان تجريد حماس من القدرة على تكرار ما فعلته قبل أسبوعين”، وهذا يعني أن حرب إسرائيل يجب أن تكون مع حماس وحدها، وليس مع سكان غزة.

نهج مضاد للمصالح الإسرائيلية 

مع ذلك، فرضت إسرائيل حصارًا شبه كاملاً على القطاع وحرمت أكثر من مليوني مواطن من الغذاء والماء والدواء، فضلاً عن القصف المروع الذي يطال البنية التحتية. 

وبالإضافة إلى ذلك يستهدف الاحتلال المدنيين وقد خلف ذلك آلاف الشهداء والجرحى وتسبب في عدم آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها، ومن شأن ذلك أن يزيد حالة السخط ضد إسرائيل.

استدراج الاحتلال للحرب البرية؟ 

حسب المقال فإن المسلك الذي يمضي به الاحتلال لا يتعارض فقط مع الأخلاق والقانون الدولي، ولكن يتعارض أيضاً مع مصالح إسرائيل الخاصة.

وسيسهم ذلك في تراجع الدعم الدولي المقدم، كما أنه وعلى مدار  السنوات الماضية ثبت أن جعل الحياة الناس في غزة أشبه بالجحيم لا يقود إلى إضعاف قبضة الفصائل الفلسطينية بل يزيدها إحكاماً.

ويزداد سوءًا بالنسبة إلى الاحتلال إذا ما أقدم على الاجتياح البري الذي قد ترغب به الفصائل الفلسطينية المقاتلة من أجل تكبيد الجيش الإسرائيلي أكبر قدر ممكن من الخسائر، وفي ظل توافر دعم للمقاتلين في قطاع غزة من أطراف إقليمية قد تكون مستعدة لحرب طويلة الأمد. 

ربما يعجبك أيضا