«أعين لا تنام».. لماذا تتجسس الصين على أوروبا؟

محمد النحاس
الصين والتجسس على أوروبا

تواجه أوروبا موجة متصاعدة من “عمليات النفوذ الصيني”، حيث تعكف الصين على استغلال أي فرصة لتعزيز نفوذها السياسي في القارة العجوز.

وتعود قصة النفوذ الصيني المرتبط بالتجسس في أوروبا إلى حادثة قديمة بالعام 1964، حينما أقام مغني أوبرا صيني يُدعى “شي بي بو” علاقة غامضة مع دبلوماسي فرنسي يدعى “برنارد بورسيكوت”.. فماذا فعل؟ 

سنوات من التجسس 

على مدى عشرين عامًا، استغل شي هذا الوضع ليحصل على وثائق من السفارة الفرنسية لصالح الحزب الشيوعي الصيني، لم يكن بورسيكوت يدرك أن شي كان رجلًا متنكراً في هيئة امرأة. 

ورغم أن جميع الدول تمارس أنشطة تجسس، إلا أن حجم ونطاق الأنشطة الصينية قد تجاوز الحدود المعتادة، مما جعل الولايات المتحدة وأوروبا في موقف دفاعي، بحسب مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية في 31 أغسطس 2024.

بلجيكا أحد الأهداف  

على سبيل المثال، بلجيكا، التي تستضيف مقر حلف الناتو ومعظم مؤسسات الاتحاد الأوروبي، تعد هدفًا رئيسيًا للصين، حسب المجلة.

ومؤخراً، تم اعتقال مساعد صيني لعضو في البرلمان الأوروبي بتهمة نقل معلومات حساسة إلى الصين على مدى سنوات، كما كان يرصد الجالية الصينية في دريسدن.

ما الهدف؟ 

هدف هذه العمليات الصينية هو التأثير على الشخصيات العامة في أوروبا لجعلهم يتبنون مواقف مؤيدة للحزب الشيوعي الصيني، ولعل السياسي البلجيكي فرانك كريلمان يُعد من أبرز الأمثلة على ذلك. 

وحيث تم الكشف عن دوره كعميل للصين في ديسمبر 2022، وكان يعمل تحت إشراف وزارة الأمن الصينية، بهدف تقويض العلاقات الأمريكية الأوروبية.

مساع متعددة الأهداف

إلى جانب ذلك، تسعى الصين للسيطرة على مواطنيها في الخارج من خلال شبكة عالمية من مراكز الشرطة السرية، التي تراقب تصرفات الجاليات الصينية وخاصة الأقليات مثل الإيجور والتيبتيين وسكان هونج كونج.

ومن بين وسائل السيطرة هذه، عملية فوكس هانت، التي تستهدف المسؤولين الصينيين الفارين من بكين.

ومع تشديد الولايات المتحدة على القيود المفروضة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة، زادت الصين من جهودها في أوروبا للحصول على هذه التكنولوجيا سواء بطرق قانونية عبر الاستثمارات أو بطرق غير قانونية مثل التجسس السيبراني والهندسة العكسية، حسب المجلة. 

تعاون مع العصابات

تظهر الأدلة أن هناك تداخلًا بين الأنشطة الصينية والروسية في أوروبا، حيث يستهدفون المساعدين البرلمانيين والمسؤولين السابقين كمصادر سهلة للمعلومات. 

ويدعي المقال أن العديد من التقارير تشير إلى تعاون بين عصابات الجريمة المنظمة الصينية وعناصر من الشرطة الصينية لترويع المهاجرين والمعارضين في الخارج.

ما الحل؟

يردف المقال أنه من الضروري أن تتبنى أوروبا والولايات المتحدة استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة هذه التهديدات.

وتشمل الاستراتيجية التحقيق في هذه العمليات لرفع مستوى الوعي ومكافحتها، وحسب المجلة: “يجب على الدول الأوروبية التي لم تقنن بعد قوانين مكافحة التجسس أن تبدأ في ذلك، بالإضافة إلى دعم وسائل الإعلام المستقلة الناطقة باللغة الصينية لمواجهة الدعاية الصينية”.

وبات يتعين على صناع القرار تطوير استجابات مبتكرة ومرنة لمواجهة هذا الخطر المتزايد من الحزب الشيوعي الصيني، مع الحفاظ على مبادئ الحرية والانفتاح وسيادة القانون، وفق المجلة.

ربما يعجبك أيضا