NZZ| أكثر من 300 مسجد وزاوية.. خريطة بدور عبادة المسلمين في ألمانيا

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

الزوايا الصغيرة والأفنية الخلفية للصلاة هي السمة السائدة لدور العبادة الإسلامية في ألمانيا، ومؤخرًا ظهر “دليل” أو “موسوعة صغيرة” تضم أغلب المساجد والزوايا الإسلامية، حيث أنشأ الصحفي والكاتب الألماني “قسطنطين شرايبر” موقعًا لقائمة عبر الإنترنت «Moscheepedia» تضم الكثير من المعلومات والصور عن المساجد والزوايا في ألمانيا، ويأمل شرايبر من هذا المشروع أن يلقي الضوء على هذه الزوايا وعلاقتها بالاندماج في المجتمع الألماني.. وحول هذا المشروع كان الحوار التالي مع منفّذ المشروع السيد قسطنطين شرايبر:

سيد شرايبر، سيتم إطلاق مشروع “موسوعة المساجد” والتي تعدّ دليلًا مصورًا على الإنترنت لدور العبادة الإسلامية في ألمانيا.. فهل من المفترض أن تحل هذه الموسوعة محل السجل الألماني للمساجد في ألمانيا أم أنها تخدمه؟

لا، أنا لا أحاول أن أكون بديلًا عن السياسيين، ولكن المشروع هو دعوة للتعاون وإعلام الناس بما يدور في المساجد، وخاصة التي تتمحور حول نفسها وتُغلق، ويخدم المشروع المسلمين أنفسهم، حيث كان من الصعب سابقًا أن يعرف المسلمون أقرب مسجد للمكان الذي هم فيه، لكن بات الآن بإمكانهم معرفة ذلك بسهولة من خلال موقعنا هذا.

اتقصد أن هذا المشروع إذًا لخدمة المجتمع المسلم؟

لا، ليس لخدمة المسلمين فحسب، بل هو أيضًا لخدمة الألمان وغيرهم الذين يرغبون في الاطّلاع على ما يدور في المساجد والزوايا في أي مكان في ألمانيا.

يعرض موقعكم نحو 300 مسجد؛ بما في ذلك مساجد من كندا والعراق، فكيف تم جمع هذه المادة؟

حاولت في العام الماضي 2020 بقدر ما سمحت أزمة كورونا، أنا وصديقي السفر عبر ألمانيا لتصوير المساجد والتحدث مع المسئولين، وفي نفس الوقت قام زملاء آخرون بنفس العمل في كلٍّ من كندا والعراق، وهذه هي البداية، ومن ثمّ فنحن نواصل تحميل المساجد الجديدة التي قمنا بزيارتها، ونتطلع إلى القيام بذلك في كل أنحاء العالم إن أمكن.

هل واجهتم أي صعوبات؟

بالطبع لم يكن من السهل غالبًا معرفة المسئولين عن المسجد، وكنا نطلب الإذن لالتقاط الصور، ونفعل ذلك، لكننا لم نكن متأكدين تمامًا عما إذا كان الأشخاص الذين تحدثنا معهم هم المسئولون حقًّا عن المساجد أم لا! وفي بعض الأحيان لم تسفر محاولات الاتصال عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف عن التواصل مع المسئولين المعلنين بالفعل، وهذا أمر مؤسف للغاية.

هذا المشروع Moscheepedia يمثل إعادة لكتابك الذي نُشر في عام 2017 بعنوان “الإسلام من الداخل: ما الذي يقال في مساجد ألمانيا”، وامتدادًا للتقارير التلفزيونية “Mosche Report” التي قدمتها قبل ذلك، والتي ضمت وثائق صوتية وترجمات لخطب مختارة باللغات التركية والعربية والألمانية، ألا يعدّ ذلك نوعًا من الخداع؟

لا، فهناك جديد في هذا المشروع من حيث ترجمات الخطب التي أثارت الكثير من الجدل من قبل الجمعيات الاسلامية في المرات السابقة، وقد سجلت ردودي على هذه الانتقادات، كما أن هناك العديد من المساجد التي باتت ترسل لنا مباشرة الخطب موثقة ومسجلة، ومن ثمّ فهناك الكثير من الاختلافات عن المشاريع السابقة.

في كتابك “الإسلام من الداخل” ذكرت بعض الخطب التي كانت تهاجم الغرب وتعادي السامية ولم نلحظ ذكر في هذا المشروع، ومن ثمّ فهذا المشروع يركز على المساجد الليبرالية فقط، أليس كذلك؟

أنا أتمنى أن يكون هناك المزيد والمزيد من المجتمعات والأئمة والمسلمين المنفتحين لتغير الصور النمطية السلبية والمتحيزة ضد الاسلام والمسلمين، ومن أجل هذه الغاية كنت أترجم العديد من الخطب إلى اللغة الألمانية.

كيف تطورت الخطب في المساجد التركية التابعة لجمعية الاتحاد التركي للجمعية الإسلامية بألمانيا “ديتيب” والتي تتعرض لانتقادات شديدة؟ وهل ما زالت تتبنى هذه الخطب تعليمات أردوغان؟

نعم لقد قلت في عام 2017 وأكدت أن المساجد كانت منابر سياسية، وكانت الخطب التي حضرتها في ذلك الوقت موجهة بشكل أساسي ضد اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، لكن بعد ذلك أصبحوا أكثر حذرًا وأخذوا يتجنبون الحديث في السياسة على المنابر.

هل أنت مؤيد لضرورة أداء الخطبة باللغة الألمانية في ألمانيا؟

نعم، فهذه ستكون خطوة جيدة من شانها أن تخلق الشفافية وتبني الجسور مع الألمان غير المسلمين.

يظهر مشروع Moscheepedia كما لو أنه مشروع للتسامح.. فهل هذا صحيح؟

نعم، لقد أخذت جزءًا من أرباح كتابي السابق لإنشاء هذا المشروع الذي يهدف إلى المساهمة في تضييق الفجوات بين الثقافات.

وهل يمكن لألماني غير مسلم مثلك أن ينجح في ذلك؟

نعم.. ولذلك أنشأت هذا الموقع الذي يمكن للجميع المشاركة فيه دون إقصاء، وأنا لا أتدخل في محتوى المناقشات إلا في حدود الإشراف فقط؛ فمن دون المشاركة الواقعية لا يمكن لنا أن نتناقش بشكل بنّاء، وأعتقد أننا بالفعل نفتقد لمثل هذه المنصة على الإنترنت.

الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب مثقفون لكنهم لا يذهبون إلى المساجد في الغالب أو يقتصرون على الذهاب في رمضان فقط، ألا يعزّز محتوى الموقع الانطباع الخاطئ بأن جميع المسلمين متدينون ويذهبون للمساجد بانتظام؟

الغالبية العظمى من المسلمين بالفعل مثقفون ولا يذهبون إلى المسجد أو يذهبون في رمضان فقط، وهذا واضح من خلال استطلاعات الرأي، وكذلك من خلال تجاربي الشخصية، ولسوء الحظ فغالبًا ما لا تشارك هذه الأغلبية الليبرالية في المناقشات، ولطالما انتقد السياسيون ذلك وفضلوا التفاوض مع الأقلية الأكثر محافظة، ممثلة في المجلس المركزي للمسلمين أو مجتمعات ديتيب، وفي الحقيقة لم يقدّم الموقع جديدًا في هذا الشأن.. لكن “منتدى الحوار من أجل التفاهم” يجمع بين الليبراليين والمتشددين أيضًا، وهذا من شأنه أن يساهم في مزيد الفهم ومواجهة التشدد.

عرض الموقع الكثير من الصور لمخازن وزوايا ضيقة وتجهيزات فقيرة جدًا وكأنها لا تصلح للصلاة! فماذا عن هذه الأماكن؟

المساجد والزوايا في الأفنية الخلفية هي السائدة في ألمانيا، وتقع بعض دور الصلاة التي زرناها في مناطق اجتماعية محرومة جدًّا، وهذا هو الواقع، ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن أغلب المسلمين في ألمانيا يُصلّون في مبانٍ فخمة.. فهذا تصوير مخل بالواقع بخلاف المساجد التي تتبع المؤسسات الثرية مثل Ditib أو Millî Görüş فإنها تكون فخمة ومناسبة فعلًا للروحانيات والعبادة.

لماذا لا تُسجّل الحكومة الفيدرالية ولا حكومات الولايات المساجد في ألمانيا؟

قد يرجع ذلك لأسباب قانونية، فلا يوجد قانون مُلزم بتسجيل المجتمعات الدينية سواء المساجد أو الكنائس، ونحن سنكون سعداء بإرسال المعلومات عن المزيد من المساجد في ألمانيا وخارجها لتغذية الموقع بهذه المادة المفيدة جدًّا.

للاطلاع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا