ألمانيا تدفع لصناديق المناخ رغم أزمة الميزانية.. ما التفاصيل؟

6 مليارات يورو.. تفاصيل خطة ألمانيا لدعم أزمة المناخ

شروق صبري
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك

ستفي ألمانيا بالتزاماتها الدولية تجاه أزمة المناخ، رغم أزمة الميزانية التي تواجهها، فما هي خطتها لدعم أزمة المناخ؟


قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن برلين ملتزمة بجميع التزاماتها المالية الدولية لمعالجة تغير المناخ، رغم أزمة الميزانية التي أدت إلى حالة من الفوضى في خطط الإنفاق لعام 2024.

وأوضحت بيربوك لصحيفة فايننشال تايمز قبيل انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28 في دبي: “سنكون دائمًا شريكًا موثوقًا به، لهذا السبب اتفقنا داخل الحكومة الفيدرالية على أننا سنفي بالتزاماتنا الدولية”.

مساهمة برلين لمعالجة تغير المناخ

وأضافت في تصريحاتها للصحيفة البريطانية، اليوم الجمعة 1 ديسمبر 2023، أن الالتزامات تشمل 6 مليارات يورو من التمويل الدولي للمناخ الذي التزمت ألمانيا بتقديمه بحلول عام 2025، و2 مليار يورو لصندوق المناخ الأخضر التابع للأمم المتحدة، ومساهمة برلين في صندوق عالمي جديد لمعالجة الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ في البلدان النامية.

وأدلت بيربوك بهذه التصريحات في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الألمانية لسد فجوة قدرها 60 مليار يورو في ماليتها العامة، نشأت عن حكم صادم أصدرته المحكمة الدستورية يوم 15 نوفمبر الماضي، مما أدى إلى دخول ائتلاف المستشار أولاف شولتز المكون من ثلاثة أحزاب في أزمة.

COP28

COP28

إعادة توظيف الأموال

أبطل القضاة خطوة اتخذها الوزراء عام 2021 لإعادة توظيف الأموال المخصصة للتعامل مع جائحة كوفيد-19 لمكافحة تغير المناخ. وقضت المحكمة بأن ذلك ينتهك قواعد “كبح الديون”، وهي قيود صارمة على الاقتراض الجديد المنصوص عليها في الدستور الألماني.

وقالت بيربوك إن الحل المنطقي للمشكلة المالية هو إصلاح نظام كبح الديون نفسه، الذي يحد من العجز الهيكلي للحكومة الفيدرالية إلى 0.35 % من الناتج المحلي الإجمالي. وقد تم تعليقه منذ عام 2020، في البداية بسبب الوباء ثم لاحقًا بسبب حرب روسيا على أوكرانيا والانخفاض الحاد في إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا.

وأضافت وزيرة الخارجية: “لم يكن من الممكن أن يتوقع واضعوه الأصليون أنه سينتهي بنا الأمر إلى تركنا غير قادرين تمامًا على التعامل بفعالية مع هذا النوع من حالات الطوارئ والأزمات التي نمر بها الآن، ومن الضروري توسيعه ليشمل “عنصرا استثماريا” يسمح بالإنفاق على مشاريع البنية التحتية الكبيرة”.

تعديل قاعدة الديون

قال حزب الديمقراطيين المعارض إنه لن يتعاون في أي محاولة لتعديل قاعدة الديون، وهي خطوة تتطلب أغلبية الثلثين في البرلمان. لكن بيربوك قالت إن العديد من الحكام الإقليميين من الحزب الديمقراطي “أشاروا إلى أن الإصلاح سيكون فكرة جيدة”.

وأضافت: “نتساءل عما إذا كانت مجرد فكرة جيدة لإصلاح البنية التحتية المتداعية أو ما إذا كان من الأفضل الاستثمار حقًا في السكك الحديدية، وتوسيع النطاق العريض، والأشياء التي ستجعل المناطق قوية”.

صندوق الخسائر والأضرار

وفق الصحيفة البريطانية فإن وزيرة الخارجية الألمانية هي واحدة من أبرز السياسيين، فقد لعبت منذ فترة طويلة دورًا كبيرًا في دبلوماسية المناخ الدولية. وقد كانت من أشد المؤيدين لفكرة “صندوق الخسائر والأضرار” لتعويض البلدان النامية عن الأضرار المرتبطة بالمناخ، وهي الفكرة التي أتت أخيرًا بثمارها في بداية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي يوم الخميس 30 نوفمبر، عندما شاركت ألمانيا والولايات المتحدة في المؤتمر. وأعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها ستساهم بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق.

وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر الشهر الماضي، يتجه العالم نحو ارتفاع درجات الحرارة بما يتراوح بين 2.5 درجة مئوية و2.9 % بحلول عام 2100. وهذا بعيد كل البعد عن الهدف المحدد في باريس عام 2015 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

صندوق «الخسائر والأضرار» المناخي

صندوق «الخسائر والأضرار» المناخي

التخلص الوقود الأحفوري

وقالت بيربوك: “في ظل الحرب في أوكرانيا والأزمة في الشرق الأوسط، يواجه المجتمع الدولي تحديات غير مسبوقة تقريباً، ولهذا السبب فإن مؤتمر الأطراف هذا مهم للغاية من الناحية الجيواستراتيجية”.

وقال بيربوك إن ألمانيا ستستخدم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، وهو الموقف الذي من المرجح أن يواجه معارضة قوية من الدول الكبرى المنتجة للنفط والغاز مثل روسيا والمملكة العربية السعودية.

ربما يعجبك أيضا