أمريكا وتركيا نحو مواجهة محتومة بسبب منظومة دفاع جوي روسي

شيرين صبحي

رؤية

فيما تستعد الولايات المتحدة وحليفتها في الناتو تركيا، لصدام حول قرار تركي بشأن شراء منظومة دفاع جوي روسي، يلفت سكوت بيترسون، محرر لدى موقع “كريستيان ساينس مونيتور”، لبروز بصيص أمل على هامش قمة العشرين في أوساكا، باليابان.
 
وتقول تركيا إنها سوف تبدأ، خلال أسبوع بتسلم دفعات نظام S-400 الصاروخي الروسي. ولكن مسؤولين أمريكيين يحذرون منذ أشهر بأنه في حال مضت تركيا في تنفيذ تلك الصفقة بقيمة 2.5 ملياري دولار، فسوف يؤدي ذلك لفرض عقوبات أمريكية ضد اقتصاد تركي ضعيف، فضلاً عن تهديد دورها في برنامج طائرة F-35 التي ينتجها البنتاغون، وصفقة لشراء 100 وحدة من تلك الطائرة.

ويقول محللون إن الصفقة الروسية تعبر عن قضايا أساسية حيال توجه اتخذته تركيا منذ وقت طويل، وقد يتعلق الأمر بهويتها. ويتمسك اليوم الرئيس التركي أردوغان بقرار حاسم من شأنه أن يعوق تكامل أنظمة أسلحة الناتو، ويوفر ثروة من المعلومات الاستخباراتية بالنسبة لروسيا. وسيكون من مهام الكونغرس لا ترامب، فرض عقوبات، وفقا لـ”24″.

وعلى نطاق أوسع، يرى كاتب المقال أن قرار أردوغان ليس تقنياً وحسب، بل هو سياسي، ويهدف للإشارة لاستياء تركيا من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف الناتو بشأن مجموعة من القضايا، بداية من انتقادهم سلطة أردوغان الاستبدادية داخل تركيا، وصولاً لدور قواته في سوريا.

في هذا السياق، يقول فادي هاكورا، خبير لدى معهد تشاتهام هاوس للأبحاث في لندن: “إن مضت تركيا قدماً في تنفيذ صفقة S-400- وكل المؤشرات توحي بأنها ستنفذها- أعتقد بأنها ستكون بداية تفكك علاقة تركيا الطويلة مع الناتو”.

ويضيف: “لم يحدث سابقاً أن فرضت دولة عضو في الناتو عقوبات عسكرية واقتصادية على دولة أخرى. واللاعب الرئيس في هذا الأمر ليس الرئيس ترامب، بل الكونغرس. وهناك إجماع من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، بوجوب معاقبة تركيا. وتعد هذه إحدى بضعة قضايا تستقطب إجماعاً من كلا الحزبين في واشنطن”.

إلى ذلك، يرى إيليوت إنغيل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي: “إنها قضية أسود وأبيض، فإما يلغي أردوغان الصفقة الروسية، أو لا يفعل. ولن تستطيع تركيا أن تحصل في المستقبل على كلا الأسلحة الروسية وطائرات F-35 الأمريكية. وليس هناك من خيار ثالث. وليس من مسار لتقليل الخسائر من شأنه أن يسمح لتركيا بأن تحصل على الكعكة وأن تأكلها أيضاً”.

ويشير كاتب المقال إلى أن العلاقات الأمريكية – التركية شهدت منذ عام 2013 صدامات عندما انتقد البيت الأبيض في عهد أوباما تعامل أردوغان مع احتجاجات حديقة غيزي في إسطنبول وحرية الإعلام.

ومنذ ذلك الوقت، شابت العلاقات بين البلدين مجموعة من المشاكل منها، ما هو حاسم في الحسابات التركية، كالدعم العسكري الأمريكي لأكراد سوريين مسلحين في شمال سوريا حاربوا تنظيم داعش. ويرتبط أكراد سوريون بمتطرفين من حزب العمال الكردستاني الذي يحارب أنقره.

وفي بداية يونيو( حزيران) الأخير، أصدر باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي في حينه، إنذاراً حذر فيه وزير الدفاع التركي من أنه في حال لم تلغ تركيا صفقة S-400 مع موسكو بحلول 31 يوليو(تموز)، فإن الولايات المتحدة ستخرج تركيا من مشروع F-35، والذي يجري حالياً تنفيذه في جميع أنحاء أوروبا. وقد تم بالفعل وقف تدريب طيارين أتراك على طائرة F-35 في الولايات المتحدة.

وحسب كاتب المقال، سيلي ذلك فرض عقوبات، وفق تحذيرات البنتاغون امتثالاً لتشريعات أمريكية تهدف إلى عرقلة صناعة الدفاع الروسية.

وقالت أصلي آيدينتاسباس، مختصة في شؤون تركيا لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “إنها قضية وجودية. ولم يكن شيء من هذا ليحدث قبل عشر سنوات، أو حتى خمس سنوات. كما يؤكد ذلك توق تركيا للبروز كقوة عالمية أكثر استقلالية، لا تعتمد كلية على الولايات المتحدة”.

ربما يعجبك أيضا